قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 26 آذار/مارس 2014 13:44

تقبل الطفل المعاق والعناية به قضية الجميع...

كتبه  الأستاذة أمال السائحي .ح
قيم الموضوع
(1 تصويت)

عقيدة المسلم هي رأس ماله، في دنيا مليئة بالاختبارات، فالحياة مدرسة، يتعلم المرء فيها الصبر عند الشدائد، الحِلم، تقبل الصعاب بصدر رحب...إلى غير ذلك مما تحمله الأيام في طياتها..

و لكن مما أصبح يرى عيانا في أيامنا هذه الكثير من المغالطات، و لم يعد المرء يتقبل ما وهبه الله من نعمة أو ابتلاء على أنه امتحانا له...نجح فيه أم رسب..

ففي ظل التطورات السائدة في مجال الطب، باستعمال أجهزة حديثة ، تستطيع الحامل أن تعرف هل هي تحمل أنثى أم ذكر، و كذا الصحة الجسمية و العقلية للمولود الجديد.. فالردود الفعلية للحامل أو للأسرة ككل تبدأ من فترة الحمل و قبل خروج الطفل إلى النور، حيث تسيطر على الأم المخاوف و الشكوك، بمجرد إخبارها أن ابنها الذي تحمله معاقاً جسميا أو ذهنيا، فتتحسب لمواجهة مشكلات أثناء الولادة، و تتخوف فيما إذا ستكون الولادة طبيعية أم لا، و تزداد مخاوف الأم إلى أن يحين وقت الولادة ، هذا إذا لم تراودها فكرة التخلص من هذا الجنين أصلا...لأن صدمة الأم أو الوالدين من جراء وجود طفل معاق في الأسرة تأخذ أبعادا طويلة المدى،  حيث الإرباك و القلق، و التعبير عن الصدمة بعبارات عدم التصديق، و عدم معرفة كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف ..و كيف سيكون هذا الطفل، و كيف التصرف معه في كل مجالات حياته.

و قد يوجد من الأسر التي تتبنى هذه الفكرة، و تُسلم أمرها إلى خالق الكون و العالم بما في الأرحام، كما يوجد من ينكر أن يكون له ابنٌ  معاقٌ في البيت، فتراهم يعزون الأمر لخلل في عملية التشخيص، و يبحثون خلال هذه الفترة عن مصادر أخرى تثلج صدورهم، و تنفي لهم أن ابنهم القادم معاق، و منهم من يسلك طريق آخر و هو إجهاض الأم من غير تردد أو تفكير سليم، أو الرجوع إلى ما شرعه الله ...

من الطبيعي، أن تتمنى كلُّ حامِلٍ طفلا سليما جسديا و عقليا، و لكن إذا قدّر الله، فلتعلم أنه يجب عليها أن لا تجعل ضغط البيئة الاجتماعية يأخذ معها منحنى آخر، لأنَّ هناك سلوك أسري يتمثل في إخفاء الإعاقة و الابن معاً، ؛ مما ينعكس سلباً على الأسرة، التي تعتبر ابنها وصمةً اجتماعية لا تتناسب مع مركزها الاجتماعي أو مكانتها، أو حتى مع الأسرة بحد ذاتها.

و الرأي الصواب من أجل مواجهة هذه الضغوطات و التخفيف من حدتها، على الأسرة أن تعلم علم اليقين بأن هذا قدر الله تعالى في خلقه إن كانوا مسلمين حقا، و أن يتقبلوا هذه النتائج بصدر رحب، و عوض أن يفكروا في التخلص من الجنين، عليهم الاجتهاد في إيجاد حلول عملية بالنسبة لهذا الطفل الذي ليس له أي ذنب.

و ليس لهم أن يخجلوا من وجود طفل معاق في الأسرة، لأن ذلك قضاءٌ و قدرٌ من الله سبحانه و تعالى، و هو مما يجب أن نقبل به و نسلم له، و إن كتمان هذا الأمر و التستر عليه، سيدخل الأسرة في عزلة عن محيطها الاجتماعي، و سيفوّت عليها الاستفادة من الكثير من الفرص التي يحتاجها أفرادها، للتعايش و التواصل السليم، الذي تفرضه علينا طبيعتنا البشرية. 

كما ينبغي عدم إلقاء الحِمْلَ على الأم  وحدها فقط في تربية الطفل المعاق، بل على الأسرة ُكلِّها أن تساهم في ذلك، حيث أن المعاق بحاجة لمشاركة كل أفراد الأسرة صغاراً و كباراً، ليشعر بالدمج الكامل.

و على الدولة أن تضع البرامج و الخطط التي تسهم بفعالية في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة على الاندماج في الحياة الاجتماعية و ذلك عن طريق توفير المدارس المختصة في تعليم مختلف فيئات المعاقين سواء كانت الإعاقة بصرية أو سمعية أو ذهنية،  و تدعيم و تطوير صناعة الأطراف الصناعية التي يمكن أن تساعد كثيرا المعاقين حركيا، كما عليها أن تقدم دعما ماديا للأسر التي تضم من بين أفرادها معاقين حتى تتمكن هذه الأسر من تحمل عبء العناية بالمعاق و القيام بهذا الواجب في أحسن الظروف.

و على المجتمع أن يجتهد بدوره في إيجاد الأطر و الهياكل التي تسهم في التكفل بهذه الفئات نفسيا  و صحيا و ماديا و تقديم الدعم الضروري و المناسب لإعاقتهم حتى يستكملوا تعليمهم و تكوينهم و يصبح بمقدورهم الانخراط في الحياة المهنية، على غرار ما هو واقع في البلاد الأخرى التي تعتبر إنسانية الإنسان و تقدس حقه في الحياة كيفما كان وضعه الصحي.

و لا شك أن ضابط الإيمان و الشرع هو الحاكم الأمثل في مثل هده الظروف، و لله الأمر من قبل و من بعد.

قراءة 2570 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 17:44
المزيد في هذه الفئة : ولدي بات غريبا في بلدي... »

أضف تعليق


كود امني
تحديث