هذه الصبيحة، كانت فرصة لي في الإستماع إلي لاجئة سورية، جاءت إلي الجزائر من حوالي عشر سنوات في إطار وكالة الغوث و اللاجئين الأممية.
هي تعيش بيننا مع ابناءها الثلاث، إنها أرملة، قتلت داعش زوجها و بيتها ركام في ريف دمشق، لها إبن مصاب من جراء المعارك التي جرت في منطقتها و لها إبن آخر يجتهد للإسترزاق.
قصة هذه الأرملة السورية بمثابة درس في الشجاعة و الإيمان و الثبات...حكت لي كيف إندلعت المظاهرات في دمشق و كيف إنهار بلد بأكمله من جراء...القصة طويلة جدا و ليست موضوعنا الآن...
إنما حكت لي هذه الصبيحة عن معاناتها في ظل إرتفاع جنوني للأسعار، و صحتها هشة خاصة انها تعرضت لحادث مرور و لها مرض مزمن....قد اصبحت عاجزة عن الخروج، فالألم كبير جدا و ظروف المعيشة لا تطاق ...عليها بكشوفات أشعة و عليها ضمان مأكل و ملبس و كراء و دفع فواتير الكهرباء و ماء و لا مدخول لها علي الإطلاق.
فوكالة الغوث و اللاجئين تشرف فقط إداريا أما لا تؤمن لها شيء لا مبيت و لا راتب و لا شيء.
لنتصور الموقف "كراسة بسعر 640 دينار و نفس الكراسة إشترتها العام الماضي ب180دينار جزائري" و المضاربة في المواد الأساسية و كيف ان المواطن لا يلعب دور في فضح المضاربين و لا يحوز علي ثقافة المواطنة، سلوكه أقرب إلي الهمجية و كل ما يحسنه الشكوي ....
فهي في حيرة شديدة من أمرها، وضعها من اصعب ما يكون، ليس بمقدورها صحيا توفير الحد الأدني لإبنيها و أما إبنتها الوحيدة فقد تزوجت بجزائري.
لا ضمان إجتماعي لها، الإنتقال من مستشفي إلي آخر لإجراء فحوصات و كشوفات اشعة، أحيانا الآلات معطلة و ليس بإمكانها دفع مستحقات الكشف الإشعاعي في القطاع الخاص، و هي في حالة إعياء نفسي و ذهني شديد، تريد العودة إلي سوريا لكن أين تذهب ؟ فكل أسرتها غادرت سوريا و بيتها ركام و الأوضاع لازالت غير مستقرة و المعاناة هناك أكبر بالنظر إلي المقاطعة الدولية المفروضة علي النظام السوري...
يشهد الله كنت أستمع و أنا أتساءل "إلي متي؟إلي متي؟" للصبر حدود و قدرة الإنسان محدودة خاصة إذا ما غابت الصحة...
أقولها بصراحة "من يفكر في هؤلاء اللاجئين الممزقين بين حاضر مصادر و مستقبل مجهول ؟"
*تؤمن الدولة الجزائرية للاجيء الصحة و التعليم بالمجان و الإقامة لصاحب الوثائق المضبوطة.