قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Wednesday, 07 May 2014 12:09

ماذا قدمت لحياتي؟ إجابة من منطلق مبدأ القيمة المضافة

Written by  الأستاذ هشام محمد سعيد قربان
Rate this item
(0 votes)

لعل الكثير منا سمع بعض المحاضرين أو الكتاب يذكر و يردد مصطلح القيمة المضافة (Added Value) في بعض النقاشات العامة، و هو مصطلح علمي حديث يشير إلى مبدأ ياباني الأصول في مجال الصناعة و الإنتاج، و تتجاوز تطبيقات هذا المبدأ حدود العلم الذي نشأ فيه لتشمل تطبيقات حياتية كثيرة تفيدنا جميعًا.

تذكر بعض البحوث أن من أوائل من عرض هذا المبدأ الباحث ويليام كرافكيك في عام 1988 في ثنايا رسالته المقدمة لجامعة: MIT لنيل درجة الماجستير، و لقد استقى ويليام بحثه من عمله السابق لدى قسم إدارة الجودة في شركة تويوتا اليابانية للسيارات.

يعني مصطلح القيمة المضافة في صورته الأولى ما يلي: إن أي عمل أو مرحلة من العمل أو خدمة، أو جهد يقدمه العامل أو المصنع؛ بحيث لا يخدم حقيقة المستهلك و المستهدف النهائي للسلعة المنتجة و الغاية منها، يعتبر عبثًا و خسارة و عبئًا زائدًا، و لا يضيف ربحًا للمنتج؛ مما يقنع المستهلك بدفع قيمته و شرائه، و هذا مما يستوجب إزالته و إلغاءه من سياق العمل أو التصنيع.

هيا ولنطبق هذا المبدأ على حياتنا؛ لنعرف عن قرب بعض فوائده، و التي أسرت بفائدتها و أثرها المفكرين خارج مجال التصنيع و الإنتاج، و قبل ذلك هيا بنا فلنعقد مقارنة بين المبدأ و ما يشير إليه في شؤوننا في هذه الأرض كمسلمين:

سياق العمل أو التصنيع في المبدأ

يقابله في شؤوننا: كل حياتنا

العامل أو المصنع

يقابله: الإنسان المسلم المكلف

العمل أو المصنع أو الخدمة

يقابله: كل عمل الإنسان المسلم المكلف وطاقاته

المستهدف النهائي

الله عز وجل، والتشبيه مع الفارق، فلا مثيل لله

الغاية من المنتج

العبادة ورضا الله والجنة

القيمة

الأجر من الله

لا يضيف قيمة

لا يكسب الأجر من الله

الخسارة

الإثم

إزالة ما لا يضيف قيمة

تعديل السلوك والعمل نحو الله وغاية الخلق، التوبة

هيا بنا و لنتأمل حياتنا من منظور هذا المبدأ: القيمة المضافة:

أولاًراجع ما عملته في الشهر الماضي مثلاً، هيا و أكتب تفصيلاً أغلب ما عملته، و صرفت فيه وقتك و عمرك و طاقاتك في الشهر بكامله، لا بد من أن تختلي بذاتك و تكتب بهدوء و تركيز كل ما تتذكره، و لعلك تحتاج لساعات، و لنحددها بأربع أو خمس متفرقة، و يقترح البعض تخصيص سجل خاص بهذه المراجعة الذاتية، و قد يعينك تصنيف ما عملت في مجموعات تشترك في علاقة ما، عمري، مالي، شبابي، رزقي، و علمي، و لعلك تصنفها تحت تصنيفات أخرى؛ مثل: علاقتي بنفسي، علاقتي بغيري، و يذكر البعض نجاحًا في سرد هذه المراجعة في صورة سجل زمني يبدأ من أول يومك حتى وقت نومك، و اكتب كل عمل، و لا يشترط أن يكون عبادة.

ثانيًا: خذ واحدة من هذه التصنيفات، و تأمل منها مثالاً منفردًا، ثم أتبعه بآخر، و تأمَّل و إسأل:

1- لو نظرت لهذا العمل المحدد الذي أنهيته في زمن محدد في سياق حياتي كمسلم مكلف لديه موارد و طاقات، و يستهدف بحياته عبادة ربه و غايته رضاه و جنته.

2- سل نفسك: هل يضيف ما عملته قيمة ؟ أي هل يكسبني أجرًا من الله، و يقربني نحو غايتي و هدفي، و هما عبادة الله و رضاه و ثوابه و جنته؟ قيد إجابتك بجانب هذا العمل، و سل نفسك كيف أحافظ عليه و أحسنه و أزيد منه؟

 3- سل نفسك مرة أخرى: هل ما عملته لا يضيف قيمة؛ أي: لا يكسبني أجرًا، و ينقص من عبادتي لله، و يبعدني عن رضاه و جنته؟ كم من الوقت و الجهد أضعت في هذا العمل؟ ما حجم الخسارة؟ لِمَ فعلته؟ كيف أعدل سلوكي لأضيف قيمة؟ كيف أتوب؟

 4- طبق الخطوات 1-3 لمجموعة و صنف واحد، ثم انظر مدى القيمة المضافة؛ أي: الأجر، و مدى الخسارة؛ أي: الإثم.

 5- أنت الحكم على نفسك، فانظر أسباب الخسارة و تجنبها، و أنظر الوسائل المؤدية للأجر و القيمة المضافة، و حسِّنها و زِد عليها.

6- فإما أن تكون بعملك مضيفًا و مزيدًا لقيمة و أجر و نفع لك، و لغيرك و للحياة أجمع.

 7- أو أن تكون غير مضيف لأي قيمة، بل قد تكون خاسرًا آثمًا.

 8- و أعرف أن قيمتك تكمن في إجابة هذه الأسئلة، فإما أن تضيف و تزيد خيرًا و نفعًا و أجرًا، أو أن تكون بلا قيمة لا نفسك ول ا لغيرك و لا لحياتك، و الخيار لك، و المؤمن كيِّس فَطِن.

9- إن وسائل كسب القيمة المضافة و الأجر و النفع الحقيقي في عصرنا كثيرة، و العاقل من وضعها في خدمته مطية للجنة، و الخاسر من خدم هذه الوسائل، فأصبحت عبدًا لها و خادمًا، و هو في الأصل السيد، و لكنه نسي و غفل، و لعله يتذكر بعد حين قبل نهاية الفرصة التي نعرف جميعًا.

أظن المثال واضحًا لكم، و لعلي أختم مقالي بالتذكير بآيات قرآنية منيرة و أحاديث نبوية شريفة تضع المبدأ في أفضل سياق، ألا و هو سياق ديننا و عبادتنا لربنا، و سعيًا لثوابه و رضاه و جنته:

﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [الملك: 2].

  ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [الكهف: 7].

﴿ وَ قَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا [الفرقان: 23].

  ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا [الكهف: 103، 104].

  يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه و سلم: (احرص على ما ينفعك..).

  و يقول نبينا الصادق الأمين: (لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: ...).


رابط الموضوع
http://www.alukah.net/Social/0/70225/#ixzz30xjfobKx

Read 1569 times Last modified on Saturday, 08 August 2015 15:47

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab