قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 01 نيسان/أبريل 2024 09:12

احتمال الأذى

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين محمد و على آله و صحبه و سلم و بعد:

احتمال الأذى هو عدم الضجر، و عدم الاعتداء، و مقابلة الأذية بمثلها، فهذا مفهوم الاحتمال، و هو أن يصبر المسلم على أذى أخيه، و يتحمّل، و يصفح، و يعفوا، و احتمال الأذى على مراتب، الأذى هو كل ما يسوء المسلم في عرضه، و ماله، و أهله، حتى أنّه يظن أن هذا الأذى شيء يسير؛ كتخطّي الصفوف، لكن هذا فيه أذية، كما جاء في الحديث؛ في الرجل الذي تخطى الصفوف، فقال له رسول الله عليه و سلم:( اجلس فقد آذيت) فالأذيّة تحصل بتخطّي الصفوف.

و الأذية تكون بالفعل و القول، قد تكون بكلمة يتأذى بها المسلم؛ مثل أن يتكلم في عرض مسلم و يغتابه، أو تكون بالفعل، و هو أن يعتدي على المسلم بيده، و أعظم الأذية هو قتل المسلم، ثم يكون الاعتداء عليه فيما دون القتل بضرب في البدن، أو الاعتداء على ماله؛ بإتلاف ماله، أو بالسرقة، أو بالنهب، أو غير ذلك من أنواع الأذية التي يتأذى بها المسلم في نفسه، أو ماله أو عرضه، فكل ما يسوء المسلم فهو من الأذية، و هذه الأذية قد تكون أذية شرعية دينية، يؤذى المسلم في دينه، في عقيدته، و هي أعظم من الأذية المتعلقة بالدنيا، باعتداء أهل الباطل و الظلم، و البغي على أهل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، فإن الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر يخالف ما يأمر به هوى الناس، فيؤذونه بالقول و الفعل، فهذه الأذية المتعلقة بالدين، و قد أوذي الأنبياء و الرسل، و رموا بالعظائم، و اتهموا بالسحر، و الجنون، و بالكذب، و بالاعتداء و الظلم.

قد تكون الأذية متعلقة بأمور الدنيا، كالاعتداء على مال، على عرض، يتأذى المسلم، و يسوؤه اعتداء الناس على حقه، و الأذية محرمة، قال تعالى:{ إنّ الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا و إثما مبينا} سورة النور، و هي بقول أو فعل، لكن الأذية قد تكون متعمدة، أو غير متعمدة مثل المسلم الذي يتخطّى الصفوف، و هو لا يريد أن يؤذي المسلمين، و لكن يشق على الناس بمروره، أو كالذي يتكلم في المجالس، و يعمّ بكلامه بعض الحاضرين، فيؤذيه و لا يشعر، و هذا فعل السفهاء الذين لا يضبطون أقوالهم، يتكلمون في أمور قد يقعون في أذية المسلمين و هم لا يشعرون، و من الأذية الغير متعمدة؛ أذية الجيران، فهو يفعل في بيته ما يكون سبب في إيذاء الجيران، و هو لا يشعر، مثل من يستخدمون الأجهزة و فيها أصوات محرمة، تنبعث هذه الأصوات للجيران، و لأنهم يتمتعون بهذه الموسيقى، و هذه الأنغام، و لا يعلمون أن المسلمين يتأذون بها أذية عظيمة.

أو يصدر منه شيء من غير قصد؛ كأن يتسرب من بيته مياه من غير قصد، و تصل إلى الجار، و تؤذيه و هو لا يشعر، و لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم:( لا ضرر و لا ضرار) الضرر هو الذي يحصل بغير قصد، و الضرار هو الذي يحصل عن قصد، فنهى الله عن ذلك، و حرّم رسوله أذية المسلمين، و الإضرار بهم، فإن كان عن قصد عليه أن يتوب، و أن يستسمح، و أن يطلب العفو، و الصفح، و إن كان من غير شعور منه، و تبيّن له أنّ المسلم يتأذى من هذا فعليه أن يعتذر، فإنه لا يؤاخذ بما بدر منه من غير قصد. و هناك مسألة يجب التنبّه لها، و هي أنّ الكلمة التي لا تؤذيه قد تؤذي أخاه، فهو يقيس الناس على نفسه، فيخاطب الناس بهذه الكلمة، فإذا تأذى المسلم بها؛ فهي محرمة، و هذا ذكره العلماء.

هذا ما يخاطب به المسلمين من صاحب الأذية، أما من وقع عليه الأذى فهو مطالب بالتحمّل و العفو، و الصفح، و بهذا يحصل الود بين المسلمين، و التواد و الحب في الله عزّ و جل، و بهذا يحصل الصلح بين المسلمين، و التراحم، فلو أن صاحب الأذية انزجر، و كف أذاه، و المتأذى احتمل، و لم ينتصر لنفسه لم تحصل الخصومات بين المسلمين، و الذي ربما انتهت إلى القتل؛ كما تسمعون، تجد الرجل يقتل أخاه إثر مشادة كلامية، هذا التوجيه العظيم من الشرع فيه منهج عظيم للتعامل بين المسلمين، فيه رحمة بين المسلمين، فلو أنّ الناس أخذو بهذه التوجيهات لم تقع الفتنة و الشر بينهم.

قال تعالى:{و الكاظمين الغيض و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين} هذه الخصال المذكورة قد أثنى الله عزّ و جل على أصحابها، كظم الغيض، و العفو و الإحسان، هي خصال عظيمة. كظم الغيض هو منع الغضب إذا بلغ غايته من النفس، و حبسه حتى لا يترتب على هذا قول أو فعل، فهو مأجور على ذلك، إذا توافرت قوة العلم، و قوة العزيمة كظم غيظه، { و العافين عن الناس} و هي مرتبة فوق كظم الغيض، و العفو هو الصفح، و المسامحة، و التجاوز، و العفو هو ترك المؤاخذة بالشيء، و الذي يحمل عليه أن يستشعر ثواب هذا العفو، و أن الله عفوّ يحب العفو، كما أنه يتمنى أن يعفو الله عنه فهو يعفوا عن عباد الله، و قد أرشد رسول الله صلى الله عليه و سلم عائشة أم المؤمنين إلى دعاء عظيم تقوله إذا صادفت ليلة القدر" اللهم إنك عفوّ تحب العفو فاعفوا عنّي".

العفو له موطنان، عفو في الدنيا، و عفو في الآخرة، عندما يتجاوز المسلمون الصراط إلى القنطرة، قبل الجنة، من بلغها فهو من أهل الجنة، و أصحاب هذه القنطرة هم الذين تكون بينهم مظالم، يريهم الله تعالى قصور في الجنة عظيمة، فيقولون: لمن هذه؟ يقال: لمن عفا عن أخيه، فيعفوا بعضهم عن بعض، و يدخلون الجنة و يذهب ما في أنفسهم من الحقد و الضغينة التي كانت بينهم بسبب المظالم، و لهذا على المسلم أن يعوّد نفسه العفو و الصفح، و التجاوز، فليس هناك أشغل للنفس من تراكم الضغائن، و الأحقاد على المسلمين.

ثم جاءت المرتبة الثالثة{ و الله يحب المحسنين} و هي أعظم من المرتبة السابقة، و تقتضي أن يحسن إلى ذلك الذي وقعت منه الأذية، و من الإحسان أنّه إذا أخطأ عليه أن يدعوا له بالخير، و يقول:" غفر الله لك و تاب عليك، اللهم اغفر لأخي، اللهم لا تؤاخذه بقوله أو بفعله؛ فإنّ هذا إحسان. جعلنا الله من المحسنين. هذا و الله أعلم و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.1

1 مقتطفة من شرح رياض الصالحين للشيخ الدكتور إبراهيم الرحيلي بتصرف.

قراءة 142 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 03 نيسان/أبريل 2024 07:44

أضف تعليق


كود امني
تحديث