(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 30 تشرين1/أكتوير 2011 17:10

حديث الثورة

كتبه 

 

أولي الثورات التي غيرت وجه الكون بكليته، كانت الثورة التي أحدثتها دعوة الإسلام في مكة شبه الجزيرة العربية، علي يد أكمل الخلق و أفضلهم محمد صلوات الله عليه و سلم. 

 

فما أتي به الإسلام كدين كامل و خاتم الديانات، مكن المسلمين من رفع راية التوحيد و الذهاب بها إلي أقاصي الدنيا.

 

ثورة غيرت كل شيء في حياة الإنسان الجاهلي من أصغر الأمور إلي أكبرها. و هذه الثورة المباركة جسدها محمد صلي الله عليه و سلم عبر آية11 سورة الرعد بسم الله الرحمن الرحيم ( إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم) و هذا ما عشناه طوال فترة رسالة محمد صلي الله عليه و علي آله و سلم أي ثلاثة و عشرون سنة.

في أيامنا هذه، نحن نعيش علي وقع ترنح و سقوط عصر أذيال الإستعمار، فالغرب الإستعماري بوجهه البشع لم ينسحب أبدا من دول العالم المستضعفة، كل ما فعله أنه إنسحب ظاهريا و ترك خلفه أذنابه من المستبدين  و هؤلاء من أجل البقاء فعلوا ما لم يفعله الإستعمار البغيض.

الظلم عمره قصير، و مهما يتجبر الحكام و مهما تبطش البطانة الفاسدة، يأتي اليوم الذي تنفجر فيه الثورة من أعماق الشعب، ثورة عارمة تكنس كل شيء في طريقها. هذا ما لا يفكر فيه الطغاة، واثقين من تحالفاتهم الداخلية و الخارجية لكننا جميعا رأينا موقف الجيش التونسي الرزين من الطاغية و وقفنا علي تخلي إدارة اوباما عن فرعون مصر. لكل إستبداد نهاية محتومة و هذا يزيدنا ثباتا و تصميما علي مطالبنا، فلا بديل عن التغيير الجذري و نحن في سوريا مثلا لا نطالب بالإصلاح، ماذا في وسعنا الإصلاح مع أسرة حاكمة  يديها ملطخة بدماء الشعب السوري و كيف نحاور من أعطي الأوامر لإطلاق النار علي المتظاهرين السلميين و ما الذي نصلحه و النظام كله ينبغي إستبداله ؟

نحن نعيش اليوم فوز حزب النهضة التونسي و قد رأينا يوم إنتخابي تاريخي في عمر تونس المستقلة. ها أن الشعب التونسي حسم إختياره و أعطي الثقة لأبناء النهضة، و هذه الثقة سيبني عليها مناضلي الحزب الفائر مع كافة المناضلين في تونس صرح الحرية و العدالة، لا خوف علي حزب النهضة و أعضاءه من الغرور و الثقة المفرطة بل عليهم أن يعملوا اليد في اليد مع من يهمهم مصير تونس، فهذا البلد الصغير الكبير بشعبه، هو الآن النموذج الذي نريد له النجاح.

و النجاح ثمرة عمل دؤوب و تواضع و إلتفاف حول الأهداف المرسومة في برنامج الحزب و معايشة هموم و مشاكل الكادحين عن قرب، فلا بد من إمهال حزب النهضة الوقت الكاف للحكم علي مردودها، بدأ يعطي عمل حزب التنمية و العدالة التركي مؤشرات النجاح و النهضة الحضارية بعد حوالي عقد من العمل و الثقة المتجددة.

فالثورة الشعبية تتجدد من الداخل و أول من يعطيها الدفع و الزخم اللازمين هو الشعب المعني أولا و أخيرا بفعل الإنبعاث الحضاري.

قراءة 2962 مرات آخر تعديل على السبت, 23 تموز/يوليو 2022 19:22
عفــــاف عنيبـــــة

أديبة روائية إسلامية أحرر ركنا قارا في الصحافة المستقلة منذ 1994 في الصحف التالية: أسبوعية الوجه الآخر، الحقيقة، العالم السياسي، كواليس و أخيرا البصائر لسان "حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين."