قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Tuesday, 28 October 2014 10:11

اللاعنف هو اللاإكراه

Written by  الأستاذ جودت سعيد
Rate this item
(0 votes)

اللاعنف هو اللاإكراه و هو الرشد و هو الديمقراطية.

كلمة الـ"لاإكراه" كلمة قرآنية و كذلك الرشد كلمة قرآنية مهما كان متألقاً أو باهتاً في المعنى المراد بدقة و لكن كلمة اللاعنف و كلمة الديمقراطية كلمات حضارية أو عصرية معاصرة مهما كان موغلاً في القدم إلا أن كلمة الديمقراطية كأي معنى يرمز له برمز فإن المعنى قابل للزيادة لأن نظام الكون كله يزداد يتوسع و يتعمق و إلى الأحسن و الأنفع لأن الكون كله يحكمه قانون (الزبد يذهب جفاءً و ما ينفع الناس يمكث في الأرض) و النسخ دائماً يكون للأكثر نفعاً و الأدوم زمناً و الأقل كلفة لأن قانون الزبد يمكن التعبير عنه بأسلوب آخر حسب المصطلحات القرآنية "الخير و الأبقى" ما دام هو أكثر نفعاً أو أكثر خيراً و أدوم زمناً فهو الذي سيبقى و يمكث في الأرض و الأخر يذهب و هو جفاء و ينسخ لأن قانون (ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها) إذا كان الأكثر خيراً فهو حتماً سينسخ الأقل خيراً و نفعاً و لكن المماثل له حق البقاء.

و الخيار بينهما يرجع إلى الأذواق و إذا كانت كلمة الديمقراطية يتطور معناها رسوخاً في العمق و امتداداً في السعة فإنها كذلك زيادة في النفع و الخير و يمكن أن تساعدنا الكلمات الثلاثة الأخرى في إضاءة معنى الديمقراطية كيف ولدت و تطورت و كيف لا يزال لها مستقبل في التطور في النفع الأعم و الأوسع و الأعمق فإذا كانت كلمتا الـ"لاإكراه" و "الرشد" كلمات قرآنية راسخة إلا أن كلمة العنف و اللاعنف لها رسوخ في ما نقل عن الرسول (ص) من "أن العنف ما كان في شيء إلا شأنه و من أن الرفق ما كان في شيء إلا زانه و إن الله ليعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف" و بهذا الاستخدام للعنف و تعميم أنه شائن في كل شيء و أن عكسه الرفق مزن لكل شيء يتصل به فعلى هذا الأساس نفى العنف و نفى الإكراه و إثبات الرشد معاني قرآنية و إسلامية و راسخة كالطود يتحدى الزمان و المكان التاريخ و الجغرافيا.

 

و هذا الربط بين هذه الكلمات و ربط معانيها بالإنسان و طبيعة الإنسان و من أن استخراج أفضل ما بالإنسان يكون باللاإكراه باللاعنف و بالرشد لهذا يمكن أن نربط إلى هذه الكلمات الأربع الكلمة الخامسة التي عبر عنها ابن آدم في موقفه من أخيه الذي لجأ الى العنف بموقفه الرافض للدخول الى مواجهة العنف بالعنف فكأن لسان حاله يقول أنا خلق آخر أنا قابل للفهم و التفهيم و قابل للرؤية عواقب السلوك فإنه لما قال لأخيه العنيف (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي لأقتلك) كأنه بموقفه هذا يرد على تهمة الملائكة بان الانسان ليس مستأهلاً لأن يستخلف في الأرض لأنه مفسد فيها و سافك للدماء فهو رفض الفساد و سفك الدماء فكأنه رفض المواجه بالعضلات و ما ناب عنها مهما صغر أو كبر إنه يقول أنا خرجت من ملة شريعة الغاب التي تحل فيها المشكلات بالعنف و دخلت إلى شريعة الإنسان التي يختار بها الإنسان الأسلوب الأنفع و الحل بدون خسائر و كأنه يقول أبن آدم لأخيه: يمكن أن تقتلني و لكن لا يمكن أن تجعل مني قاتلاً.

و ينبغي أن نفهم منه شيئاً أعمق أيضاً و هو يريد أن يجعل موته الذي هو لا محال قادم موتاً يساعد أخاه على أن يخرج من العنف و يكشف أنه ما كان في شيء إلا شأنه و هو ما حدث فعلاً لأن خرافة الدفاع عن النفس لا يجعل العنيف نادماً و خاسراً بل يشعر أنه أفهم و أقوى و أولى بالبقاء هذا حين يدافع عن نفسه أما حين لا يدخل في هذه اللعبة فسيشعر القاتل أو العنيف أنه وحده في الميدان و أنه ليس هناك منافس على له على العنف و هذا غامض في ثقافتنا و بعيد إدراكه و هذا الذي جعل الأنبياء في موقف الجنون و اللاعقل و السحر و لكن تطور جنون العنف جعل جنون الرفق المرفوض قابلاً للفهم في هذا العصر الذي لم يعد يستطيع فيه الكبار الدخول إلى تبادل العنف و إذا دخل الصغار إلى العنف يحوله الكبار غير الراشدين الذين لا يتعاونون على الخير و إنما يتعاونون على الإثم فهذا اللامفكر فيه و اللامعلن صار واقعاً عملياً و إن كان الناس لا يتحدثون عنه إلا لماماً و بشكل خجول و كأنه كشف الإنسان خطيئته و لكن ليست له الجرأة الكافية للاعتراف علناً به و لكن لماذا نحن لا نعلن عن وفاة العنف و كيف أنه تفسخ و صار منتناً و قبيحاً و مرفوضاً رفضاً كلياً إن اللاإكراه و الرشد و اللاعنف بدأت تضرب أطنابها يتحقق علم الله في الإنسان الذي لم تستطع الملائكة أن تعلم مستقبل الإنسان و لا الجن أمكنهم أن يدركوا ذلك بل ترددوا و قالوا (و أنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا) نعم باللاإكراه و باللاعنف "تبين الرشد من الغي" هذه هي كلمات القرآن و مثلهم في الإنجيل "من كان له أذنان للسمع فليسمع".

 

و لكن ما شأن الديمقراطية و هل لها صلة باللاعنف و اللاإكراه و الرشد و موقف ابن آدم في رفض الدخول في العنف و أنا هنا أشعر بامتعاض القارئ الذي لا يرى حلاً للمشكلات إلا بالعنف و انسداد الطرق الأخرى و الحلول الأخرى التي لا يمكن أن يتصورها و لكن سأظل أقول له إن انحصار فهم العرب و المسلمين في البقاء في الحالة المنسوخة و عدم قدرتهم على فهم الوسائل و السبل الأخرى الأقرب و الأسهل و الأربح أنا لا أتحدث عن اللاعنف و اللاإكراه و الرشد و الديمقراطية التي عند الآخرين و لكن حديثي كله أن يكون بين العرب لاعنف و لاإكراه و رشد و ديمقراطية أريد فقط أن نولي وجوهنا الى واقعنا العربي الإسلامي و المستضعفين في الأرض أن نصنع السلام فيما بيننا قبل أن نفكر في صنع السلام مع الذين نسميهم أعدائنا لماذا لا نتحدث بجدية عن هذا الموضوع المشكلة ليست عند الاستعمار و لا الشيطان و لا إسرائيل و لا أمريكة المشكلة عندنا لا بل المشكلة عندي أنا بالذات الذي ينبغي أن أعلن كما أعلن القرآن (و قل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) (و قل جاء الحق و ما يبدئ الباطل و ما يعيد) (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق و لكم الويل بما تصفون) و كما أعلن يحيى عليه السلام في الإنجيل "صوت صارخ في البرية ملكوت الله قادم هيئوا دروب الرب اجعلوا سبله مستقيمة لقد وضع الفأس في جذع الشجرة فكل شجرة لا تعطي ثمراً تقطع و تقذف بها في النار" و الله حين يقول في القرآن (أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه و تعالى عما يشركون) أتى علم الله في الإنسان فمن لم يصدق فليستخدم القنبلة النووية لن يتمكن أحد من استخدامها لقد استخدمت مرة واحدة ثم ماتت و مهما كانت جثته منتفخة يخيل إليهم أنها حية و باكستان و الهند يمثلان خرشوف و كنيدي في كوبا كيف تراجعوا و كذلك ما يحدث الآن في كشمير على كل حال فمن لم يصدق ما أقوله فليستخدم القنبلة الذرية أو الهيدروجينية أو النترونية أو أو… إلخ أو فليعد حرب الخليج الأولى التي استمرت ثماني سنوات عجاف لم يستفد إلا الذين نقول عنهم أعداؤنا و كان كيسنجر يقول: لمن قال ينبغي أن لا تكسب إيران الحرب يقول لا بل ينبغي أن يخسر الطرفان و لا يكون فيهم منتصر و قد كان. و إن كان في هذه الحرب من فائدة و اعتبار فهي أن لا نعيدها و من لم يكتفي بالحرب العالمية الإسلامية الأولى التي هي حرب الخليج الأولى فيعد الحرب العالمية العربية الثانية الحرب الخليجية الثانية و من لم يصدق و يستفد من أن الحروب لا تفعل شيء إلا الخسران للأطراف جميعاً و من لم يصدق فل يفعل مثلما يفعل الجزائر و كما يفعل الأفغان. يا ناس يا عالم يا بشر الله لا يريد ذبائح لا تفتروا على الله.

اصنع السلام مع أخيك. مَن مِن العرب سيقول لأخيه لإن بسط إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك و بذلك يكون قد قطع تسلسل العنف لأن الذي يمتنع عن الدفاع عن نفسه بالعنف سوف لن يكون أداة لأحد لا للقديم المغزو و لا للجديد الغازي فحين نكون مثل ابن آدم نكون قد حللنا المشكلة العربية و أخيراً و لن يكون أخيراً إذ سأعيد أتشبث بالسلام بين العرب أولاً و ليس مع إسرائيل المنديل الأحمر الذي يحمله مصارع الثيران و هل أستطيع أن أختم مقالي هذا بالكشف أو البوح بسر أن الديمقراطية هو اللاعنف و هو اللاإكراه حيث لن تدخل الديمقراطية إلى قوم يؤمنون بأن العنف يحل المشكلات السياسية لا بد من دخول جميع الفرقاء في البلد الذي يمكن أن تولد فيه الديمقراطية إلى مذهب اللاعنف و اللاإكراه من كان له أذنان للسمع فليسمع إن في ذلك ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد.

http://jawdatsaid.net/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%86%D9%81_%D9%87%D9%88_%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%A5%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%87

Read 1587 times Last modified on Saturday, 04 July 2015 21:21

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab