قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 02 آذار/مارس 2014 19:09

لقد رضي الله عن المؤمنين

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

القلوب التي فارقت مكة مرغمة يملؤها الحنين إليها، و البشرى تملأ بيوت المدينة المنوّرة، إنّ الرسول - صلى الله عليه و سلم- أمر بالتجهّز للعمرة، و البدن تنساب في طريقها آملة أن تبلغ محلّها، و قد ساقها المصطفى و صحبه متوجهين إلى بيت الله الحرام، و لا يملأ القلوب إلّا حنينها، و لا يتقد في الصدور إلا الاشتياق للبيت المحرّم و لا قصد في النفوس إلا أداء العبادة الحبيبة المرتقبة.

و هناك في مكة المكرمة عيون تترقب الطريق و آذان تتسمع أخبار محمد و حقد تتلظى به الصدور، و زعماء قريش يمكرون ألّا يدخلنّها محمد عليهم أبداً، و يهرع منهم نفر يفاوضون رسول الله - صلى الله عليه و سلم-، على عبادته، و على زيارة بيت الله، و فيهم بديل بن ورقاء من بني خزاعة، يسأل النبي عن مقصده فيجيب أنه لا ينوي حرباً بل عبادةً و طوافاً، و تظل الرسل تباعاً تحاول ثني المسلمين عن عمرتهم، و ينتدب الرسول -صلى الله عليه و سلم- عثمان بن عفان في سفارة لأولئك الذين يصدون عن المسجد الحرام؛ ليبلغهم ما يريده رسول الله -صلى الله عليه و سلم-، و يصل عثمان مكة بعد طول نأي، و تلوح له الكعبة المشرّفة، فيجتاحه الحنين الجارف إليها، و تعرض عليه قريش الطواف بها فيقول: " ما كنت لأفعل حتى يطوف رسول الله، و تحبسه قريش عندها، و تصل الأخبار للنبي و صحابته بأن عثمان قد قتل، فيبايع المسلمون رسولهم على الموت في سبيل الله، و يضرب الرسول - صلى الله عليه و سلم- بكفه بيعة عن عثمان، فتظلّ بيعة الرّضوان آية تتلى (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) و تظل بركات الرضى تظللهم و تتنسمها الأمة حتى آخر الزمان و يتبين المسلمون أنّ عثمان مازال حيّا في مكة، و يقدم رسل قريش مرّةً أخرى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، و على رأسهم سهيل بن عمرو، يصدونه عن البيت الحرام، و يضربون له موعداً في العام القادم، على أن يدخل مكة بالسيوف في أغمادها، و يشترطون عليه أن يرجع عنهم عامه هذا، و لم تدر قريش و يا ويح قريش، لم تدر أن الحبيب المصطفى قد قال يومها و قد سمع بعنادهم و رفضهم: ((و الله لا تسألني قريش اليوم خطة فيها صلة الرّحم إلّا أعطيتهم إيّاها))، فأي أمة سنكون لو أننا اتبعناك حق الاتباع يا رسول الله؟

و تكون المفاوضة، ثم صلح الحديبية بما فيه من مظاهر الإجحاف بحق النبي و صحبه، و يشتط الغضب لله بعمر في ذلك اليوم، فيركض إلى الصدّيق سائلاً، يا أبا بكر أليس برسول الله؟ قال: بلى، قال: أو لسنا بالمسلمين؟ قال بلى، قال: أو ليسوا بالمشركين قال: بلى، قال عمر: فعلام نعطي الدنية بديننا؟ فقال الصدّيق: يا عمر الزم غرزة، فإنّي أشهد أنّه رسول الله، فقال عمر: و أنا أشهد أنه رسول الله، فيأتي عمر إلى الرسول - صلى الله عليه و سلم-، فيسأله ما سأل الصدّيق، فيجيبه المصطفى الحليم الرحيم بأمته: (( أنا عبد الله و رسوله، لن أخالف أمره و لن يضيّعني)) و يعمد الرسول - صلى الله عليه و سلم- إلى هديه فينحر و يحلق، و ذلك حين رأى المسلمين يترددون في النحر و التحلل، و تشير عليه أم سلمة بالمبادرة فيفعل، و يتسابق المسلمون في النحر و التقصير، و قد كظموا غيظهم، و استسلموا لأمر ربهم و أطاعوا نبيهم، و أغاظوا الشيطان بطاعتهم، فأي جيل كنتم أيها الأنقياء، و تتم نعمة الله على المؤمنين و لا يترهم ربّهم أعمالهم، و يسرّهم بآياته الطيبات، إذ لا تلبث آيات البشارة بالفتح القريب أن تتنزّل على القلب الطاهر؛ لتحيا بها القلوب الطاهرات، و قد قفل النبي عائداً مع أصحابه دون أداء العمرة، و في القلوب ما فيها من الحزن و الانقياد لأمر الله، فينزل قول الله -سبحانه و تعالى-: ( إنّا فتحنا لك فتحاً مبيناً)، فيقول -صلى الله عليه و سلم-: ((لقد أنزلت علي آية هي أحبّ إليّ من الدنيا جميعاً))، و لقد كان صلح الحديبية المجحف في ظاهره تمكيناً و عزاً و نصراً في حقيقته، و فتحاً قريباً.

اللهمّ آتنا فتحا من عندك، و أعزنا بدينك، و ردنا إليك رداً جميلاً.

المصدر:

http://islamselect.net/mat/100782

قراءة 1742 مرات آخر تعديل على الإثنين, 06 تموز/يوليو 2015 15:42

أضف تعليق


كود امني
تحديث