قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 27 آب/أغسطس 2015 11:20

طلب عاجل

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ينبغي لمن عرف الله عز و جل، و أسماءه الحسنى، و صفاته العليا أن يتمسّك بحبله، و أن يثبت على الحق. إنّ من أسماء الله تعالى المتين، و المتين في اللغة : هو الشيء الثابت في قوته، الشديد في عزمه و تماسكه و صلابته، و يطلق على السعة و الثبات و الامتداد.

الله جلّ جلاله هو المتين الذي ليس له مثيل، الشديد في عزّته، الشديد في جميع صفات الجبروت  كالقهر و الانتقام، و البطش، و الأخذ، و الإهلاك، و الإذلال، و التنكيل، شديد في كل ما تقتضي الحكمة الشدّة فيه. و هو سبحانه الشديد الذي لا تنقطع قوّته و لا يلحقه في أفعاله مشقّة، و لا كلفة، لكمال عظمته و قوّته، و تمام قدرته، هو الواسع المطلق، البالغ النهاية في الكمال في ذاته  و صفاته و أفعاله، ما لا تدركه عقول العالمين، و لا تحيط به عبارة المعبرين.

و هو سبحانه ذو البطش الشديد لكل ظالم عنيد، و طاغ عتيد  قال تعالى :( إنّ بطش ربك لشديد) البروج12

و علينا اليوم أن نرفع إلى الله المتين مصابنا في فلسطين، اليوم أنتج لنا تزاوج ضعفنا نحن المسلمين بالصهيونية الشرهة أنتج لنا جحيما لا يطاق تعيشه فلسطين، فجرح قلب الإسلام و المسلمين بهذه الاعتداءات الأثيمة، اعتداءات عظيمة شنيعة ضد قوم أبرياء في فلسطين،  نطلب بشدّة الحيلولة دون

هذه الاعتداءات المروّعة التي  بلغت حتى الرضع الضعفاء .

 نطلب بشدّة و بإلحاح رفع هذا الاضطهاد  و هذا البلاء على إخواننا المستضعفين، لكن لمن نرفع هذا الطلب؟ لم نر و نسمع احتجاجا جديا، و استنكارا صارخا، حتى الذين رأيناهم يقيمون الدنيا و يقعدونها  بصراخهم، و يبذلون ما يبذلون من مساندتهم في أوطان أخرى، لم نراهم اليوم إزاء هذا العدوان الذي مسّ المسجد الأقصى و ما حوله من القرى إلاّ سكوتا أو شبه سكوت.

كل ما يجري هنالك من أرواح تزهق و صغار تيتم لكن الآن نقول صغار تقتل، و نساء تقتل و ترمل و أموال تهلك و ديار تخرب و حرمات تنتهك كما لو كان ذلك واقعا بمكة أو المدينة إن لم يعمل لرفع ذلك الظلم، ظلم الفعل و ظلم الرضا و ظلم السكوت على الاستنكار، فإنّ الله المتين سينتقم من الظالم بالظالم ثم ينتقم من الجميع.

 ها هو الإمام ابن باديس رحمه الله يقرر أصل عظيم من أصول الإسلام و أهل السنّة و هو أنهم أعلم الناس بالحق و أرحمهم بالخلق فيقول:( نحن المسلمين أعداء الظلم بطبيعتنا الإسلامية ، و نرحم المظلوم و لو كان هو ظالما لنا، منذ أيام كنت في حانوت تاجر مسلم و قد قرأ عليّ أخبارا عن اضطهادات ألمانية جديدة على اليهود، فلمّا فرغ من القراءة قال لي :( هذا يا شيخ حرام عندنا في الإسلام، احنا نخلوا الناس كلهم يعيشون بأموالهم.) قلت له نعم ، و أخذت أبيّن له كيف عاش اليهود في ظل الإسلام ، هذا عامي من أوساط الناس متمسك بدينه، و متألم من حالة القدس الشريف و يعرف أنّ بلاءها من مهاجرة يهود ألمانيا  و غيرهم، و مع ذلك يستنكر ما يلحقهم من الظلم، و هاهم اليهود اليوم قد شرّدتهم ألمانيا، من قوانينها الجديدة عليهم، بيع أملاكهم ببرلين بالمزاد العام، و منعهم في المستقبل من الامتلاك  و منعهم من صناعة الطب بتاتا، و الحكومة اليونانية منعتهم من دخول أرضها و لو على سبيل السياحة و إيطاليا أخذت في اضطهادهم بأساليب علمية دقيقة و سياسة قاتلة، و فرنسا أيضا قد هبّت عليها هبات من هذه السموم  ستصيب اليهود أو قد أصابهم شيء من لفحها، هذا حالهم بين الأمم المسيحية و قد عادوا أو كادوا كما كانوا في القرون الوسطى لا يطمئنّون على أرواحهم  و أموالهم و تفافتهم إلا في بلاد الإسلام، و هاهم مع ذلك يستمرون على ظلم الإسلام  في قدس الإسلام  و لا ناهي لهم، و لا ناصح ممن يسمعون لنهيه و نصحه، و ما يدريهم أنّ هذا البلاء الذي يصبّ عليهم هو جزاء ظلمهم .)

 نرفع طلبنا العاجل في نصرة المظلومين في فلسطين إلى من لا يحتاج في إمضاء حكمه إلى جند أو مدد  ولا إلى معين أو عضد، الذي بلغت قدرته أقصى الغايات في أي وقت من الأوقات.

من جلال المتين : أنّه يجمع المتناهي في الشدّة مع كمال القوة، و القدرة، مع بلوغ النهاية في السعة في الكمال في ذاته، و صفاته و سلطانه، و من جلاله أنّ كيده بالمجرمين شديد لا يمكن لأحد ردّه أو منعه قال تعالى:( و أملي لهم إن كيدي متين) الأعراف 182 و صفه بالمتانة لقوة أثره في التسبب في إهلاكه.

ينبغي لنا أن نكون على متانة في إيماننا و يقيننا، و نعلم أنّ هذا الدين متين، علينا فقط أن نتمسّك به و نعض عليه حتي نظهر معه لأن الله تعالى كتب له الظهور، قال صلى الله عليه و سلم :( إنّ هذا الدين متين ، فأوغلوا فيه برفق) صحيح الجامع.

علينا أن نغادر الحياة الهشّة الضعيفة، و المواقف الهزيلة، و النزوات الدنيئة، لأن التمسك بهذا الدين المتين يتطلّب ذلك، علينا أن نمتّن علاقتنا بمولانا المتين، و من ثمّ نمتّن علاقاتنا ببعضنا حتى تصير قوية لا تخترقها الشهوات و الشبهات، فنقع في ورطات الدنيا و الآخرة. 

 

قراءة 1519 مرات آخر تعديل على الجمعة, 28 آب/أغسطس 2015 06:17

التعليقات   

0 #1 رومانسية 2015-08-28 11:41
بسم الله الرحمن الرحيم

إحساس رائع لما يعانيه الفلسطيني اليوم،مع المحتل الغاصب وتحليل صائب لاسماء لله عز وجل "المتين" الأستاذة عمراوي كما قلتي علينا ان نمتن علاقتنا بخالقنا .
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث