قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Monday, 12 May 2014 21:34

11 سبتمبر ... و خراب السفينة !

Written by  الأستاذ عماد سعد
Rate this item
(0 votes)

 

تمر بحر هذا الأسبوع ذكرى هجمات 11 سبتمبر؛ التي كما يقول الخبراء تغير العالم بعدها عما كان قبلها، فكانت إيذانا بنهاية حقبة وبداية أخرى، كما كانت شرارة انطلاق الحرب "الساخنة" على الإسلام بعد أن كانت " باردة"، و سواء كان منفذوها مسلمين أو هي مسرحية مخابراتية أمريكية، فلا شك أنها كانت جريمة لا تختلف عن جرائم الصهاينة في فلسطين و لا مجازر الروس في الشيشان و لا إرهاب الهنود بكشمير و لا فضائع أمريكا بالعراق و أفغانستان بعدها....لكن الأكيد أنها ألصقت بالإسلام والمسلمين، سواء بأدلة الو.م.أ - كأدلتها على أسلحة الدمار الشامل في العراق- أو بتبني" تنظيم القاعدة" لها، بهدف إضعاف الو.م .أ كما تقول، و إرغامها على وقف دعمها اللامشروط للصهاينة. والسؤال هنا : من استفاد من تلك الهجمات ؟

المؤكد أن الإسلام و المسلمين كانوا هم الخاسر الأكبر جراء ذلك العمل المتهور، فلا الو.م .أ ضعفت و لا دعمها للصهاينة توقف، بل رأيناه زاد و يزيد،كما رأينا القاعدة نفسها ضعفت أو تدمرت، و تدمرت معها أفغانستان و ألحقت بالصومال و أتبعت لهما دولة العراق، كما خسر المسلمون خيرة الشباب و الكوادر و العلماء في شتى المجالات في الدولتين، و سائر الدول الإسلامية.

كما وجدها الإعلام الغربي المتصهين، و الذي لم يدّخر جهدا أو فلسا لتشويه الإسلام والمسلمين قبلا، وجدها فرصة سانحة لبث غله صريحا، و تأكيد رأيه السابق فيهم، فأقام فزاعة " الإسلام فوبيا"، من تشويه و افتراء و تحذير و تحريض على الإسلام و ما يتصل به، حتى غمرت العالم عدوى كراهية كل ما يمت للإسلام بصلة، و أصبح كل مسلم إرهابي أو في حكمه إلى أن يثبت العكس، و صار لا يقع عمل تخريبي في بقعة من الأرض و إلا ويكون الإسلام المشتبه به الأول، و لم يعد المسلم هناك يأمن على نفسه و ماله و أبنائه؛ ففقد البعض وظائفهم و بعضهم طرد و فر بعضهم بجلده و بعضهم غيّر اسمه و الكثير اعتدي عليه....و هكذا في لحظات تهدّم البرجان و تهدم معهما ما كان يبنيه المسلمون هناك عبر عقود وأجيال، فلن يستمع أحد لمن يحدّثه عن رحمة الإسلام و سماحة رسوله الأكرم عليه الصلاة و السلام، و هو يرى ما يُفعل باسم هذا الإسلام !

لكن من كان المستفيد الأكبر؟ لا ريب أن الو. م .أ قد كسبت تأييد العالم أجمع لحربها ضد الإسلام و لجرائمها ضد أتباعه، كما سدّدت ثمن البرجين و الحربين من بترول العراق، و حسّنت وضع كيان بني صهيون بالمنطقة، بل أكسبته تعاطف العالم بتصويره كجزيرة للديمقراطية محاطة بأنظمة دكتاتورية و بشعوب متوحشة تكره الديمقراطية و الحرية، و تحقد على الغرب و حضارته (لذلك استغربوا جدا قيام الثورات العربية).....كما استفادت منها كثيرا الأنظمة الدكتاتورية العربية بجمهورياتها و ملكياتها، فلقد كانت نعمة نزلت من السماء عليها، إذ وجدت فيها الذريعة المثلى لتشترط تعاونها و عمالتها مقابل تبرئتها و السكوت عن طغيانها، و تبييض سجلاتها من الفساد و خرق حقوق الإنسان، و لو بالتغاضي و تخفيف اللهجة ضدها إلى حين.

إن " القاعدة " و أخواتها أو بناتها ممن يؤمنّ بالعمل المسلح لإقامة دولة الإسلام، و إحسانا للظن بهم نقول أنهم فعلوا ذلك عن حسن نية، دون تقدير للعواقب، لكنها نية مهلكة تشبه نية أولئك الذين ذكرهم المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديثه :" مثل القائم على حدود الله و الواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها و بعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم، فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا و لم نؤذ من فوقنا : فإن تركوهم و ما أرادوا هلكوا جميعا، و إن أخذوا على أيديهم نجوا و نجوا جميعا " علّق الرافعي على هذا الحديث بالقول :"...عاطفة شريفة و لكنها سافلة، و حمّية ملتهبة و لكنها باردة...و لن تجد كهذا التمثيل في تصوير البلادة الاجتماعية و الغفلة الفلسفية لأناس هم عند أنفسهم أمثلة الجد و العمل و الحكمة ؛ فكأن النبي صلى الله عليه و سلم يقول لهؤلاء من ألف و ثلامائة سنة : أنتم المصلحون إصلاحا مخروقا... !"

فلا هم أقاموا دولة الإسلام و لا تركوا غيرهم يفعل...إن النية الحسنة لا تصلح عمل السوء كما لا تبرره، فمتى يفيق هؤلاء الذين يخوضوه معنا البحر في سفينة واحدة من غفلتهم، و متى يأخذ العلماء على أيديهم، فلن يجدي معهم السلاح و قد جُرّب، فإنه لا يدفع الضلالة إلا الحجة القوية و لا يدحض الشبهة إلا البرهان القاطع، كما فعل ابن عباس رضي الله عنه مع الخوارج، فإن لم يؤخذ على أيديهم فسنغرق جميعا لأنهم خراب السفينة .

أنا لا ألوم الغرب في تخطيطه *** لكن ألوم المسلم   المفتـونا  

وألـــوم فـيـنا نخوة لم تنتفض *** إلا لتضربـنـا على   أيدينا

"وألــــوم فـيـنـا غـفـلة لـم تنتبه *** إلا لـتـهـلـكـنـا أو ترديـنــا "

"وألــوم فينا صحـوة لم تكتـمل *** إلا لتـشـمـت العـدى فـيـنـا "

عماد سعد This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.

Read 2218 times Last modified on Monday, 19 November 2018 14:48

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab