قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 31 كانون1/ديسمبر 2015 08:35

حارسة الحصن

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في بيت سيد قريش، بين المكارم و المآثر، و الطيب و الشرف و المجد، و في أحضان هالة بنت وهب نشأت تلك الدرة القرشية " صفيّة بنت عبد المطلب " بين إخوة سادوا على أقرانهم و أخوات شرفن بين لداتهن، قد تشربت نفسها قويم الخلق و جميل الصفات.

و تمر بها الأيام و إذا هي زوجة للعوّام بن خويلد، الفارس القرشي و خال أولاد رسول الله صلى الله عليه و سلّم من خديجة رضي الله عنها، و ترزق بولدها الزّبير، و تسرّ به نفسها، و تنذر نفسها لتنشئه رجلاً فارساً جريئاً حتى جعلت لهوه برمي السهام و صنعها، و أدركت أن الرجال تصنعهم أمهاتهم، فهم إمّا رجال و إمّا أشباه رجال و لم تقبل لولدها أن يغدو شبه رجل بل أرادته سيفاً و رمحاً و ترساً و قوة .

و لم تكن تدري بعد أنّ هذا الصبي الصلب سيكون له شأن ذات يوم حين يتغير وجه مكة و ما حولها من أرض الله، و في مكة المكرمة بين جبالها و شعابها و حول بيتها العتيق، يتأذّن رب العزّة جل شأنه بإرسال رسوله صلى الله عليه و سلّم بالهدى و دين الحق و ينطلق المبعوث رحمة للعالمين في رسالة التغيير.

ما بين مجتمع تفككت عرى الاخلاق و التكافل الاجتماعي فيه و استبيحت الحرمات، و ما بين عقائد شرك بواح لا منطق فيها و لا عقل، و ما بين قبلية تتناحر فيها العشائر، و يقتتل فيها الرجال و تباد فيها الذراري من أجل ناقة أو فرس.

فتكون رحلة التغيير و الاصلاح الصعبة الشاقة يبدؤها نبينا صلى الله عليه و سلم سراً و ثمّ يؤمر بالجهر بكلمات الله و شرعه و يصبح الزبير بن العوّام الفارس الذي صنعته أمّه بفضل الله حواري رسول الله صلى الله عليه و سلم.

و قد أسلم و هو فتى لم يتجاوز اثتي عشرة سنة و يقف الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم على الصفا، و ينادي قومه و ينذرهم و يبسط لهم الخير الذي أرسل به، و العدالة و المساواة الحقّة بين الخلق، و ينذرهم لقاء الله و حسابه، و وقوفهم وحداناً بين يديه، لا يغني أحد عن أحد يومئذ شيئاً.

و ينادي الرسول صلى الله عليه و سلم عمّته صفية بنت عبد المطلب و ابنته فاطمة الزهراء كما نادى عشيرته من قبل قائلًا: يا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا, وَ يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا)) و صفية التي اتبعت ابن أخيها رسول الله صلى الله عليه و سلّم، و رضيت بالله رباً و بمحمد رسولاً و بالإسلام ديناً.

و قد وطّنت النّفس على الصبر و الثبات و التضحية ابتغاء وجه الله، و لم تترد في الهجرة من مكة إلى المدينة تاركة أرضها و مالها و ذكرياتها خلفها مقبلة على ربّها برضى و تسليم و تستقر الجماعة المسلمة مع نبيها صلى الله عليه و سلّم في المدينة المنوّرة.

و تنتهي غزوة بدر الكبرى و قد انتصر الله للمؤمنين و شفى صدورهم من عتاة الجاهلية و قادة الشرك و طغاة مكة و فراعنتها، و كسر شوكة الشرك و أذلّ أهله و تجمع قريش شتاتها و تعود لحرب رسول الله صلى الله عليه و سلم، و يستشهد من المسلمين سبعين رجلاً فيهم حمزة بن عبد المطلب أسد الله و أسد رسوله.

و صفية في الجيش تداوي الجرحى و تسقي العطاش و تجاهد في سبيل الله، و يخشى الرسول صلى الله عليه و سلّم عليها من الحزن و الأسى حين تعلم بمقتل شقيقها حمزة فينادي ولدها الزبير قائلا:ً المـرأةَ يا زبيـر, المرأةَ يا زبير، أمَّك يا زبير، فأقبل عليها الزبير، و قال: يا أمـي إليك، يا أمي إليك، فقالت له: تنحَّ عني لا أمَّ لك، قال: إن رسول الله يأمرك أن ترجعي، قالت: و لمَ؟ إنه قد بلغني أنه مُثِّل بأخيك، و ذلك في الله، فقال له النبي الكريم: خلِّ سبيلها يا زبير.

فخلَّى سبيلها حتى وقفت فوق رأس اخيها فاستغفرت و استرجعت، كانت حزينة غاية الحزن و لكنها محتسبة صابرة، فالقتيل أخيها الحبيب، و الجسد الطاهر قد مثّل به، و لكنها أرادت أن يكون صبرها في ميزانها، و قد شرّفها استشهاده في سبيل الله، فتقول لولدها : " ذلك في الله ".

لم يقتل أخوها لدنيا و لا في نقيصة بل في جلال الله و لأجله جلّ و علا .

و تحين غزوة الأحزاب، و قد انتشت قريش لما احرزته يوم أحد، و ظنّ فراعنتها أن الإسلام قد خذل و أن الشهداء الذين اصطفاهم ربهم، قد أضعف فقدهم الرسول صلى الله عليه و سلم و من معه .

و لم يدرك أولئك الحمقى الجهلاء أن الأمة التي تدفع ثمن النصر من أبنائها و شبابها و علمائها و خيارها، إنّما هي أمة منصورة حتما بإذن ربها، و أن إعلان نصرها و طقوسه و جلاءه سيكون في موعد يرتضيه ربّها العزيز الحكيم.

و يتفاوض كبار حمقى قريش مع كبار خبثاء اليهود و بعض زعماء الجهل، في القبائل المحيطة بيثرب، و يزحفون نحو طيبة الطيبة، و يستعد لهم جيش المسلمين بالإيمان و القرآن، و بما استطاعوه من قوة و من رباط خيل، و قد حفروا حول مدينتهم خندقا لحمايتها، و تهبّ الرّيح التي جندها الله لرسوله فتقلب كيان الأحزاب.

و الرسول صلى الله عليه و سلم يريد أن يعرف خبر الأحزاب خلف الخندق، و لكن أي من المسلمين يستطيع ذلك و يسأل الرسول صلى الله عليه و سلّم أصحابه : "مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟" قَالَ الزُّبَيْرُ : أَنَا. ثُمَّ قَالَ: "مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟" قَالَ الزُّبَيْرُ : أَنَا. فَقَالَ النَّبِيُّ : "إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ ".

و يضع المسلمون النساء و الأطفال و الضعفاء في حصن لحسان بن ثابت لحمايتهم من العدو فيهم " صفية " رضي الله عنها أم الزبير بن العوام الحواري المجاهد، و قد علا حس الجهاد لديها، و وجدت نفسها تقوم بحراسة الحصن دون أن يندبها لذلك أحد إلّا يقظة فكرها و حسن إدراكها، و الحصن قريب من بني قريظة، و هم أهل بهت و غدر و قد نكثوا عهدهم مع النبي صلى الله عليه و سلم، و باتت تحرس في سبيل الله، و ترى يهودياً يدور حول الحصن عارفاً بضعف من فيه من النساء و الولدان.

و قد سوّلت له نفسه إرهابهم و إيذاءهم و خاب فأله، فهو لا يعرف بعد أن أمة محمد كلها برجالها و نسائها و أطفالها تحيا بدينها و تنتصر له و تموت عليه فتقول لنفسها: و الله لآمن أن يدل على عوراتنا من ورائنا من اليهود.

و تحمل صفية عموداً و تلتف من خلف اليهودي و تهشم به رأسه القذر، ثم تقطع ذلك الرأس و تقذفه من فوق الحصن ليتدحرج بين أرجل اليهود، فيدركهم الرّعب و تكسوهم الخيبة.

و لا يلبث الأحزاب أن يهزموا و يولون الدبر، فيسير صلى الله عليه و سلم إلى بني قريظة فيستأصل شأفتهم و يقضي عليهم جزاء بما غدروا و نكثوا بعهدهم، و هو دأبهم إلى أن يرث الله الأرض و من عليها .

اللهم اهدنا و اهد بنا و ردنا إليك رداً جميلاً يا رب العالمين .

http://www.denana.com/main/articles.aspx?selected_article_no=14188

قراءة 1667 مرات آخر تعديل على الجمعة, 01 كانون2/يناير 2016 06:49

أضف تعليق


كود امني
تحديث