(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الإثنين, 23 كانون2/يناير 2012 09:11

حيرة التلميذ

كتبه 

عندما أواجه تلاميذ في السنة النهائية و أجدهم غير مبالين بقيمة طلب العلم و ما يترتب عنه هذا الفعل المصيري، أدرك بأن أبناءنا لم يجدوا في البيت من يوجههم ! فالأستاذ المخلص يقوم بما عليه ناحية التلميذ و هو يشعر أحيانا أن كثافة ساعات التدريس و نوعية المواد لا تتيح له مناقشة التلميذ المناقشة الجادة المثمرة.

و من جهة أخري لاحظ لي أحد التلاميذ بأن الحجم الساعي لا يلاءمهم :" ليس لدينا فرصة في إلتقاط أنفاسنا، فلا نمارس رياضة و لا نتسلي. كيف نتمكن من إراحة عقولنا و الإستمرار علي هذا النحو يقودنا إلي الإرهاق الحاد و العجز أمام ضعفنا في بعض المواد."

إستفسرت عن ساعات الرياضة المدرسية، ساعتين فقط في الأسبوع ! هذا غير كاف و إضافة ساعات خصوصية خارج التوقيت العادي يزيد في معاناة التلميذ. لنتصور مراهق بين الرابعة عشر و السابعة عشر كان بنتا أم ولدا مع دروس مكثفة، وقت ضيق و ساعات نقل مرهقة و ضبابية الرؤية !!

هل فكر أولياء الأمور في توضيح بعض النقاط لأبناءهم المقدمين علي إمتحان البكالوريا أم أنهم ألحوا علي النجاح فيه و فقط ؟

التلميذ في حاجة إلي توجيه أي كان مستواه، و إلي تطمينات، فليجتهد بدون مبالغة. المجتهد الذي يفشل يكفيه مبررا أنه بذل ما عليه و المحاسبة تطال المقصرين الذين لم يدركوا أهمية الإنضباط و توظيف قدراتهم و ذكاءهم. كثيرا ما يشتكي الأستاذ من لامبالاة تلميذه و عدم تفاعله مع الدرس، إذا ما كان هناك تقصير من التلميذ، علينا أن نسئل أنفسنا : أن يقصر أحدهم هذا عادي أما أن تنطبق الظاهرة علي معظم تلاميذ الفصل، فهذا أمر مثير للقلق. هل المشكلة كامنة في طريقة التلقين ؟ كيف  مع أن المنظومة التربوية الجديدة، تطالب التلميذ  بجمع أكبر كم  من المعلومات حول محتويات الدرس و هذا قبل الخوض فيه في القسم رسميا ؟

هل مثل هذه الطريقة في تحفيز التلميذ في أن يولي إهتماما خاصا بمضامين الدرس، ليست مفيدة ؟ أو كما لاحظت أستاذة :"  لا يتعامل التلميذ مع المادة المدروسة بالجدية المتوقعة منه."  أكثر ما يضر تلاميذنا عدم وجود حافز قوي للإجتهاد في مسيرتهم الدراسية. لا يعرفون من أين يبدأون و أين ينتهون ؟ لا يلعب الآباء دورهم، فهم يتهربون من مسائلة الإبن فيما يخص إنشغالاته، كل ما يريدونه هو المعدل. ليس هكذا نحل مشلكة ضعف المردود، و ليس كل التلاميذ في نفس مستوي الفهم و الإستيعاب و الإجتهاد. إذا ما ثلاثة تلاميذ هم نجباء في صف متكون من ثلاثين تلميذ، ماذا نفعل بالغالبية التي إقترن حضورها بالتأفف و الملل و اللامبالاة ؟

نحن نري الأعاجيب في مجال التربية و التعليم و آخر ما يأخذ بعين الإعتبار هو التلميذ، المعني الأول و الأخير بمهمة طلب العلم. لا بد لنا من تقييم دور التلميذ و مدي تفاعله مع البرنامج التعليمي، و لا خيار لنا في ذلك إذا ما كنا فعلا نريد مستقبلا مشرقا لهؤلاء التلاميذ. 

قراءة 3324 مرات آخر تعديل على الإثنين, 29 تشرين1/أكتوير 2018 15:15
عفــــاف عنيبـــــة

أديبة روائية إسلامية أحرر ركنا قارا في الصحافة المستقلة منذ 1994 في الصحف التالية: أسبوعية الوجه الآخر، الحقيقة، العالم السياسي، كواليس و أخيرا البصائر لسان "حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين."