قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Thursday, 10 July 2014 07:43

{رزق وخصب ونصر }

Written by  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)

و يظلّنا شهر رمضان بظلاله الوارفات الحسان، و يمطرنا به ربنا بالخير و الرحمة و الإيمان، و تغلق به أبواب النار و تفتح أبواب الجنان، و أمة محمد صلى الله عليه و سلّم، تحنّ إلى لياليه فتعمرها بالقيام، و تكرم نهاراته فتعمرها بالصيام، و بين هذا و ذاك من الأعمال الصالحات الكثير، و من الخير الذي يعمر القلوب الوفير، و لكنها لا تخلو من كثير الغافلين، الذين اركنوا إلى الدنيا و غرتهم بغرورها، و تلاعب بهم الشيطان فأخرجهم من صفوف الأمة عملا و بقوا فيها عقيدة و دينا، فلا هم أهل صلاة و لا صيام و لا زكاة و لا نسك، اكتفوا من الدين بكلمة التوحيد، و مانستصغرها و لكنها تحتاج إلى تصديق من الجوارح

و فيها أولئك الذين اعتقدوا الإسلام شعائر خاصة لا روح فيها و لا حس ول ا تكليف و لا أثر، فجمعوا المال من غير وجه حق و أنفقوه في غير وجه حق، فيها من جمع فأوعى، فلا حق لفقير أو مسكين في مال الله الذي آتاه، شبع و جاره جائع، و ورث و أخته محرومة، و اكتسى و اليتيم عريان، و تنعّم و غيره في شقاء و هو قادر على مد يد الخير و المواساة.

و فيها نساء اتخذن شريعة الغرب شرعة و منهاجا، و سلكن وديان المهالك خلف الهالكات من ربيبات الغرب، و فيهن من تنظر إلى دينها بخجل و قد أشربت مقولة الكفار {إن الإسلام يظلم المرأة و يلغي حقوقها } زور آمنت به و بهتان افتراه عدوّها فصدقته غباء و جهلا.

و فيها أولئك الذين تحسبهم من أمة المصطفى و ما هم منها، و قد ركبوا مركب أعداءها و ضربوا بسيفهم و تطاولوا على ضعفاءها و شتموا رموزها، ففارقوها دينا و فعلا و ما زادوها إلا ضعفا و وهنا و مكيدة و فرقة و انهزاما.

و فيهاالعلماء العاملون، يحرسون حدود الله و أحكام شرعه و كتابه و سنة نبيّه صلى الله عليه و سلم و فيها النساء الصالحات العاملات، و الشباب المتعلقون بالمساجد يعمرونها بالقيام و القعود و السجود و القرآن، و الثائرون على الباطل المنحاز لأعداء الله، فيها الخيرون و الخيرات و الصالحون و الصالحات و المستغفرون و المستغفرات و الصابرون و الصابرات مؤمنون و مؤمنات لا يعطون الدنية من دينهم و لا شرع ربهم.

و فيهاالمرابطون المجاهدون، في الهند و الصين و أوروبا، و الشرق و الغرب و في كل مكان نبض فيه قلب بالاسلام و نطق فيه لسان بالتوحيد.

و على رأس تلك الثغور كلها ذلك المسجد الذي تشدّ إليه الرحال  بأمر النبيّ صلى الله عليه و سلّم،و فيه الصلاة بخمسمائة صلاة، فمن لم يقدر على صلاة فيه، فليرسل بزيت تضاء به قناديله، و يا لقناديل الأقصى فيك يا رمضان، و هي ترسل أشعتها المضيئة بدماء الشهداء، و تبث نورها عبر مشاكيه البديعة، من دموع الضعفاء المستضعفين، من الرجال و النساء و الولدان، و يا لمآذنه و هي تزأر بالتكبير فتغرسه سهاما في أكباد اليهود.

و أمة محمد صلى الله عليه و سلم في رمضان، تتوجه إلى ربّها بالدعاء الصادق، أن ينصرها و يرزقها ، و يرسل سماءها عليها مدرارا، و يملأ سهولها و جبالها، أغوارها و هضابه، مدنها و كورها و قراها و بواديها، خصبا وفيرا، و خيرا عميما، و أمة محمد صلى الله عليه و سلّم في رمضان و قبله و بعده، تبتهل إلى ربّها ان ينصرها على عدوها، فلا يرفع له راية و لا يحقق له غاية، و هنا و هناك، تنطلق الدعوات من القلوب الكليمة، و الأرواح المستباحة، و الجماعات المستضعفة، أن ينصرها الله على عدوه و عدوّها، و أن يرفع عنها البلاء و الغلاء و القهر و المذلّة و الهوان، و أمة محمد صلى الله عليه و سلّم تدعو ربّها، ألا يكون فيها محروما من رحمة الله، و لا شقيا بمعصية مولاه، و إن يأخذ لها بثأرها من فراعنتها، و من عطّل شرع الله فيها، و إعتدى على أبناءها، و قتل علماءها، الذين يريدون لها الخير، و شرّد مستضعفيها في أصقاع الارض، و أن لايأخذها نكالا بتقصيرها، و أن لا يقطع حبل الصلة بينها و بين ربّها، فتضلّ و تخزى، و تستذكر الأمة سبل العزة، و الرزق و النصر و التمكين فتجده في كتاب الله و سنة نبيّه صلى الله عليه و سلم و هو يقول لأمته{ توبوا إلى الله قبل أن تموتوا، و بادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا، و صلوا الذى بينكم و بين ربكم تسعدوا، و أكثروا الصدقة ترزقوا، و أمروا بالمعروف تخصبوا، و انهوا عن المنكر تنصروا

أيها الناس .. إن أكيسكم، أكثركم ذكراً للموت، و أكرمكم أحسنكم استعداداً له. ألا و إن من علامات العقل التجافى عن دار الغرور، و الإنابة إلى دار الخلود، و التزود لسكنى القبور و التأهب ليوم النشور

{اللهم احعل رمضان علينا شهر يمن و بركة و رزق و نصر و مغفرة يا رب العالمين} .

Read 1572 times Last modified on Tuesday, 07 July 2015 13:05

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab