قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 12 آب/أغسطس 2013 07:46

هي زينب الغزالي...امرأة بألف ألف رجل

كتبه  الأستاذ محمد سبرطعي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تمر علينا هذه الأيام الذكرى الثامنة لوفاة سيّدة الداعيات، و أمّ المرابطات، و رائدة المجاهدات، و قدوة النساء و الرجال معا، الحاجة زينب الغزالي حيث ارتقت روحها الطاهرة يوم 03 أوت 2005 م.

كانت أمّة وحدها دافعت بشراسة عن أفكارها، و تحملت في سبيل دعوة ربها الشيء العجاب.

أسست و قادت جمعية السيدات المسلمات التي قاومت بها الطغيان و الانحلال، و كانت ملاذا للدعوة الإسلامية في وقت الضيق و التضييق، و خير ممثل عن فكر و طموحات و آراء المرأة المسلمة الحقّة.

تميزت شخصية الحاجة زينب بخصائص كثيرة ، سنتحدث هنا عن ثلاثة منها فقط:

1) الصدع بالحق: حيث لم يكن يهمّها من يقف أمامها، بل يهمّها الحق الذي تنطق به و تلاقي به ربها سبحانه، حيث حدث مرة حين كان طه حسين وزيرًا للمعارف، قرّر إقامة حفل غنائي بساحة مسجد أحمد بن طولون؛ تكريمًا لمستشرق فرنسي كبير جاء لزيارة القاهرة، وكان لزينب الغزالي درس في مسجد ابن طولون يحضره ما لا يقل عن خمسة آلاف سيدة، فلما علمت بذلك الحفل غضبت، وفي نهاية درسها في ذلك اليوم قالت للسيدات: هل منا من تريد أن تموت شهيدة وتدخل الجنة وتصبح ليس بينها وبين الجنة إلا اسم يُدعى الموت؟ فكل السيدات قلن: الله أكبر! أنا.. أنا.. أنا.

فقصت عليهن ما يريد طه حسين القيام به، وطلبت منهن أن يمنعن قيام هذا الحفل، فقمن بخلع الخيام المنصوبة وكل ما كان من تجهيزات للحفل، ولما جاءت الشرطة وأرادت أن تمنعهن عن ذلك بالقبض عليهن، جلست بعض السيدات على الطريق أمام المسجد وقلن: إن السيارة التي تخرج فيها زينب الغزالي ستخرج على جثثنا. فظل الموقف متأزمًا، حتى أرسل مصطفى باشا النحاس - وكان رئيسًا للوزراء - رسالة يتعهد فيها بعدم إقامة الحفل، وبالفعل لم يتم إقامته.

و قد قالت كلمة الحق حين عجز عن التفكير فيها أساطين الشجاعة و دهاقين البسالة، ألم تسمعوا أنّ جمال عبد الناصر طلبها يوما لمقابلته فرفضت و قالت لرسوله: " أنا لا أصافح يدا تلوثت بدماء الشهيد عبد القادر عودة ".

و أعلنتها مدويّة: " إنّ الذين غمسوا أيديهم في دم الموحدين خصوم لله وللمؤمنين".

2) الصبر على المكاره: لقد تجشمت من الصعاب ما لا يعلم قدره إلا الله سبحانه و تعالى، فقد أدخلوها السجن الحربي، و شردوها عن عائلتها، و طلقوها من زوجها، و صادروا أموال عائلتها و أراضيهم و ممتلكاتهم و كانت القيادة حينذاك توصي المشرف على السجن و تقول له " عذبوا زينب الغزالي أكثر من الرجال " .

كانت تجلد كل يوم ما بين 500 و 1000 جلدة، وتترك مع الكــــــلاب في زنزانة منفردة مغلقة، وتصـــــعق كهربائيا، وغيرها من شتي ألوان العذاب... كل هذا لتعترف إن سيّد قطب خطط مع الهضيبي وعبد الفتاح إسماعيل لقتل عبد الناصر.

و مع ذلك صبرت و احتسبت ذلك لله تعالى، آملة أن تلقى جزاء صبرها عند الكريم المنان.

3) وضوح الهدف و عمق الرؤية: لم تكن تغريها الأضواء و البهارج و الصراخ الصاخب المدوي، لقد عرفت أن الدعوة طريقها صعب، و أن الشوك كثيف، و السبيل موحش طويل، و المرافق نادر الوجود، و العقبة كؤود.

لقد قالت يوما: " إننا على يقين أننا على حق، وكل الذي يعنينا أن نضيف لبنات جديدة للبناء. المهم ألا نتقاعس ولا نتخاذل ولا نتقهقر عن عقيدتنا: عقيدة التوحيد، عقيدة العمل، عقيدة البيان، بيان الحق للناس جميعا، بيان عقيدتنا لكل البشر".

و صرّحت أنّه " لا صلاح للأمة ولا لهذا العالم إلا بالدعوة إلي الإسلام، إن غياهب السجون ومقاصل التعذيب وشراسة حملة السياط لم تزد المخلصين من أبناء الدعوة وبناة فكرها إلا قوة وثباتًا وصبراً على دفع الباطل ونحن نترصد منابته ".
و أخبرتنا : " وإني لأرى بوادر النصر وإرهاصاته - إن شاء الله - بقيام الأمة وعودة المجتمع الذي سيعلو بتوحيده فوق توليفات البشر مما يغزو بلادنا اليوم من تيارات الإلحاد، نعم إني لأحسها قريبة وأرى أعلامها ترمى بهذا الغثاء من فكر البشرية الضال في ركام الجاهلية."

لقد تكلمنا عن هذه الشخصية لنتربى على ذكرها و آثارها، و نعطر بها مجالسنا و أسمارنا، و نغرسها في أنفس و عقول و قلوب ناشئتنا. لتكون لهم قدوة حميدة و ذكرا طيبا مجيدا.

و من عجائب و محاسن الصدف أن أوّل خروج لها من مصر بعد الإفراج عنها من السجن عام 1971 كان إلى الجزائر للمشاركة في ملتقى الفكر الإسلامي السابع في أكتوبر 1973، و أنّ آخر زياراتها إلى خارج مصر، كانت إلى الجزائر عام 1991 فقد منعها الطبيب الخاص بعدها من السفر لضعف صحتها. رحم الله الوالدة المجاهدة و حشرنا و إيّاها رفقة سيّد النبيين صلى الله عليه وآله و سلم.


عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

قراءة 2059 مرات آخر تعديل على السبت, 17 تشرين2/نوفمبر 2018 15:03

أضف تعليق


كود امني
تحديث