قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

Thursday, 03 March 2016 07:11

معاول هدم الحضارة

Written by  الأستاذ محمد بن إبراهيم
Rate this item
(0 votes)

إن وضع أمتنا غدى لا يبعث على الارتياح، وضع اصبح فيه الفرد لا يهمه سوى ما يجمعه من مال و وجاهة التي هي في حقيقة الأمر  مزيفة  لأن صاحبها اكتسبها دون أدنى  جهد فكري سليم أو عضلي منتج ، مؤخرا اصبحنا و أمسينا نسمع  عن  آخذي الربى من البنوك و من الخواص بشتى الطرق و الوسائل و تجدهم يتكيفون فيها مع التنظيمات و الشكليات المتعلقة  بالقرض الربوي منهم  من أفلس و أفلس معه مموله  من  مؤسسات بنكية أو من الخواص الذين جُبلت طباعهم على أكل الحرام  و بهذا زادت ثرواتهم  فحشا على فحش فأصبح لديهم  نفوذ و سلطان يستحلون الحرام و يحسبونه حلالا بل هم  قوم عَمون فغرتهم نفقاتهم على بناء المساجد و على المحتاجين كما أن منهم من يكثرون تأدية  نسك العمرة و الحج لمرات عديدة .

صنف آخر لا يقل أهمية عن سابقه  جعل من "القْفازة" و الجلوس بالمقاهي طول النهار يرصدون بعيونهم المتوحشة و نظراتهم الثاقية ما حرم الله  حتى ابليس اللعين إحتار فيما يفعلونه، همهم إبتزاز أموال الناس بالباطل من أصحاب الرشاوى و النصب و الإحتيال و السرقة و خيانة الأمانة  و الزور و البهتان  و التطفل على المسؤولية نظرا لما يجنون من ورائها من إمتيازات فتجد أمثال هذا الصنف لا يشبعون كما أنهم يغتنمون فرص وقوع ضعاف النفوس في مصيدة المحاكم فيوهمونهم أنهم لديهم الحل و الربط فيبتزون أموالهم دون أن يقدموا لهم أية خدمة ، كما أنهم يتميزون باليد الطولي في اتخاذ القرارات التي يفصلونها على مقاسهم و مقاييس أعداء الأمة.

و هناك صنف آخر لابد من الاشارة اليه و هم أصحاب الإتجار في سوق الدعارة من رجال و نساء الذين يتخذون من الفتيات  الغافلات مصنعا يستقطبون به أصحاب أموال الكسب الحرام ليزدادوا  طغيانا ، و صنف أخر ألا و هو صنف  المشعوذين و المشعوذات و كم هم  كثر و هذا كون مريديهم من ذوي النفوس الهشة و الضعيفة ففي عياداتهم المتخصصة يجدون راحتهم لأنها من صنع إبليس فتجدهم يفرقون بين الجماعات و الأزواج خدمة لأصحاب الرذيلة المنتمين للأصناف السالفة الذكر.

و هناك صنف من الناس تفننوا في التجارة  لا يعرفوا حلالها من حرامها فتجدهم يراوغون  الزبون مراوغة الثعلب حتى يجبرونه على الاقتناء، و في حالة ما  إذا اراد أن يُرجع البضاعة لسبب عيب وجده في بضاعته أو آلته التي اقتناها منهم  يقولون له كلام قمة في البداءة تصل الى حد المشادات و تنجم عنها أحداث يطول الحديث عنها ، و منهم من تفنن في جلب أحدث موديلات الحياكة الحديثة من  الملابس الخليعة التي غزت منازلنا و مدارسنا حتى أصبحنا لانفرق بين الجنسين و منهم من وجد في تجارة العفيون و المخدرات و المهلوسات الربح السريع على حساب صحة أفراد مجتمعنا خاصة منهم المراهقين و المراهقات في الغياب التام للرقابة الأبوية و المجتمعية كما لا أنسى مهربي السلع المدعمة من طرف الدولة  على الرغم من الرقابة الشديدة التي تفرضها السلطات .

و أيضا هناك صنف آخر من الناس العاديين منهم الموظفين الذين تجدهم يتذمرون و يشتكون من قلة الدخل فيستحلون سرقة الوقت المخصص للعمل بقضاء حوائجهم و كأنهم مَعفيون من الالتزامات فلا يأتون العمل الا و هم كسالى يتأخرون في القدوم لمكان العمل و يغادرونه  باكرا أي قبل الوقت المحدد له،  كما أنهم يحبون أن يأخذوا أكثر مما يقدموا و منهم من لديه منصب جعل منه مرتعا و مكسبا موازيا لدخله الشهري الذي تمنحه له الشركة أو الادارة التي يعمل بها، كما أنه توجد شريحة دخلت ميدان العمل في اطار ما يسمونه المساواة بين الرجل و المرأة و هي فئة النساء العاملات أغلبهن يأتين متأخرات و متعطرات غير مباليات بأصول العمل زد الى هذا إذا ما جاءت مناسبة دينية أو وطنية يتغيبن قبل و بعد المناسبة و الطامة أكبر إذا ما تقدم لهن أحد للخطبة  يشترطن عليه شروط خيالية من غلاء للمهور و أن يكون لديه مسكن خاص و أن لا تتخلى عن  عملها أو منصبها الذي لا تفرط فيه أبدا ثم يأتيها آخر و تقول له نفس الكلام الى أن يفعل فيها الزمن ما يفعل في الحديد و حينها يأتيها من كان لا يجرؤ حتى على الكلام معها و أحيانا تجدهن راضيات بكبار السن ممن لديهم راتب  متواضع أو يأتيها شخص كانت قد تكبرت عليه احدى مثيلاتها فتصبح تعيله بدلا أن يعيلها .

و هناك صنف أخر أختم به و هو صنف النساء أشباه الرجال اللواتي أصبحن يتقلدن أعلى المراتب في المسؤولية و تدريجيا تخلين عن المهمة التي خُلقن لأجلها و هي عمارة الأرض و تربية النشء الصالح الذي يُعول عليه في بناء الحضارة لا جيل نقدم له معاول هدم الحضارة ، فلنفق من غفلتنا و لنقف وقفة جادة و لنرجع الى الفطرة السليمة و لنتعاون فيما بيننا من خلال تشكيل مجموعات عمل تطرح السلبيات و المساوئ للمعالجة و نخطط لمستقبل زاهر و يكون هذا في اطار احترام النظام العام لبلدنا، و الفرصة لازالت سانحة قبل أن تتوغل  ثالثة الأثافي"الجهل ، المرض و الفقر" ....  حفظ الله وطننا..... حفظ الله وطننا...... حفظ الله وطننا .......   آمين يارب العالمين.

Read 1597 times Last modified on Friday, 04 March 2016 11:54

Add comment


Security code
Refresh

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab