قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Thursday, 03 July 2014 09:08

{{لنريه من آياتنا }}

Written by  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)
  1. القلب الذي يحمل الرأفة لأمته ما زال يتسع للمزيد من الصبر، و النفس التي ارتقت إلى أعلى مقامات الرقيّ والثبات ما زالت تبث الدفْ حولها، و اليد التي امتدت منذ أول لحظات الوحي بالرسالة الطيبة العظيمة، مازالت تمتد بالعطاء و التوضيح و الإشفاق على الأهل و العشيرة، و الرّوح التي أخلدت بسكينة و يقين و استسلام لربها و امتثلت لتكليفه بنشر الخير المنزّل بالرحمة والغيث و المواساة و الكرامة لكل أطياف البشرية، ما زالت هذه الرّوح الندية تتوق إلى بث الهدى و النور على كافة أرجاء البسيطة ، و ذلك كلّه برقيّ معانية و جميل عطاءه ،وجود نداه، و لمسة حنوّه و انبثاقة دفئه و نوره، يتمثّل في شخص رسول الله صلى الله عليه و سلم، و قد أرسله الربّ الرّحيم بالرسالة الراشدة الرشيدة، رحمة للعالمين و هدى للبشرية التي ضلّت الطريق، و أضاعت القيم الإنسانية، و تلبست برداء الضلالة و القسوة و الفرعنة و الجهل و الظلم، حتى اصبحت الأرض مكانا بغيضا لكل من سيم الهوان و استعبد و استرق و سلب كرامته و امتهنت انسانيته ، فأشرق حينها النور البهي و الكوكب الدرّي، و أطلت شمس اللطف الرباني ساكبة شعاعها النيّر في كل قلب متفتح لنور الله.

و لكنّ القلب الذي حمل كلّ  هذا الخير للأمة، تعتريه حالة المشاعر الانسانية، فما صاحبه صلى الله عليه و سلّم إلّا بشر مثل   سائر البشر، و لكنّه فضّل بالرسالة و النبوة و الكمال و أتمّ ربّه عليه نعمة الخلق و الخلق، تعتريه حالة الحزن و الألم و الفقد، و تؤذيه حالة التكذيب و العداءالتي يواجهه بها أهل الباطل، و هم يصدون عنه صدودا، فيجتمع عليه ألم فقد زوجته الداعمة خديجة بنت خويلد، و عمّه العطوف المشفق أبا طالب فلا يجد إلا الصبر الجميل، و التجلّد النبيل، و الشعور بالقرب الربّاني ، فيبثّ شكواه و حزنه إلى الله، و هو يرجوه أن يغفر لقومه بأنهم لا يعلمون.

و تمضي الأيام الحزينة قدما و الهمّة النبويّة المتوجهة لربّها جل و علا في أوج انطلاقتها و النبي صلى الله عليه و سلم يعرض دعوته على قبائل العرب، على أمل أن يكون فيها زعيم رشيد لا يرى في الاسلام تهديدا لنفوذه، أو حدّا لعنجهيته، و لكن القلوب الصماء و العيون التي تنظر و لا ترى و القلوب التي سكنها الصدأ عقودا ،لا تلين لكلمات الله، وحدها تلك النفوس الرقيقة و القلوب الكليمة و الارواح الطامحة للحرية، آمنت بآيات الله، وحدها تلك الايدي المكبلة بقيود العبيد و تلك الطبقة المحتقرة لفقرها، أو بساطة أصلها، أو قلة نفوذها، سارعت إلى جنة عرضها السماوات و الارض، و لم تخل الفئة المؤمنة المستضعفة من أولئك النبلاء و الأغنياء و الكرماء، أولئك الذين وجدوا في دعوة النبي صلى الله عليه و سلّم و رسالته صدى أفكارهم النقية الرافضة لواقع الجاهلية المقيت فصدّقوا به و نصروه و واسوه قدر استطاعتهم، دون تردد و لا تقصير.

و الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم، يرهقه طول المسير، و شعور الحزن و عنت الجبابرة و هو صابر مصابر مرابط في أم القرى مجاور للبيت الحرام ،

و يمتن الربّ الرحيم على نبيه الكريم، و تكون رحلة الاسراء و المعراج، و يحمل المصطفى صلى الله عليه و سلم، على ظهر البراق ساريا في ليلة أشرق فيها البدر بهاء، و هو يرقب الرحلة الشريفة، تمد جسر البركة و التلاحم و التشريف الرباني، كخيط من ضياء و توحيد و ذكر و صلاة و عبادة، ما بين المسجد الحرام و المسجد الأقصى، ليظل هذا الجسر ممتدا إلى أن يرث الله الأرض و من عليها، سيظل المسجد الحرام، بيت الله و مكان الحج الركن الخامس من أركان الإسلام، و سيظل الأقصى المبارك، موطن الجهاد و مكان ذروة سنام الإسلام، و سيبقى ساحة فداء للطائفة المنصورة المرابطة في سبيل الله لا يضرها من عاداها، سيظل المسجد الحرام قبلة الصلاة و موقع الطواف و بيت الله الحرام و من دخله كان آمنا، و سيظل المسجد الأقصى مسجدا تشد إليه الرّحال، و تسنّ الصلاة فيه، فإن عزّت الصلاة فيه على مسلم فليرسل بزيت يضاء في قناديله

و هناك في الأقصى المبارك، أمّ خير الخلق، حين أهلّ نور الفجر بالرسل الكرام، و هناك كانت رحلة المعراج تمضي للسماء، و يحط ركب المصطفى الميمون في أرجاءها، و يرى من آيات ربّه الكبرى، و يعود إلى أمته بكنز الخيرات، و سرّ البركات، يعود بخمس صلوات مكتوبة مفروضة، من اداها بحقّها كان له أجر خمسين صلاة

و يعطى مالم يعط سواه من الخلق، عليه أفضل صلوات الله و يعود النبي صلى الله عليه و سلّم من رحلته المباركة، مبشّرا بجنة رآها رأي العين، و منذرا نارا وقودها النّاس و الحجارة قد رآها رأي العين، و تسخر العقول الجامحة بفرعنتها من آيات الله، فتخزى في الدنيا و الآخرة، و تزداد القلوب المؤمنة إيمانا و تصديقا، فتفوز برضى ربها في الدنيا و الآخرة، و تتنزّل سورة الإسراء تؤكد بركة هذه الرحلة النبوية الطيبة{سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنّه هو السميع العليم}

و تستمر السورة الكريمة آياتها تترى، تحذّر اليهود وتنذرهم الخزي و الندامة، و تبشرهم بالقتل و التدمير و الفناء، فما كان لأمة حاقدة على البشرية محاربة لله، قاتلة لأنبياءه، صناعتها الإفساد في الأرض، و العياث فيها علوا وخبثا، و نهجها قتل المؤمنين و سلب أوطانهم و هدم مساجدهم، ما كان لها ان تبقى في علوّها دون حساب ، بل يقرّر ربنا جل وعلا، و في سورة الإسراء أنها ستباد و تدمّر،و ليسؤ وجهها أولئك الذين استضعفتهم هذه الشرذمة من الخلق، سيسوء وجهها أتباع رسول الله صلى الله عليه و سلم، محمد صاحب الإسراء و المعراج، صاحب لواء الإمامة بالانبياء في رحاب المسجد الأقصى المبارك

اللهم أرزقنا صلاة في المسجد الأقصى وأنلنا شرف الشهادة على ثراه ابتغاء وجهك الكريم

Read 1434 times Last modified on Tuesday, 07 July 2015 13:00

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab