في لوس أنجلس و بمناسبة عيد الشكر الأمريكي إستجبنا لدعوة سيدة أمريكية و في نهاية زيارتنا لها قالت لي إحدي المدعوات الأمريكية و هي سيدة في الستين من عمرها :
"انتم المسلمون لكم عادات جميلة مثل الإعتناء بأباءكم عند شيخوختهم."
وافقتها و قلت لها "الرأفة و الرحمة و حسن معاملة الوالدين أمر إلهي و ليست عرف، نحن دوما نضمن وجود الجد و الجدة في محيطنا المباشر و نسهر علي راحتهم لأنهم كما ربونا و تعبوا علينا علينا أن نبذل قصاري جهدنا لنرد لهم الجميل و لن نستطيع ذلك."
و هذا الدور الإجتماعي في السهر علي راحة الزوج و الأبناء والأب و الأم و توطيد العلاقة مع الإخوة و الأسرة الكبيرة مناط في الأساس للمرأة....نحن اليوم نعيش جفاف كبير و إنحسار مساحة الأسرة لتضيق و تصبح في نطاق فرد واحد...لم يعد هناك زوج و زوجة و أبناء بل افراد لهم علاقات عابرة لا يتزوجون و لا ينجبون و يعيشون لمفردهم...فلا يتذكرون الأهل و الأولياء إلا في النادر جدا، فالجزائرية أصبحت باكرا تستقل في المسكن عن والديها و الجزائري نفس الشيء...و هذا لدواعي الدراسة و العمل...
لماذا اصبح الشغل الشاغل لدي الجزائرية منصبها و ترقيتها و حسابها في البنك و لا تولي أي أهمية لدورها الإجتماعي و الأسري في البيت ؟
لم هذه الأنانية المادية و كأن الحساب في البنك و المركز المهني هم المنتهي في هذه الدنيا الفانية ؟ أيننا من منظومتنا القيمية الإسلامية ؟