قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 31 تموز/يوليو 2014 10:13

ذات النطاقين

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

سرى الأمر النبوي بين المسلمين في شعاب مكة دروبها، أن رسول الله صلى الله عليه و سلّم قد أذن لهم بالهجرة إلى يثرب، حيث يستعد أهلها الطيبون لاستقبال إخوانهم من المهاجرين الفارّين بدينهم من عنت قريش و ظلم فراعنتها، و قد ضاقت عليهم مكة و صاروا فيها غرباء مضطهدين، و انطلقت الرواحل تحمل من لديه راحلة، و من لم يجد تحمله قدماه و قد احتسبوا أرضهم و مالهم و غربتهم ابتغاء وجه الله الكريم

و يلبث النبي صلى الله عليه و سلم خلفهم في مكة ينتظر أن يأذن الله له بالهجرة إلى أصحابه، و ما لبث الوحي أن تنزّل بالأمر المرتقب، و يتوجه الرسول صلى الله عليه و سلم إلى صاحبه الصدّيق، يعلمه بالأمر فيسأله الصدّيق الصحبة في هذه الرحلة الشاقّة الخطرة، فيأذن له فلا تسعه الفرحة فيبكي، و هو ما لبث إلى اليوم في مكة إلّا طمعا في صحبة نبيّه صلى الله عليه و سلم، و قد أعد لهذا اليوم راحلتين قويتين، و جمع ماله كلّه ليأخذه معه و ينفقه في سبيل الله.

و تبدأ الليلة الفاصلة و قد اجمعت قريش أمرها على قتل نبيّها الذي أرسله الله اليها بالهدى و الخير و السؤدد، فيدعو اليه عليا كرم الله وجهه، و يطلعه على أمانات كانت لقريش عنده و يكلفه بأداءها اليهم، فيلتف الشاب ببردة النبيّ الشريفة ، و خرج صلى الله عليه و سلم من بين صفوفهم و قد عميت عيونهم عنه بقدرة الله، فيتجه إلى بيت أبي بكر، و يرتحلا من طريق غير مألوف باتجاه غار ثور و يقيما فيه.

و في بيت الصدّيق كانت ابنتيه عائشة الصغيرة و أسماء الصبية الشجاعة و قد أسلمتا منذ بداية الدعوة الاسلامية، و تدرك أسماء بأن عليها واجبات كثيرة تجاه دينها و نبيها، و تطّلع بدور خطير، حيث تحمل الطعام كل يوم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و والدها إلى غار ثور دون خوف على حياتها فجلّ ماتخشاه هو أن يراها أحد المشركين فينكشف مكان المهاجرين العزيزين

و ذات رحلة أعدت أسماء زادا و ماء كثيرا لهما، و لم تجد رباطا لصرة الطعام، فعمدت الى نطاقها فشقته نصفين، ربطت الصرة بأحدهما و تمنطقت بالآخر فبشرها الرسول صلى الله عليه و سلم قائلا: أبلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة.

و في مكة تغلي القلوب قهرا و تنشقّ الصدور غيظا، و قد أفلت منهم محمدا و صاحبه، و يتوجه الزبانية بقيادة أبو جهل إلى بيت الصدّيق، و يطرق الباب طرقا شديدا، و تطل أسماء لترى من الطارق، فإذا بها ترى فراعنة قريش و يسألها أبوجهل :اين أبوك؟فتقول بثبات و قوة :لا أدري أين أبي، و يطيش صواب العتل المهين و يرفع يده لتدوي الصفعة على الوجه الذي ما عرف يوما لطمة و لا مهانة في بيت تربت فيه النساء على الاحترام و الكرامة، و يرتحل الموكب الجهنمي و قد ازمعوا البحث عن النبي و صاحبه و يخيب فأل الشرك و المشركين و يصل البدر الهادي إلى مدينته سالما ليقيم فيها شرع الله و ينشر دينه العادل و ينطلق منها فرسان الحق في مشارق الارض و مغاربها يحملون للبشرية القرآن و السنة العصماء.

كانت أسماء قد نشأت في بيت الصديق، و هو بيت غنى و جاه و جهاد، و قد تزوجت من الزبير بن العوام حواري رسول الله صلى الله عليه و سلم، و ما يملك إلّا فرسه، فكانت تعلفها و ترعاها، و تخدم زوجها و بيتها بنفسها، و تحتمل الجهد و الحاجة ابتغاء مرضاة الله، و قد التحقت بالمهاجرين إلى المدينة و ولدت ابنها عبد الله بن الزبير بعد أيام من وصولها، فأحسنت تربيته و إخوته، و أعدته ليحمل دعوة الله فكان لا يخاف في الحق لومة لائم.

 مرَّ عمر بعد خلافته بعبد الله و رفاق له يلعبو ،ففر الصبية مهابة من عمر و ظل عبد الله واقفا، فقال له عمر  :ما لك لم تفر معهم؟ فقال عبد الله :لم أجرم فأخافك، و لم يكن الطريق ضيقًا فاوسع لك

و ربته أمه على العبادة الخالصة لله حتى قيل عنه إنه قسم ليله الى ثلاث ليال  فليلة هو قائم حتى الصباح، و ليلة هو راكع حتى الصباح، و ليلة هو ساجد حتى الصباح.

و حين توجه المسلمون للفتوحات خارج المدينة المنورة توجه عبد الله الى الشام و شارك في معركة اليرموك مع أمه و أبليا بلاء حسن و لم يكن قد تجاوز الرابعة عشرة من العمر و ارتحل مع الجيوش الى شمال افريقيا و كان ممن فتحوا مصر كنانة العرب

و في عهد يزيد بن معاوية حدث مقتل الحسين بن علي رضي الله عنه، و سخط الناس على يزيد، و بعد وفاته بايع ابناء الصحابة عبد الله بن الزبير خليفة عليهم و انتقل الى مكة المكرمة عائذا ببيت الله الحرام، فحاصر الحجاج مكة المكرمة و جوّع أهلها، فتوجه عبد الله إلى أمه يسألها المشورة فقالت : "إن كنت على حقٍّ فامضِ لشأنك، و إن كنتَ إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت! أهلكت نفسك و من معك؛ القتل أحسن". فقال: "يا أُمَّتِ، إني أخاف إن قتلوني أن يمثِّلوا بي". قالت: "إنّ الشاة لا يضرُّها سلخها بعد ذبحها".

و قتل عبدالله في تلك المعركة و صلبه  الحجاج و أرسل إلى أمه أن تأتيه، فأبت، فأرسل إليها لتأتين أو لأبعثن من يسحبك بقرونك، فأرسلت إليه: والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني. فلما رأى ذلك أتى إليها فقال: كيف رأيتني صنعت بعبد الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه، و أفسد عليك آخرتك، و قد بلغني أنك كنت تعيره بابن ذات النطاقين، فقد كان لي نطاق أغطي به طعام  رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال الحجاج لها: يا أمه، إن أمير المؤمنين أوصاني بك فهل لك من حاجة؟ فقالت: لست لك بأم، و لكني أم المصلوب على رأس البنية، و ما لي من حاجة، و لكن أحدثك: سمعت رسول اللهيقول: " يخرج في ثقيف كذاب و مبير "فأما الكذاب، فقد رأيناه - تعني المختار بن أبي عبيد - و أما المبير فأنت

و حمل اليها ولدها فغسلته و كفنته، و ماتت بعده بأيام

لقد كانت أسماء مثلا يحتذى لنساء المسلمين، مجاهدة صابرة و زوجة معينة على طاعة الله، و أما محتسبة، و متصدقة لا تدع شيئا يبيت عندها حتى تتصدق به

{ربّنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان}

قراءة 1562 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 07 تموز/يوليو 2015 21:11

أضف تعليق


كود امني
تحديث