لتتحول بها إلى مناسبة للهرج والمرج من حفلات، وتسكع في الممرات، ولا تسأل عن ازدحام الطرقات... ممارسات جعلت من هذه المناسبة فرصة للمعاكسات و الاندفاع وراء الشهوات، تقليدا أعمى بمعنى الكلمة، لمن استنوا لنا هذه المناسبة الدخيلة علينا، الغريبة عنا، متناسين تماما أنهم إذ ابتدعوها أرادوا بها أن تضفي لمسة إنسانية على معاملة للمرأة، التي أساؤوا إليها طول الحياة و جعلوا منها أداة لإشباع الشهوات، و إرواء النزوات، إسكاتا لصوت الضمير المؤنب، بسبب ما ارتكبوه في حقها من فضائح و فظائع، و رحنا نتشبه بهم في كل ما حاولوا أن يتبرؤوا منه من أفعال وأقوال أساؤوا بها إليها، فأفسدنا نيتهم، و شوهنا قصدهم، إذ قلدناهم فيما ضجوا منه من مجون ولهو وانحلال وتفسخ، و عجزنا عن تقليدهم في ثقافتهم و حبهم للعلم، ألم تسألي نفسك عما يدل هذا العيد و إلى ما يرمي؟
هل قمنا بهذا لأننا نظن بداخلنا أن الغربيات يتضامن معنا؟ أنسينا أنهن اللواتي يسومننا سوء العذاب، ويكرهوننا ويتمنون لنا دائما أن نبقى في انحطاط علمي وثقافي وأخلاقي، وكيف للمرأة الغربية أن تعلمنا معنى التحضر؟ أما كانت بالأمس القريب بل لازالت حتى اليوم تعامل معاملة العبيد، فما هي إلا سلعة رخيصة في بلدها تتقاذفها الأمواج من كل جانب، فلا تسمع عنها سوى أنها من جملة المنتحرات، أو ممن يتعاطون المخدرات حتى الممات، أو ممن ملأت حياتها التفاهات...
أم ترانا صدقنا أنفسنا بأننا مضطهدات من أعظم وأسمى شرع للإنسانية كلها وهو ديننا الإسلامي الحنيف، الذي أعطى للمرأة حقوقها وجعلها جوهرة مكنونة مصونة سواء في بيت أهلها وبين أخواتها أو عند زوجها...؟
لماذا نحاسب الإسلام و نضعه في قفص الاتهام، بسبب ثلة من مسلمين لم يعرفوا معنى هذا التشريع إلا في ذاك اللباس الذي يستر عوراتهم؟
الحق أقول ظننت أنك ستحتفلين بعيد نجاحك و تفوقك في دراستك وبتفوقك الدائم في مكان عملك، في بيتك المميز، الذي ينبض كل مكان فيه بلمساتك، مع زوجك، مع أبنائك في تربتك الزكية و حياتك الهادفة، مع أهلك ..
لكننا و بكل أسف قد ضاعت هذه القيم و المبادئ و دفنت تحت هذه الخرافات التي ملأت الدنيا ضجيجا..و يا ليته كان ضجيجا له معنى.
العدد 591 من جريدة البصائر المؤرخة ب12-18 مارس 2012