قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Monday, 11 August 2014 07:08

التركيبة اللغوية للجملة المصرية

Written by  الأستاذ محمد سبرطعي
Rate this item
(0 votes)

قد منّ الله علينا مننا لا نحصيها عدّا و لا نتذكرها عددا، و لا نستطيع شكر ما أولاه ربنا من خلالها نعمة و مددا.

و من بين هذه النعم العظيمة الجليلة لغتنا العربية الجميلة الجليلة، التي فاقت كل اللغات قدرا و منزلا، و كبرت عليهم مكانة و موئلا، فهي الحرة بين النساء لا يملك معها غيرها إلا دعاء أن تقبلهم إماءً تحت أقدامها.

و لست هنا ببسط الحديث عن أهمية لغتنا و مكانتها و لكني أردت أخذ بعض تركيبات جملها و تقاسيم عباراتها لأسقطها إسقاط المكلوم على حال أرض العروبة و زهرة الشرق و موئل العلم، بلد الكنانة و أرض النصرة و موقد الشجاعة، مصر الكريمة.

فالمتأمل في الجملة المصرية يرى في ثناياها فعلا بيّنا و فاعلا ظاهرا و آخر مستترا، يستعين الفاعل الظاهر بضمائر متصلة، كما نلاحظ مفعولا به و أدوات رفع و جرّ و القائمة طويلة و سنفصل ما أمكن.

أما الفعل البيّن المفضوح للعيان فهو الذي تنقله العدسات و الأقلام و الآهات، و هو المسطر فوق الأجساد و على جدران المساجد و أرض الميادين، ذلك التنكيل العجيب و البطش الشديد، ذلك الانتقام من الفلذات و تدمير الأقربين.

و بخصوص الفاعل الظاهر فهو هذا المجلس العسكري الغاصب و من ورائه الفلول، الذين ملؤوا الأرض جورا و تنكيلا، ذلك المجلس الذي خاف من فضح أعماله الشريرة و مكاسبه الخبيثة و تجارته اللامشروعة، فقال قولة المتجبر ( عليّ و على أعدائي ).

يسير هذا الفاعل الظاهر حذو أوامر الفاعل المستتر الذي لا يرقب في المؤمنين إلاّ و لا ذمة و لا يريد لهم إلا التشرذم و الثبور، هذا الفاعل الصهيوأمريكي الذي أعلن صراحة أن السيسي بطله المفضل و أنه المغوار الذي أنقذ مصر من يد الظلاميين الذين يريدون إرجاعها إلى عصر الخيمة و الجمل.

و حتى إن كانت أوامر هذا الفاعل المستتر تأتي من وراء البحار و الصحاري إلا أنها تفعل الأفاعيل العظام و هذا ببركة المنفذين الحاذقين الذين يُغضبون كل الناس و حتى ربّ الناس و لا يغضبون ماما أمريكا.

استعان هذا الفاعل المستتر بمجموعة من الضمائر المتصلة، باختلاف أنواع اتصالها معه فمنها المتصل معه من البلدان التي دعمت الانقلاب و باركت بكل أصواتها للمنقلبين، باركت لهم من خلال التهاني و الرسائل و من خلال أموال البنوك و المصارف و حتى من خلال الفتاوى و الخطب المنبرية، و منها المتصل معه بالداخل من العلمانيين و الفنانين و الأقباط و المذيعين ممن صدق فيهم قول هتلر ( أعطني إعلاما بلا ضمير أعطيك شعبا بلا وعي )، هذا الضمير الخطير المثقف جدا الذي تحدثت باسمه إحدى الفنانات فقالت: ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﺍﻻﺭﺑﻌﻪ ﺍﻟﻤﺒﺸﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺠﻨﻪ، أو الذي تكلم نيابة عنه المذيع إبراهيم عيسى فقال : ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺷﺊ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮﺍﻭﻱ ﻣﺘﺨﻠﻒ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﺍﻟﺠﻬﻠﻪ، أو الذي أفصح عن مكامن نفسه الكاتب عادل حمودة فقال: ﻃﻮﻝ ﻣﺎ ﻣﺼﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺑﻴﺼﻠﻲ ﻋﻠﻨﺎ ﻣﺼﺮ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻣﺎ ﻫﺘﺘﻘﺪﻡ ﻭﺗﺒﻘﻲ دولة مدنية.

و قد دارت رحى هذه الهجمة الضروس بيد مفعول به مسكين جرّ في مكان ليس بمكانه و في موقع ليس من موقعه في شيء، إنه الجيش المصريّ، هذا الجيش الذي استخدمه ذاك المجلس المجرم أسوأ استخدام فقتل شعبه بدل أن يحرسه، و أخاف ذويه بدل أن يؤمنّهم، هذا الجيش المصري الذي قتل من المصريين في شهر ما يفوق عدد الذين قتلهم في حروبه مع اليهود خلال 25 عام.

و لتزيين الجملة و بهرجتها استخدم الفاعل مساحيق تجميل و أدوات رفع للشؤم الذي ألبسه نفسه، و للسواد الذي كساه محياه، فأتى ببعض من رضي عن كلامهم فاستصدر منهم الفتاوى التي تقضي بأن الإخوان هم خوارج العصر و أوباش الزمان، و أن الجنديّ الذي يعصي أوامر سيده فقد عصى الله في علاه.

هذا بعض ما تكوّن سريعا في هذه الجملة الصعبة التكوين و الذي كان هدف فاعلها المستتر أن تبقى مصر تابعة، و هدف الدول المتصلة بالانقلاب أن يولد الربيع ميّتا، و هدف العلمانيين و الأقباط أن يندحر الإسلاميون و الوطنيون الشرفاء إلى الجحيم، و هدف الفاعل الظاهر هو إبعاد حبل المشنقة عن رقبته.

و لكن مع كل هذا التعقيد فإن الأمل باق، و الثقة في الله لا حدود لها و لا بد للحق أن يعود إلى أصحابه ( و يحق الله الحق بكلماته و لو كره المجرمون ).

لا تبتئس فالبؤس يومٌ واحد     وغداً تؤمّرك الرياح على القــرى!
ستجيئ سبعٌ مرةٌ فلتصبروا     من بعدها التــاريخ يرجع أخــضـرا
ناديت يايعقوب تلك نبوءتي     الغيمة الحبلـــى هــنا لــــن تمطرا!
قال اتخذ هذا الظلام خريطةً     عند الصباح سيحمد القوم السرى!
ستقول ألسنة الذباب قصيدةً     وسيعتــــلي ذئب الجبـــال المنبرا!
وسيعبر الطوفان من أوطاننا     من يقنــــع الطـــوفان ألايعـــبرا؟!

 

Read 1978 times Last modified on Sunday, 18 November 2018 14:53

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab