قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Friday, 25 July 2014 03:15

علي حدود العيد

Written by  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)
رحل الزائر الطيب برحماته و عطاءاته و ليالي طاعاته و آفاقه المشرعة أبوابها للمستغفرين الأوابين، و ابتهالات الارواح المثقلة تنادي و تناجي و ترجو، و فيض الندى و الجود الرباني يتوالى، غيمة قطر إثر أخرى، و ارتوت بذلك الجوانح الظمأى للقرب و الغفران، و صدرت عن أنهر الورد ريانة جذلى، و انسابت ليالي الود كخيط حريري مزهو بألوان البر و التواصل، بين عباد يتشوقون إلى موارد الأرواح التائبة، و رب عظيم حليم غفار، يبسط يده بالليل ليستقبل توبة مذنب الصباح، و يبسطها في الصباح ليتوب مسيء الليل، في تواصل و دود بين الخالق و الخلق، وفق قانون رباني رحيم، متكرم متفضل{و إني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا}. 
و ترتحل القلوب في مسيرة الهلال الجميل، خطوة خطوة و ليلة بعد ليلة، و نهارا إثر نهار، حتى ينبثق فجر العيد البهيج، فإذا هو مشرعة نوافذه لتطل منها وجوه الصائمين القائمين، ترنوا إلى الراحل الكريم عيونها بشغف المفارق، و أسى المودع، و ترقب بفرحة الإنجاز المأجور عند الله، و كلها أمل  أن يكون رمضان شعلة رمضت الذنوب، و جلت الهم عن القلوب، و أنارت للحائرين الدروب، و لسان حالها يقول لكل صائم أحسن الصيام، و أتم القيام، و حفظ الحرمات، و وصل الأرحام {تقبل الله الطاعات}.
و انجلت ليلة الرحيل عن فجر العيد، و إذا الناس يتشاركون أنسه و بهاه، طائعين و عصاه، يلتفت العيد إلى تلك الأرواح الشقية، تلك التي ما أظمئها هجير رمضان، و لا أسهرها تهجده و قيام ليله، فيخاطبهم بصمت أبلغ من الكلام و يحكم أي عيد؟ أو ما علمتم أن العيد فرحة الطائعين الخاصة ؟ فبأي حق تشاركونهم إياها و قد منحهم ربهم فرحتها خالصة مقبولة؟ ألم تسمعوا تلك المقولة التي أفصحت و أبانت عن ما جهلتم من معاني العيد، {ليس العيد لمن لبس الجديد و لكن العيد لمن خاف يوم العيد}فهل خفتموه حين ارتويتم و الأتقياء عطاش يخافون يوما تتقلب فيه القلوب و الابصار؟   و هل حسبتم لذلك اليوم حسابا و أنتم تقتلون ليالي رمضان بالذنوب ؟ و تجففون منابع التوبة في قلوبكم ؟ و تفتحون أبواب غضب الجليل عليكم بحصائد نفوسكم ؟و مقترفات أيديكم؟
و لكن النداء الحاني يهتف بتلك النفوس الشقية فاتحا لها أبواب الغفران، إن اختارتها مداخل للرضى الرباني {قل يا عبادي الذين أسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا}فهل نصغي لصوت الرحمة و نحن مازلنا على أبواب العيد و ضمن حدود لياليه ؟ فنستعيد اللحظات التي نسينا فيها الغاية من خلقنا، و نبكي عليها و نتواصى بأن نكون في القادم من أيامنا توابون، أوابون؟ و هل نتمسك بنوافذ العيد المشرعة، و هي تودع آخر أشعة شمس العيد، كما ودعت آخر ذبالات شمس اليوم الأخير من رمضان، بقلوب تطمع برحمة الله و عيون تبكي من خشية الله و أرواح تواقة لرضى الله؟.
أيها العائدون من رحلة الأرواح الندية، في ملكوت الصيام و القيام و الجود و التلاوة، و قد انتزعت تلك الليالي الرمضانية المباركة من بين تلافيف أرواحكم انتزاعا، و أنتم على فراق شهر القرآن محزونون طوبى لمن أ دخله رمضان الجنة و هنيئا لكم فرحة العيد المشرقة بتكبيرات الجلال و الإكرام لربكم، و مازلنا على حدود العيد فاحفظوا الود لشهر أحببتموه و رجوتم الغفران فيه، و ها نحن نجتاز حدود العيد  في مراكب الست من شوال و ننتظر أهلة الحج و الأضحى في مواسم عبادية أخرى عسى أن يبلغنا إياها ربنا و ييسر لنا فيها صالح الأعمال و طيب الأقوال و خالص النيات و كامل القبول
{و تقبل الله الطاعات}
Read 1492 times Last modified on Tuesday, 30 May 2017 08:29

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab