بوصفي عضو في هيئة شرعية تابعة لبنك من البنوك المعتمدة في الجزائر أبلغني المشرف على مشروع المنتجات الموافقة للشريعة الإسلامية بهذا البنك أن البنك المركزي رفض المشروع من أصله، و قد أبلغ المدير العام لهذا البنك بهذا القرار الصادم الذي حطم عملا دؤوبا دام أكثر من سنتين، و العجيب أن القرار يشبه إلى حد ما تلك القرارات الدكتاتورية الظالمة التي لا تعطيك المبررات، و تتفنن في إحراق دمك حتى تموت كمدا و غيضا.
لقد كتبت في هذا العمود من قبل و قلتها صراحة: إن الذين يسيطرون على البنك المركزي هم شرذمة من الناس لا يبالون تماما لا بدين و عقيدة الشعب الجزائري، و لا حتى بالتطورات و الانجازات التي حققتها البنوك الإسلامية في العالم، و لا يهمهم لا خبراء الجزائر الذين فتحوا فروعا في جامعات فرنسية تدرس المصرفية الإسلامية، و لا حتى خبراء الجزائر الذين يسهمون في تطوير المصرفية الإسلامية في القارات الخمس للعالم.
و الأدهى و الأمرّ أن بنك الجزائر عندما يبلّغ المدير العام لهذا البنك الذي أراد أن يطور المصرفية و الاستثمار في الجزائر يكلف شخصا يتعامل معه بكل استعلاء، و إجابته تكون إجابة تعنتية بتحريك الرأس رافضا الحديث عن أي منتوج صادر من هذا البنك، دون احترام لكل الالتزامات التي تبنتها الجزائر لتوسيع دائرة التمويل و الاستثمار في الخمس سنوات التي نعيش تنفيذ خططها، و لكن مهما كانت هذه الخطط كبيرة و عظيمة إلا أنها تتحطم على صخرة التعنت و اللامبالاة التي تفنن اللوبي المسيطر على بنك الجزائر في تطبيقه على المنظومة المصرفية الجزائرية الميتة.
إن جيراننا كانوا أكثر فاعلية منا فمرروا قانونهم على برلمانهم و اعتمدوا المصرفية الإسلامية، فتجدها تتطور بشكل كبير في تونس و المغرب وحتى في دولة كموريتانيا إلا الجزائر تضل الدولة الأكثر تخلفا في مجال المصرفية الإسلامية و التشريع لها، و كل هذا يدل على أن هؤلاء الناس يحكمون البنك المركزي بأيديولوجيات غريبة تماما عن شعبهم، و يتمسكون بالسياسة التغريبية في تواصلهم بلغة غير معتمدة في دستورنا و هي لغة المستعمر البغيض، و يرسخون فكرة الربا رغم المعارضة الكاملة للشعب الجزائري لكل ما يقومون به.
و السؤال المطروح: إلى متى تستمر هذه الشرذمة في التحكم في مصير بنوكنا و منتجاتنا المصرفية، أما كفانا الإخفاقات تلو الإخفاقات التي حققوها و أثبتت ضعفهم و هشاشة منظومتهم؟
أما آن الأوان لهؤلاء البرلمانيون و أعضاء مجلس الأمة أن يقولوا كلمة الحق و يدافعوا عن مطالب شعبهم و يقولوا لهذه الشرذمة الظالمة توقفوا عن تخريب منظومتنا المصرفية بتعزيز الربا، و تخلف البنوك عن ركب التطور الحاصل في الغرب؟
إن هؤلاء القاصرون يرون التأسيس لمصرفية إسلامية بقانون يعني وضع خطوة في طريق إقامة الدولة الإسلامية، إنه الغباء بعينه و الحقد الدفين لكل ما له علاقة بالدين من طرف هؤلاء الغرباء عن شعبهم و أوطانهم.
حسبنا الله و نعم الوكيل في كل من كان سببا في تحطيم أي مبادرة هادفة لتطوير اقتصاد بلدنا و منظومته المصرفية لتكون المصرفية الإسلامية جزءا لا يتجزأ منها.
http://www1.albassair.org/modules.php?name=News&file=article&sid=4254