قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Wednesday, 12 August 2015 09:51

احلام النوم واحلام الحياة !؟

Written by  د لطفي الشربيني
Rate this item
(0 votes)

تضم الاحلام - من وجهة النظر النفسية - احلام النوم و هي المشاهد و المواقف التي نراها و نعايشها اثناء النوم، كما تضم احلام الحياة التي تعبر عن تطلعاتنا و امنياتنا التي نسعي الي تحقيقها في المستقبل .. و تعتبر الاحلام من الظواهر الصحية الهامة لاحتفاظ عقلنا بلياقته أثناء النوم حتى لا يتكاسل حين نعود الى اليقظة .. و نحن في ممارستنا للطب النفسى نلاحظ أهمية الأحلام من خلال ارتباطها بالحياة النفسية للمرضى و الأصحاء على حد سواء ..

و من خلال ما تعنيه بالنسبة للصحة النفسية حتى لو كانت مجرد أحـلام غامضـة .. و بالنسبة لنـا - كأطباء نفسيين- فإن الحلم سواء كان من احلام النوم او من احلام اليقظة او من احلام الحياة يمثــل " الباب الملكى " لقراءة و فهم كثير مما يدور داخل العقل الباطن .. و فى هذا الموضوع محاولة لإلقاء الضوء على بعض الجوانب النفسية للأحلام .. 

بين احلام الحياة و احلام النوم :

يقول " انتوني روبنز "  في كتابه " الخطوات العملاقة " GIANT STEPS الذى يضم 365 فكرة بسيطة في صورة دروس يومية يمكن ان يتجمع تأثيرها معا ليؤدى في النهاية الي تغيير هائل في شخصية الانسان و في حياته علي مدى العام و تتضمن هذه الافكار اعمال يومية صغيرة يمكن ان يقوم بها اى واحد منا فتكون نتيجتها تحقيق احلامه مهما كانت كبيرة و يـــرى " انتوني روبنز " ان اى حدث هام و اى انجاز في حياتنا لابد ان يكون حلماً في البداية و يقــــول " روبنز " ان علي كل واحد منا ان يستغرق في الاحلام كل يوم لمدة قصيرة قد تكون لحظات معدودة و بعد ذلك يمكنه ان يتخذ قراراً بسيطاً يكون هو خطوة البداية نحو تحقيق الحلم او الهدف الكبير الذى يسعي اليه.

و كانت الموضوعات المتعلقة بظاهرة الأحلام و لا تزال محل اهتمام متزايد من جانب الأطباء النفسيين، و اتجهت الأبحاث الى إخضاع الأحلام الى دراسات علمية و معملية لكشف الكثير من الغموض الذى يحيط بتفسير كيفية و أسباب حدوث الأحلام أثناء النوم، و فى بعض هذه التجارب تم متابعة أشخاص  من المرضى و الأصحاء أثناء النوم مع توصيل أقطاب ترصد نشاط العقل و الجهاز العصبى خلال مراحل النوم على مدى ليلة كاملة أو أكثر، و قد تبين أن الأحلام تحدث خلال مراحل معينة مع حركة العين السريعة Rapid eye movement و مدتها 10 دقائق تقريباً تتكرر مرة كل 90 دقيقة، و لعل ذلك هو السبب أننا نحلم بأشياء متعددة أثناء النوم ليلاً غير أننا لا نتذكر سوى آخر هذه الأحلام قبل أن نستيقظ في الصباح..  

كيف تحدث الاحلام ؟

يتم الحلم عادة على أحد مستويين.. الأول هو استدعاء بعض الأحداث التى مرت بنا خلال اليوم، أو الأشياء التى تشغل بالنا قبل النوم مباشرة.. أما المستوى الثانى فإنه أعمق و يتضمن الأفكار و الرغبات و الصراعات الكامنة في العقل الباطن من قبل.. و الأشياء التى تظهر في أحلامنا عادة هى تعبير عن رغبات مكبوتة لا نتسيطع إظهارها للأخرين في الواقع، أو بعض التطلعات و الأمنيات التى ليس بمقدورنا الوصول اليها عملياً، و تكون الفرصة متاحة  أثناء النوم للتنفيس عن هذه الأشياء و هى من محتويات العقل الباطن بما يحقق لنا الإشباع الذى نعجز عنه في الواقع أثناء اليقظة، و هذا ينطبق علي احلام النوم اما احلام الحياة بمفهومها الذى يعني التطلعات و الامنيات التي نسعي الي تحقيقها في المستقبل فإنها تتم علي مستوى التفكير و الوعي بمشاركة العاطفة و الوجدان.  

و ليست الأحلام ظاهرة مرضية على الأطلاق .. بل على العكس من ذلك فإنها - من وجهة النظر النفسية - تعبير عن حالة الصحة النفسية المتوازنة.. لكننا بحكم ممارسة الطب النفسى نلاحظ أهمية الأحلام في شكوى المرضى المصابين بالأضطرابات النفسية المختلفة مثل القلق و الأكتئاب و الفصام، فالكوابيس nightmares هى إحدى الشكاوى الرئيسية لمرضى القلق حيث تحول نومهم الى معاناة أليمة لأنها دائماً تدور حول أحداث مخيفة تسبب الأزعاج، و فى مرضى الأكتئاب أيضاً  تحدث الكوابيس بصفة متكررة  أثناء النوم و يكون محتواها في كل الأحوال أحداث تبعث  على الأكتئاب فيصحو المريض من نومه و يستقبل يومه و هو في أسوأ حالاته النفسية، أما مرضى الفصام فتظهر في أحلامهم الأشباح و الأصوات المخيفة التى تطاردهم أيضاً في حالة اليقظة.  

الأحلام .. و المستقبل :

لا يستطيع أحد أن يعلم الغيب و أحداث المستقبل إلا الله سبحانه و تعالى .. لكن السؤال الذى يظل مطروحاً هو : ما العلاقة بين الحلم و بين الأحداث التى تقع في المستقبل !؟ .. و ربما كان مبعث هذا السؤال أن هناك الألاف من الأحلام كانت  تدور حول أحداث وقعت لبعض الناس في المستقبل.. و أذكر أكثر من حالة من المرضى الذين تابعت حالتهم في العيادة النفسية يؤكدون أن الأحلام التى يرونها في نومهم تتحقق في الواقع فيما بعد في أكثر من مناسبة.. و التفسير  العلمى للأحلام التى تحمل بعض النبوءات  لايزال محل جدل، غير أن الحقيقة العلمية تؤكد أن هناك  علاقة بين العقل الإنسانى و البيئة المحيطة، و تفاعل مع الآخرين في شعور عام يطلق عليه العقل الجمعى يتأثر بالأحداث العامة مثل حالة الحرب أو الرخاء و قد يستشعر حدوث بعض الأشياء نتيجة لاستمرار الأنسان و توارث خبراته و علاقته بالزمان و المكان..  

و يطلب منا الكثير من المرضى و الاصحاء تفسيرا للآحلام التى تحدث لهم أثناء النوم، و يريد البعض أن يعرف مغزى الأحداث و الاشخاص و الرموز التى يراها في احلامه، و أن يعلم شيئا عن علاقتها بحالته النفسية أو بحياته بصفه عامة، و الواقع أن التفسير العلمى للأحلام يجب أن يأخذ في الاعتبار ان الحلم يتضمن تكثيفا في ظاهرة الزمان و المكان .. بمعنى اننا اثناء النوم يمكن أن نحلم في دقائق معدوده باحداث امتدت على مدى سنين طويلة و حدثت في أماكن مختلفة و متباعدة.

 تفسير الاحلام

غالبا ما تكون الانفعالات النفسية مثل القلق و الخوف و الاكتئاب و الغضب وراء محتوى الحلم من أحداث و شخصيات و أماكن كلها تعنى شيئاً محدداً بالنسبة لصاحب الحلم، و تتميز الأحلام أيضاً بمسألة الرموز .. ففى حلم فرعون كانت البقرات السمان رمزاً لسنوات الرخاء، و البقرات العجاف رمزاً لسنوات القحط .. و فى حلم يوسف عليه السلام كانت الكواكب كالشمس و القمر نموذج للأخوة و الأبوين .. و قد حاول فرويد في كتابه " تفسير الأحلام " التوسع في تفسير الرموز التى تشير الى رؤية الأشياء المستديرة ، و المستطيلة في الأحلام بإشارات جنسية .. كما شهد بحال تفسير الأحلام الكثير من الاجتهادات لتحديد مخزى القطط و الكلاب البيضاء و السوداء و الثعابين و أنواع الطعام و غير ذلك .. و لا شك أن هناك من أساء استخدام العلم في تفسير الأحلام رغم كثرة المحاولات العلمية لجمع أعداد كبيرة من الحالات للوصول الى قاعدة عامة تنطبق عليها.

ثمة كلمة أخيرة .. يجب عليك - عزيزى القارىء - أن الأحلام ظاهرة صحية تفيد في الاحتفاظ في التوازن العقلى و للصحة النفسية .. و هذا الكلام ينطبق علي احلام النوم المعروفة لنا جميعا و كذلك علي الحلم بمفهومه الواسع كتطلع مشروع الي تحقيق انجاز شخصي او جماعي في المستقبل .. و عليك ألا تجتهد في البحث عن تفسير لأحلامك الغامضة .. فإذا حلمت بأنك تقتل زوجتك مثلاً فلا تفعل ذلك لأن حلمك قد يكون انعكاسا لمتاعبك معها قبل أن تنام !!.. و أخر ما يقوله لك طبيبك النفسى حول الأحلام و إنك يجب أن تتفاءل بالأحلام السعيدة .. و لا تهتم بالأحلام المزعجة.. و عليك عزيزى القارئ الا تتوقف عن الاحلام مهما بدت في وقت ما مستحيلة و غير قابلة للتحقيق، فعلينا ان نحلم و أن نسعي الي تحقيق ما نحلم به، و هذا ما يؤكده عالم النفس " انتوني روبنز " في كتابة " الخطوات العملاقة " مع تمنياتى للجميع بالأحلام الهادئة  اثناء النوم و تحقيق احلام الحياة لكل منا .. و تمنياتي بالصحة النفسية الدائمة.

المصدر : www.elazayem.com

http://bawaba.khayma.com/نفساني/في-أنفسكم/احلام-النوم-واحلام-الحياة-

Read 1137 times Last modified on Friday, 14 August 2015 07:57

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab