قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Friday, 09 April 2021 21:15

حديث عن ترسانة الموت لتل أبيب و استعداء إيران

Written by  عفاف عنيبة

 هذا النص منشور في مجلة العصر الإلكترونية بتاريخ 11 ماي 2012

 

"للأسف لا أستطيع أن أعطى رأى محدد بالنسبة للبرنامج النووي الإسرائيلي، وهذا لأنه ليس لنا مفتشين في إسرائيل" الدكتور محمد البرادعي في 25-02-04.                                    

مدير وكالة الطاقة الدولية التابعة للأمم المتحدة السابق كان عاجزا عن الرد بخصوص ملف البرنامج النووي الإسرائيلي، وهذا العجز الذي لا يخفيه على كل حال، لا مبرر له.  فبما أن إيران تخضع إلى منطق المراقبة والتفتيش، لما لا يخضع العدو الصهيوني إلى ذلك؟ أم لأنه لم يوقع على معاهدة حظر انتشار أسلحة دمار شامل، فهو مُعفى من أي نوع من المحاسبة ؟

 مشكلة المشكلات لدى الأمم المتحدة تعاملها المزدوج مع الدول، دمر العراق بسبب أسلحة دمار شامل وهمية والعدو الصهيوني الذي يمتلك ترسانة نووية و بيولوجية وكيميائية مروعة، لا أحد قادر على ردعه أو حتى مساءلته حول برنامجه النووي!!                       

 الإدارة الأمريكية التي اعترضت في بادئ الأمر على محاولات الصهاينة للتسلح نوويا في عهد الرئيس المغتال الراحل جون كنيدي، غيرت موقفها مباشرة وابتداء من عهدة الرئيس ليندون جونسون، حيث أيدت العدو في برنامج التسلح النووي وقدمت دعما تاما لضمان سرية خطة تسلحه في المحافل الدولية.

فلا أحد يحق له الاستفسار عن البرنامج النووي العسكري لكيان العدو الصهيوني، ولا أحد يجوز له ممارسة أي نوع من الضغوط على الكيان الغاصب ليكشف هذا الأخير عن أوراقه حول أسلحة الدمار الشامل التي طورها، أو أن يلزم دولة العدو الغاصب بالتوقيع على معاهدة منع انتشار أسلحة دمار شامل.

في حين أبدت إدارة الرئيس أوباما في بداية عهدته الأولى تململا محتشما في موقفها الداعم لسرية البرنامج العسكري الإسرائيلي، وأقدمت على خطوات في الأمم المتحدة تتيح لوكالة الطاقة النووية إخضاع برنامج العدو إلى المراقبة، لكن سرعان ما تراجعت إدارة أوباما وانصرفت عن الموضوع بحجة الرفض القاطع للعدو الصهيوني في التجاوب مع خطوة واشنطن المفترضة!

من غير المعقول أن يبحث الفلسطينيون والدول العربية على سلام مع عدو على أهبة الاستعداد لاستعمال سلاحه النووي ضدهم؟!!!

 إن عارضت معظم الأنظمة العربية كشف ليبيا لبرنامجها النووي وقبولها بتخليها عنه، فما الفائدة من هذا الاعتراض وهم لا يجرؤون على الضغط فعليا للمطالبة بمراقبة الترسانة النووية للصهاينة؟ فهم سيفعلون ما قام به العقيد القذافي المقبور، حفاظا على عروشهم وكراسيهم في القريب العاجل، هذا إن كان لديهم فعليا برامج عسكرية لأسلحة دمار شامل!!

وأكثر من هذا: هل يعقل أن تتحمس السعودية لضرب إيران أكثر من الولايات المتحدة؟!

أي مفارقة مفجعة هذه؟ كيف تبني علاقة بين دولتين كبيرتين (السعودية وإيران) على الكره والحقد؟ وكيف نحرض الصهاينة والإدارة الأمريكية على بعضنا البعض؟ ألم تكفينا تجربة العراق الذي قدم قربانا على مذبح أنانية دول الخليج المتخوفة من صدام العراق ما بعد حرب الخليج الثانية؟

منذ أكثر من عام كنت أقرأ جريدة اليسار الأمريكية "الأمة"، فإذا بمقالة لفتت انتباهي كتب فيها صاحبها للأسف لا أذكر اسمه، ما يلي: "لا بأس لإيران من تخصيب الأورانيوم حتى نسبة 25%، فهذه النسبة لا تسمح لها بصنع قنبلة نووية وعلى الإدارة الأمريكية أن تقبل بذلك. وما دامت إيران تلتزم بأن لا تتجاوز تلك النسبة، فالأجدر بالإدارة الأمريكية أن تتحرر من الضغط الإسرائيلي وأن تمنح إيران حق تملك طاقة نووية سلمية والابتعاد كلية عن لغة الاستفزاز غير المجدية."

فرأيت شخصيا أن كاتب المقالة محق تماما، لماذا نستبق الأحداث ونعلن حربا مدمرة في منطقة حساسة مثل إيران والخليج الإسلامي؟ لماذا يقرر الحكام وحدهم الحرب؟ وهل الشعوب الخليجية استشيرت في هذا؟

ثم لماذا نغذي فتيل حرب مذهبية، بينما الأمر لا يستدعي ذلك على الإطلاق، فلكل مذهبه وعلى كل طرف أن يحترم الآخر وانتهى الأمر، فأي جنون هذا أن نجر قلب العالم العربي الإسلامي إلى حرب نووية شاملة بسبب ماذا؟ بسبب شكوك غير مثبتة حول البرنامج النووي الإيراني؟

تعاملت دول الخليج مع إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية في 1979 بازدواجية رهيبة، فنحن نعلم ماذا كانت نوعية العلاقات بينها وبين نظام الشاه رضا بهلوي الذي سلخ إيران وأقام علاقات مميزة مع كيان العدو في فلسطين، فقد كان لا يجرأ قادة الخليج على رفع صوتهم في حضور الشاه وممثليه عبر السفارات الإيرانية، وبعد انتصار الثورة في إيران انقلبت المواقف، وأصبح قادة الخليج جد قلقين من رغبة إيران في دعم ملف فلسطين جديا باتجاه حل عادل على أقل تقدير!

علينا أن نقول الحقيقة كما هي، أكبر مستفيد من وجود الكيان الغاصب في فلسطين هم دول الخليج!! فمن مكن الأمريكيين والإسرائيليين من العراق؟ والنتيجة أننا فقدنا العراق اليوم، فهو تحت دائرة نفوذ إيران، القوة الإقليمية التي تتبني مواقف متناقضة وبرغماتية في آن.

يحق لإيران أن يكون لها برنامج نووي سلمي، وم نعارضه في سياسة إيران موقفها من ثورة المظلومين في البحرين ودعمها الكبير جدا لنظام الأسد البعثي في سوريا، حلال على مظلومي البحرين الثورة ضد قيادتهم السياسية المستبدة وحرام على الشعب السوري أن ينتفض سلميا ضد طاغية!!!

ازدواجية المعايير هذه التي تطبقها إيران لا نرتاح لها علي الإطلاق، تراهن بشكل أناني على نظام مستبد متطرف في سوريا لضمان إمداد حزب الله بالأسلحة والدعم اللوجيستي، وكان الأولى لها أن تلتزم الحياد وأن تبحث في المعارضة السورية على من يحترم موقفها من القضية الفلسطينية وعلى مصالحها المباشرة،  ليبقي على تحالف سوريا الإستراتيجي مع إيران.

كنت أتوقع ذكاء أكثر من القادة الإيرانيين، لكن للأسف ما بدر من طهران حتى الساعة في ملف سوريا يشي بفشل سياسي ذريع. إنهم يراهنون على السراب.

ثم أن يقدم الصراع مع إيران على أن عداوتهم أكبر من عداوتنا لبني إسرائيل، فهذا حقا دين جديد وإنكار صارخ لما جاء في القرآن الكريم.

نستطيع أن نحيد عنصرية الإيرانيين الفارسية وحماستهم الشيعية بخطوات معقولة وذكية، مثل الحفاظ عل علاقات جيدة بيننا وبينهم، الحرص على اعتماد سياسة الاعتماد المتبادل والابتعاد كلية عن خطاب التشكيك والطعن في المذهب من الجهتين والإلحاح علي الإيرانيين قبول الرأي المخالف في بعض القضايا، وسيفهم جيدا الإيرانيون رسالتنا، أما أن نستعديهم ونمد يد التواصل للكيان الصهيوني، فهذا أمر لا يقرهم عليه عاقل.

خسارة إيران أكبر كارثة ستلحق بالعالم العربي الإسلامي والعالم كله، إيران بكل ما تحويه من قوميات وثروات وزخم تاريخي وحضاري وإمكانات وقدرات بشرية ومادية هائلة تستحق منا أن نعاملها بإنصاف بعيدا عن سياسة الانفعال والتشنج.

كما أرفض فكرة التضحية بإيران، ما قدمته إيران للقضية الفلسطينية حتى وإن كان دعمها ذاك أقرب إلى الحسابات الضيقة وبسط النفوذ، لا يقدر بثمن، فهي علمتنا عبر حزب الله أن نقاوم بكل بسالة وبطولة ونعد العدة لمواجهة العدو الإستراتيجي.

Read 594 times Last modified on Friday, 09 April 2021 21:58

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab