قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 15 أيلول/سبتمبر 2013 17:18

ولدي بات غريبا في بلدي...

كتبه  الأستاذة أمال السائحي.ح
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يتألم الكثير من الغيورين لما يرون من شيوع ضعف الناس في اللغة العربية، اللغة الرسمية، اللغة الأساسية في المناهج التربوية، كبارا و صغارا، من العامة أو من المتعلمين الحائزين على شهادات جامعية، يظنون أن إدراك ذلك بعيد المنال، أو أنهم لا يستطيعون و لا أولادهم الوصول إلى التحدث بها بطلاقة، فإن صدقت النوايا، و صحت العزائم، فإن ذلك ميسور، و ما هو بالمطلب العسير، و لا هو بالبعيد المنال أو المستحيل، فالمقبل على تعلمها سواء لنفسه أو لتمكين أولاده أو جيل بأكمله، من التمرس باستخدامها في تعاملاته اليومية يمكنه إذا صحت نيته، و بذل الجهد المطلوب، أن يحقق مبتغاه، و يقطف في النهاية ثمرة سعيه و إصراره، بل و يمكنه أن يجعل الأجيال تتوارثها، و يحرر بذلك نفسه و ولده و بني وطنه، و يكسر قيد التبعية للأجنبي، فيفوز بثواب الدنيا و الآخرة...

نعم باستطاعة أي شخص التمكن من قواعد اللغة العربية، و أن يجعل أحد أبنائه يتحدث بالعربية السليمة إن هو بدأ معه الحديث في سن مبكرة ، و لا يضر أن يتحدث بقية أفراد الأسرة معه بالعامية و عليه إذا خاطبه الطفل بالعامية ـ تأثرًا بمن حوله ـ أن يلقنه الصواب و يطلب منه التصحيح مثال :لو قال لك الطفل "اعطيني نشرب الماء " فاطلب منه أن يقول: "أريد ماءً من فضلك" أو" أعطني ماءً" و سوف يتحدثون بطلاقة دون عناء التفكير في الفاعل و المفعول لأن الطفل يولد و معه آلة تمكنه من اكتشاف القاعدة إّذا سمعها مراراً، كما فعلت تلك الجارية التي سمعها الأصمعي تصيح و هي تحمل قربة ماء ثقيلة "يا أبتِ أدرك فاها قد غلبني فوها لا طاقة لي بفيهاو هي لا تعرف ما النصب و الرفع و الجر.

و نستطيع أن نضيف كذلك العامل الوراثي للعائلة، فمثلا إذا كان الجد أو الجدة أو الأب أو الأم من الأدباء أو الشعراء أو أساتذة للغة العربية، و لهم باع في اللغة العربية، فقد يتأثر الأحفاد و تكون لهم أذن سمَاعة...

هذه قصة حقيقية لطفل، بلغ اليوم الخمس سنوات، و لكنه تحدث باللغة العربية الفصحى من غير اعوجاج، بالفعل و الفاعل و المفعول به، بالنصب و الرفع والجر، منذ نعومة أظافره.. و أصبح بذلك ظاهرة غريبة جدا في حيه الذي يسكن فيه، و في روضته، و في مدرسته القرآنية، و في كل مكان يرتاده، إلا و طرحت الأسئلة على والديه...أو الضحك المبهم !! أو الاستغراب !!

لقد نشأ في حضن والديه علماه اللغة العربية منذ أن بدأ النطق، فكان أباه على الخصوص يتحدث معه باللغة العربية الفصحى، و يصحح له إذ اعوج لسانه، و سبحان الله، فإن الأب اندهش في طفله لأنه كان يرتب الجملة جيدا و يأتي بالفعل و الفاعل و المفعول به، و بالمثنى و المذكر و الجمع على الوجه الصحيح الصائب، و كأنه درس اللغة العربية على أساتذة كبار...

فكان هذا الطفل، أينما ذهب يُجبر محدثه بمخاطبته باللغة العربية، عند دخوله إلى الروضة، عند دخوله إلى المدرسة القرآنية، أو الذهاب مع والديه إلى المتجر، أو ضيفا عند عائلة أباه، أو أمه...

و الغريب في الأمر أنه أصبح طفلا – ظاهرة غريبة - عند هؤلاء الناس الذين تعودوا على سماع اعوجاج اللسان العربي الأصيل، بلغة العامية المختلطة بلغة الاستدمار الفرنسي...قلت عندما يسمعه الناس في الحافلة أو في السيارة يندهش الكل و يسأل، والغريب كل من يسأل والديه يعتبرانهما من بلد شقيق .. هل أنتم من سوريا؟؟ من مصر؟؟؟

استغربت كثيرا و قلت في نفسي ألا يستطيع الطفل الجزائري، و خاصة من كان أولياؤه في سلك التربية و التعليم، أو من الحائزين على شهادات عليا، أن يخرجوا لنا طفلا سليم اللسان؟؟؟ ألا تستطيع الأسرة الجزائرية التحدث باللغة العربية لغة القرآن، هل هذا شيء صعب؟؟؟ وما يحز في النفس أن الكثير من الناس قالوا محتجين: لماذا جنيتم على طفلكم و علمتموه هذه اللغة ؟ ألم يكن الأولى والأجدر أن تعلموه اللغة الفرنسية، أو الانجليزية!! لأن هذه اللغات الأجنبية بالنسبة لهم هي قمة التحضر و مواكبة التقدم في هذا الزمن المرَ...

كان من الأجدر أن يكون الأب أو الأم أو الأستاذ أو الأستاذة أو مربية الروضة هم الأوائل في تلقين الطفل عند التحدث معه اللغة العربية، حتى يسهل عليه النطق بها بسلاسة بعد ذلك، و تكون الظاهرة عامة غير مقتصرة على واحد أو اثنين فيصبح –ظاهرة- سبحان الله ...فنحن عندما نأخذ أطفالنا إلى الروضة يتباهون بأنهم عندهم في المقرر اللغة الفرنسية لأطفال لم يدركوا بعد الحروف الهجائية للغة الأم...و نشتكي بعد ذلك من أن التلميذ في المدرسة لم يستطع يجيب أستاذه بجملة مفيدة بعربية أصيلة...!!!

قراءة 2445 مرات آخر تعديل على الإثنين, 19 تشرين2/نوفمبر 2018 14:51

التعليقات   

0 #1 الأستاذة : قوادري أم وفاء 2014-11-06 07:21
بوركت أختي : "أم محمد الأخضر" على هذه الكلمات الطيبة .. فكم نحن مجحفون في حق لغة القرآن ، وما إعوجاج ألسنتناإلا دليل قائم على إبتعادنا عن نهج الحق والخير .. وإنها لفكرة صائبة نبهتنا إليها وهي تعميم التكلم بالفصحى قدر المستطاع .. وعدم الخوف أو التردد .. فالأجيال القادمة هم صناعتنا الآن .. أتمنى كمثقفين أن ننهض بمشروع بعث وإحياء لغة القرآن في أوساطنا ..لك مني كل التحيات على مواضيعك القيهة هذه .
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث