قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Thursday, 19 June 2014 15:03

الاستعداد التربوي لرمضان

Written by  الأستاذ فيصل الشدوخي
Rate this item
(0 votes)

عجيبٌ أنت يا رمضان..! فالناس فيك على خير عظيم،  فبينما كانوا لا يصومون.. فهُم الآن صيام. و بينما كانوا لا يقومون.. فهُم الآن قيام، و بينما كانوا لا يقرؤون القرآن إلا قليلا.. فإذا هم يسعون لختم القرآن! عجيب أنت يا رمضان..! فأنتَ شهرُ التوبة و الإنابة، شهر الخضوع و الخشوع. فمن لم يتب في رمضان فمتى سيتوب؟ و من لم يخشع قلبه و ترقّ نفسه في رمضان فمتى سيؤوب؟ " رغِمَ أنف امرئٍ أدرك رمضان و لم يُغفر له ".

و حتى لا نخسر رمضان.. و حتى لا يذهب سدى، فنحن معنيّون بمعرفة المقاصد التي يريدها رمضان منّا.. إن لم تعرفها فقد تكون خاسرا في رمضان، و إنْ لم تحققها فأنت محروم.
و لهذا حرصت على إيصال هذه الرسالة التربوية لنتأهب سويًا لاستقبال الشهر الفضيل و نكون ممن أدّى حقه على الوجه الذي يرضي ربنا سبحانه.

و إذا أردنا أن نستعد تربويا لشهر التغيير فعلينا أن ندرك المفاهيم و المقاصد التالية:
- السرّية
- الانتصار و قوة الإرادة
- الغنيمة
- التقوى
- التهذيب 
-----------

السرّية:
فنحن نصوم تعبّدًا لله سبحانه (كُتِب عليكم الصيام) فهو عبادة مفروضة، و لكننا نحتاج لوعي تام ونحن نمارس هذه العبادة، فهي تتصف بالخصوصية و السريّة بينك و بين ربك.
فمن الذي يعلم بأنك صائم إلا الله؟
و من الذي يراقب صيامك وامتناعك عن الطعام والشراب؟
و لهذا جاء في الحديث القدسي (إلا الصوم فإنه لي و أنا أجزي به، يدع شهوته و طعامه من أجلي..). 
فتأهّب لهذه السريّة بصدق النية.
و اعلم بأن هذه الخصوصية بينك و بين ربك و لا يعلمها أحد من خلقك.

الانتصار و قوة الإرادة
الصائم منتصر.. منتصر على شهواته و ملذاته، فهو يكبح لجام شهوته عن المباحات كالطعام و الشراب طاعةً لله تعالى، و من باب أولى أنه سينتصر أو قادر على الانتصار على الشهوة المحرمة و الذنوب ما دام أنه ممسك عن الشهوة المباحة.
و هذه شهادة قُدرة و انتصار على الشهوة المحرمة لا تتحقق إلا بالصيام و ما أكثر الغافلين عنها..!!
و سيكتمل مفهوم الانتصار الحقيقي حينما ندرك (الصبر على الطاعة) و (الصبر عن المعصية)، فنحن نصبر على أداء الطاعة كالإمساك من الفجر و حتى المغرب، و صلاة القيام و هذا من الصبر على الطاعة. و نصبر عن فعل الممنوعات فنتعلم الصبر عن المعاصي.
و عندها.. سنكون أقوياء الإرادة و منتصرين و لا شك.

أتدري لماذا يسمى رمضان شهر النصر؟؟
لأن الصحابة استطاعوا في شهر الصوم أن ينتصروا في غزوات كبرى كبدر و الخندق و فتح مكة و التي كانت في شهر رمضان.
و تأكد بأننا لن نستطيع أن نتغلب على غيرنا مادمنا لم نستطع أن ننتصر على شهواتنا و أهوائنا و أن نربيها على الفضيلة و أن نزكيها بالإيمان و أن نروي ظمأها بسلوك الاستقامة.

الغنيمة:
ما أكثر الغنائم و ما أقل الرابحين!!
أتدري لماذا تكثر المسابقات في رمضان؟
يريدون منك أن تربح معهم مع أن نسبة ربحك و فوزك لا تصل إلى 0,01%، و مع هذا فنحن متفائلون جدا و نشارك بقوة من أجل تحقيق المكاسب.
و لكن الله جل في علاه يدعوك للربح الصادق و يضمن لك مع النية الحسنة و المتابعة الصحيحة أن تحصل على أضعاف مضاعفة من الأجر و المغفرة.

و هذه هي أعمالك و مهامك التجارية الرابحة:
من فطّر صائما كان له مثل أجره
الملائكة تستغفر لك مادمت صائما
يُستجاب لك إذا دعوتَ الله عند فطرك
العمرة تعدل حجة مع الرسول صلى الله عليه و سلم في رمضان
عبادة ليلة القدر أفضل من عبادة ألف شهر في غير رمضان
قم مع الإمام .. ستُكتب لك قيام ليلة
أبواب الجنة مفتحة و أبواب النار مغلقة و الشياطين مصفّدة 
بادر أخي بالتجارة الرابحة.. عسى الله أن يجعلك من العُتقاء من نيرانه .

التقوى:
(لعلكم تتقون) لهذا السبب الرئيسي شُرع الصيام.
فالتقوى غاية، و تحقيقها مطلب.
لقد تفرّغت عن الانشغال بالملهيات من الأطعمة و الأشربة حتى تتفرغ لمهمة كبيرة.. فلتكن حصيفا فطنا.
و معنى التقوى المطلوبة هي أن يُعبدَ الله فلا يُعصى، و أن يُذكر فلا يُنسى، و أن يُشكر فلا يُكفَر.

تهذيب الأخلاق:
كم من الناس قد غفلوا عن تحسين أخلاقهم في رمضان و لم يعلموا أن رمضان محطة لتعديل السلوك و تصحيح الخلق.
"فإذا كان يومُ صومِ أحدكم فلا يرفث و لا يسخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم". "و من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه و شرابه ".
إن تهذيب الأخلاق هدف ينبغي أن نستشعره جيدا في حياتنا و في رمضان، فنعلم أن الجوارح تصوم.. فاللسان يصوم عن اللغو و قول السوء.. و الأذن تصوم عن سماع الحرام.. و العين تبتعد عما ألِفَت النظر إليه من العورات و المنكرات.. و القلب يصوم عن الميل للشهوات و يتفرغ للعبادات القلبية.

إذا لم يكن في السمع منّي تصاوُنٌ ** و في بصري غضٌ و في منطقي صمتُ
فحظي إذًا من صومِيَ الجوع و الظمأ ** و إن قلتُ أني صمتُ يومي فما صمتُ

فرُبَّ صائم حظه من صيامه الجوع و العطش؟؟ لأنه لم يدرك هذه المقاصد..
و رُبّ قائم حظه من قيامه التعب و النصب؟؟ لأن قلبه لم يخشع و عقله لم يتدبر..

اللّهم استعملنا لطاعتك، و وفقنا لنكون من الطائعين الفائزين، و من عتقائك يا رب العالمين.

المصدر: موقع صيد الفوائد

الرابط:

http://www.veecos.net/portal/index.php?option=com_content&view=article&id=9827:2013-07-10-05-17-05&catid=26:edu-articles&Itemid=30

Read 1764 times Last modified on Tuesday, 07 July 2015 12:52

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab