قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 14 أيار 2015 05:29

ان العناية بذوي الاحتياجات الخاصة مسؤولية اجتماعية

كتبه  الأستاذة أمال السائحي.ح
قيم الموضوع
(0 أصوات)

بداية لا بد من التعرف على لفظ إعاقة، ورد في القاموس المحيط العَوْقُ: الحبس و الصرف و التثبيط، و يقول صاحب مختار الصحاح: عوق (عاقه عن كذا، حبسه عنه و صرفه، و كانوا فيما مضى يسمون بالمقعدين، ثم أطلقوا عليهم لفظ ذوي العاهات، ثم مسمى العاجزين.

و لا شك أن التسميات السلبية مثل: المكفوفون، الصم، البكم، المشلولون ، المتلفون في أدمغتهم، المنغوليا، و المتخلفون عقلياً، و غيرها من التسميات تترك أثراً سلبياً يلصق بالطفل حتى يكبر، و وصمة تؤثر على علاقته الاجتماعية تأثيراً بالغاً، و لكن التسميات الإيجابية مثل: ذووا الاحتياجات الخاصة، أو ذووا الصعوبات، تعطي انطباعاً و تفاعلاً جيداً لمثل هؤلاء مع المجتمع، و هذه المسميات أيدتها دراسات و تقارير و تقديرات، أفادت العاملين مع هؤلاء و كذلك المجتمع بكامله ، و الإسلام قد حثنا على اختيار الأسماء و الكنى الجميلة و الجيدة، و مناداة الإنسان بأحب الأسماء إليه.

و عندما نسلط الضوء على ذوي الاحتياجات الخاصة، نجد أن من بينهم من تكون إعاقته مائة بالمائة، و يوجد من تكون إعاقته ذهنية، و يوجد من تكون إعاقته عضوية، و هي لا تحرجه و لا تسبب له صدمات نفسية مع مجتمعه، حيث يكون باستطاعته حل مشكلته بأطراف صناعية...إلخ.

و نحن إذ نسلط الضوء على مثل هذا الموضوع، فإنما نريد لفت الانتباه لجانب من جوانب عظمة الإسلام؛ فقد وصف الله تعالى رسالة خاتم أنبيائه بقوله :( و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، فكان صلى الله عليه و سلم رحمة للضعفاء و المحتاجين، كما كان رحمة للأقوياء الأسوياء الأصحاء، و رحمة لذوي الاحتياجات الخاصة بالذات.

و المتأمل في آيات الله تعالى، يجد نفسه أمام آيات كثيرة، توحي بهذا المعنى قال تعالى: {ليس على الضعفاء و لا على المرضى و لا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله و رسوله، ما على المحسنين من سبيل، و الله غفور رحيم } التوبة:91 تدل الآية دلالة واضحة على أن الضعفاء و المرضى ليس عليهم أية مشقة، إذا لم يقاتلوا مع إخوانهم الأصحاء.

كما أن السنة النبوية المطهرة دعت إلى ضرورة التضامن مع الضعفاء و ذوي الحاجة حيث أثر عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: " ارحما من في الأرض يرحمكم من في السماء، و قد جاء عنه قوله صلى الله عليه و سلم: "المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى" و هذه الإشارات القرآنية و النبوية التي حدت بالخلفاء المسلمين إلى الالتفات إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، و إيلائهم ما يستحقون من رعاية و اهتمام، حتى أن عمر ابن الخطاب، رضي الله عنه، أعفى يهوديا مسنا و كفيفا من الجزية و فرض له عطاء من بيت مال المسلمين و أمر أن يعامل أضرابه بالمثل، و كذلك فعل الخليفة عمر ابن عبد العزيز رحمه الله، فقد أمر بأن يخصص لكل فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة و الذين كان يطلق عليه اسم " الزمنى" خادما يخدمه و يعنى به إلى جانب راتب يفي باحتياجاته، و ذلك ما دعا الحكام المسلمين إلى تخصيص مشافي للمرضى العقليين، و المصابين بمرض الجذام و ما إلى ذلك.

و إذا تساءلنا عن سر هذا الاهتمام الذي أولاه الإسلام لهذه الشريحة من الناس لوجدنا أن ذلك راجع إلى أن ذوي الاحتياجات الخاصة يشكلون عبئا ماديا و نفسيا على ذويهم الأمر الذي قد يجعلهم يضيقون ذرعا بهم، قد يدفعهم أحيانا إلى التخلي عنهم و من هنا كان وجب تقديم الدعم المادي لهم تخفيفا عليهم حتى يتقبلونهم و لا يهجرونهم.

  و لعل ما نشرته إحدى صحفنا اليومية عن حادثة ترك أم لابنها المعاق إعاقة تامة في ساحة أحد مشافينا و فرارها، يكشف عن طبيعة المعاناة التي يعيشها أولياء ذوي الاحتياجات الخاصة، بسب الكلفة المادية الباهظة التي  تتطلبها العناية به،  و الضغط النفسي الرهيب الذي يتعرض له أولياؤه بسبب الخوف عليه من إيذاء نفسه أو غيره، إذا كانت إعاقته ذهنية، أما إذا كانت إعاقته عضوية، فإنه تضعهم أمام تحديات أخرى من قبيل: إشكاليات التنقل و التمدرس ( المكفوفون ، الصم البكم ) و الحصول على الأطراف الصناعية الملائمة، و كل ذلك يسبب لهم توترا نفسيا عاليا، خاصة إذا كان دخلهم محدودا، و لاشك أن الأم التي تخلت عن ابنها المعاق في هذه الحادثة قد فعلت ذلك بسبب عجزها عن الوفاء بالتزاماته المادية التي يستوجبها علاجه و العناية به، و إلا ما كانت لتفعل ذلك، لأن غريزة الأمومة تمنعها من ذلك، و لكنه الفقر و الفاقة، و لعلها إذ فعلت ظنا منها أنه سيجد الرعاية الأفضل في المشفى، لأسباب قهرية عديدة منها:

1- التكلفة المادية الكبيرة، و عدم قدرة الأسرة على تلبيتها

2- قضاء الأسرة وقت طويل في تلبية الحاجات الشخصية للطفل الخاص مثل تناول الطعام و ارتداء الملابس و استخدام الحمام، الخروج و الدخول معه.

3- رفض المجتمع للأطفال الذين لديهم إعاقات.

4- الحد من نشاط الأسرة في جميع النواحي خاصة في ظل وجود طفل متخلف عقلياً.

5- عجز بعض الأسر عن السيطرة على عدوانية الطفل أو كثرة الحركة . 

إن الشعور بالذنب تجاه الطفل ذي الاحتياجات الخاصة تسبب في مشاعر الرفض التي تجعل الوالدين يفكران بمكان يوضع به الطفل خارج البيت.

 يحاول بعض الآباء أن يعملوا كل شيء للطفل فيبقى معتمداً عليهم كليا، فيكونون قد ألحقوا به ضرراً من حيث لا يعلمون، و ورطوا أنفسهم و حمّلوها عبئا لا تطيقه.

عجز بعض الآباء على تقبل أبناءهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أن الواقع يقول أن مشاعر الخزن و الأسى لا ينتهيان و لا يقدمان أي شيء للطفل لذلك يجب النظر إلى مستقبل الطفل و الأسرة معاً.

يقول الدكتور موسى بن حسن: «كان الخليفة عمر بن عبد العزيز قد حث على إحصاء عدد المعوقين في الدولة الإسلامية ، و وضع الإمام أبو حنيفة تشريعاً يقضي بأن بيت مال المسلمين مسئول عن النفقة على المعوقين ، أما الخليفة الوليد بن عبد الملك فقد بنى أول مستشفى للمجذومين عام 88 هـ و أعطى كل مقعد خادماً و كل أعمى قائداً و لما ولى الوليد إسحاق بن قبيصة الخزاعي ديوان الزمنى بدمشق قال : لأدعن الزّمِن أحب إلى أهله من الصحيح ، و كان يؤتى بالزمِن حتى يوضع في يده الصدقة ، و الأمويون عامة أنشئوا مستشفيات للمجانين و البلهاء فأنشأ الخليفة المأمون مآوٍي للعميان و النساء العاجزات في بغداد و المدن الكبيرة ،و قام السلطان قلاوون ببناء بيمارستان لرعاية المعوقين، بل و كتب كثير من علماء المسلمين عن المعاقين مما يدل على اهتمامهم بهم مثل : الرازي الذي صنف ( درجات فقدان السمع ) و شرح ابن سينا أسباب حدوث الصمم .

و القول الفصل الذي ينتهى إليه في هذا الصدد هو: أن مسؤولية العناية بذوي الاحتياجات الخاصة، هي مسؤولية اجتماعية و لذلك لا ينبغي أن تكون مقصورة على ذويهم، و هذا ما يستوجب التفات الدولة إليهم، و العناية بهم، و الإنفاق عليهم، فهل تفعل دولتنا ذلك؟

قراءة 1622 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 12:11

أضف تعليق


كود امني
تحديث