قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 13 نيسان/أبريل 2024 11:19

هجر القرآن بعد رمضان

كتبه  الأستاذ محمود إسماعيل الشل
قيم الموضوع
(0 أصوات)
يلاحظ على كثير من المسلمين قلة اكتراثهم بالقرآن قراءة و حفظًا و تدبرًا و عملاً، و قد يمرُّ على بعضهم أحد عشر شهرًا لا يفتحون فيها المصحف و لا يطالعون فيها آية، فإذا دخل شهر رمضان قرءوا القرآن كلّه هذرمة (أي مسرعين) غير متدبرين لآياته و لا عاملين بما فيها من أوامر و نواهٍ ثم يعودون إلى هجر القرآن بعد رمضان.
و فضل القرآن عظيم.. فهو كتاب حياة و منهج وجود للإنسان، و هو يقدم للمسلم كل ما يحتاج في الدنيا و الآخرة، و يجيب عن كل ما يخطر بباله من تساؤلات.. إنه أب حنون، و أم رؤوم ينزل على القلوب المؤمنة بردًا و سلامًا، و يمسح بيده الحانية عليها، فيزيل كل ما يعلق بها من أمراض و آلام، فهل يُعقل أن يغفل المسلم عن هذا الخير و لا يجعل لنفسه وِرْدًا – و لو صغيرًا – 
من القرآن، و قد صدق الحق جل و علا؛ إذ يقول: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقَى * وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَ كَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} – طـه : 123 – 126.
إن كثيرًا من المسلمين يضعون المصاحف في علب جميلة مزخرفة و مزركشة.. و كأن القرآن جزء من الديكور و الزينة!! و القرآن لم يُجعل لهذا، بل أنزله الله تعالى للتدبر و التأمل و الفهم و التطبيق.
و قد روى البيهقي في شعبه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، قيل يا رسول الله و ما جلاؤها ؟ قال: تلاوة القرآن و ذكر الموت."
و لقد شهد الأعداء قبل الأصدقاء – و الكافرون – قبل المؤمنين – بعظمة القرآن و سمو معانيه – فقد أتى الوليد بن المغيرة مرة إلى الرسول صلى الله عليه و سلم، و هو أحد خصومه الألداء – يقول: يا محمد اقرأ عليَّ القرآن، فيقرأ عليه الصلاة و السلام: “إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الإِحْسَانِ وَ إِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَ يَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْي يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون”، و لم يَكَد يفرغ الرسول صلى الله عليه و سلم من تلاوتها حتى يطالب الخصم الألد بإعادتها بجلال لفظها و قدسية معانيها مأخوذًا برصانة بنيانها مجذوبًا بقوة تأثيرها، و لم يلبث أن يسجل اعترافه بعظمة القرآن قائلاً: “و اللهِ إن له لحلاوة و إن عليه لطلاوة، و إن أسفله لمُورق، و إن أعلاه لمثمر، و ما يقول هذا بشر."
و قد روي أنه جاء في التوراة أن الله تعالى يقول: “عبدي أما تستحي مني، يأتيك كتاب من بعض إخوانك، و أنت في الطريق تمشي، فتعدل عن الطريق، و تقعد لأجله، و تقرأه و تتدبره حرفًا حرفًا حتى لا يفوتك منه شيء، و هذا كتابي أنزلته إليك، انظر كيف فصلت له فيه من القول، و كم كررت عليك فيه، لتتأمل طوله و عرضه، ثم أنت معرض عنه، فكنت أهون عليك من بعض إخوانك ! يا عبدي يقعد إليك بعض إخوانك، فتقبل إليه بكل وجهك، و تُصغي إلى حديثه بكل قلبك، فإن تكلم تتلكم أو شغلك شاغل عن حديثه أومأت إليه (أي أشرت إليه) أن كف.. و هأنذا مقبل عليك و محدث و أنت معرض بقلبك عني، أفجعلتني أهون عليك من بعض إخوانك؟! و مثل هذا ينطبق على هجر كثير من المسلمين لكتاب الله و عدم عنايتهم به، كما يعتنون بإخوانهم و أصدقائهم ! و قال محمد بن كعب: كنا نعرف قارئ القرآن بصفرة لونه، يشير إلى سهره و طول تهجده.
و قال وهيب بن الورد: قيل لرجل ألا تنام ؟ فقال: إن عجائب القرآن أَطَرْن نومي.
و قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ينبغي لقارئ القرآن أن يُعرف بِلَيْله إذ الناس نائمون، و بنهاره إذ الناس مفطرون، و ببكائه إذ الناس يضحكون، و بورعه إذ الناس يخلطون، و بصمته إذ الناس يخوضون، و بخشوعه إذ الناس يختالون، و بحزنه إذ الناس يفرحون..
ومما يؤكد أهمية القرآن في حياة كل مسلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بيَّن أن من الدعاء أن يقول العبد: اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، و نور بصري، و جلاء حزني، و ذهاب همِّي و غمي..
و قد أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الله بن عمر في الحديث المتفق عليه أن يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، كما كان ابن مسعود، و عثمان، و زيد رضي الله عنهم يختمون في كل أسبوع مرة.
و القرآن الكريم.. فيه نبأ من قبلنا، و خبر من بعدنا، و حكم ما بيننا، و هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبَّار قصمه الله، و من ابتغى الهدى في غيره أضله الله، و هو حبل الله المتين، و نوره المبين، و الذكر الحكيم، و الصراط المستقيم، من قال به صدق، و من حكم به عدل، و من عمل به أُجر، و من دعا إليه هُدِي إلى صراط مستقيم. لا تزيغ به الأهواء و لا تلتبس به الألسنة، و لا يشبع منه العلماء و لا يملُّه الأتقياء، و لا يبلى على كثرة الرد و التكرار، و أهل القرآن هم أهل الله و خاصته، المتمسكون به ناجون فائزون، و المعرضون عنه هلكى خاسرون، و لم تملك الجن حين سمعته إلا أن قالت: “إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَ لَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا” سورة الجن. و قال الله تعالى: “وَ إِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِين…”، الآيات من سورة الأحقاف.
أنواع هجر القرآن
و بعض الناس يظنون أن هجر القرآن محصور في هجر القراءة فحسب، و لكن الصواب أن أنواع الهجر كثيرة، فهناك هجر سماعه و الإيمان به و الإصغاء إليه، و هناك هجر العمل به و الوقوف عند حلاله و حرامه، و إن قرأه و آمن به، و الثالث هجر تحكيمه و التحاكم إليه، في أصول الدين و فروعه، و اعتقاد أنه لا يفيد اليقين، و أن أدلته اللفظية، أو أنه يحكي ماضيًا أو أشياء صعبة التحقق، و العدول عنه إلى غيره من شر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة عن الآخرين.
و هناك هجر تدبر القرآن و تفهمه و معرفة ما أراد الله منه، و كل هذا داخل في قول الله تعالى: “وَ قَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا” الفرقان.
و من هجر القرآن كذلك وجود حرج في الصدر منه، و هجر القرآن داء وبيل و مرض خطير؛ لأنه هجر لمصدر النور و الهداية و السداد و الرشاد، و إن في القرآن خيرًا لا يحصى و من ذلك أنه:
كتاب هدى: “الـم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِين” البقرة
كتاب رحمة: “الـم * تِلْكَ آياتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِين” لقمان
كتاب شفاء: “وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِين” الإسراء
كتاب طمأنينة: “أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب” الرعد.
كتاب الحياة الحقيقة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُم” الأنفال.
كتاب السرور والفرح: “قُلْ بِفْضْلِ اللهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون” يونس.
كتاب خير عام: “وَ قِيلَ لِلَّذِينَ آمَنُوا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا” النحل.
كتاب حق: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ” النساء.
آداب قراءة القرآن
1- التأدب بآدابه و التخلق بأخلاقه، سُئلت السيدة عائشة عن أخلاق النبي صلى الله عليه و سلم، فقالت: (كان خلقه القرآن).
2- أن يحل حلاله و يحرم حرامه.
3- قراءته على أكمل الحالات من طهارة، و استقبال قبلة، و الجلوس في أدب و وقار.
4- ترتيله و عدم الإسراع في القراءة؛ لقول الله تعالى: (وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِه)
5- التزام الخشوع و البكاء أو التباكي عند قراءته كما أمر الرسول صلى الله عليه و سلم فيما رواه ابن ماجه (ابْكُوا فإن لم تبكوا فتباكوا)، و قوله صلى الله عليه و سلم (زَيِّنوا القرآن بأصواتكم) رواه النسائي.
6- تحسين الصوت بالقرآن لقول النبي صلى الله عليه و سلم (زينوا القرآن بأصواتكم) رواه النسائي.
7- الإسرار بالتلاوة إن خشي الرياء، أو كان يشوِّش على مُصَلٍّ، و الجهر بالقراءة إن كان في ذلك فائدة مقصودة تحمِل الناس على قراءته و التفكر في معانيه، و تعظيمه، و استحضار القلب عن تلاوته.
إن تلاوة القرآن قيمة عظيمة فحافظ عليها، لكن القيمة الحقيقة أن تشهد و تتغير الجوارح بما قرأت.
تذكر دائمًا أنك في مرحلة اختبار قاسٍ تحتاج لجهد و إرادة، و هذا الاختبار يتكون من سؤال واحد: هل يصبح القرآن حجة لك أم عليك؟ فكِّر جيدًا في السؤال، ثم أجب عليه في حدود الواقع العملي و في زمن مدته عمرك الذي قدَّره الله لك.
قراءة 122 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 17 نيسان/أبريل 2024 08:09

أضف تعليق


كود امني
تحديث