قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 14 كانون2/يناير 2015 18:28

نهضة قلم صرخة مالك بن نبي

كتبه  الدكتور ياسر علي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كنت عائدا من السويس إلي القاهرة في أواخر عام1993 حيث جمعنا القدر في حافلة للنقل العام مع المرحوم الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين المفكر الإسلامي المعروف و أستاذ اللغويات بدار العلوم.
حيث جرى حوار مطول حول مالك بن نبي المفكر الجزائري المعروف و جهده المعتبر في حقل الفكر العربي والإسلامي.
يومها أهداني الدكتور كتابا من الكتب التي كان يعتز بها و يعتبرها أهم كتب مالك بن نبي و هو كتاب شروط النهضة و الذي ترجم الدكتور عبد الصبور شاهين معظم كتبه التي كتبها بالفرنسية، و سبب تذكري لهذا الموقف أن هذا اللقاء كان يوم31 أكتوبر و هو ذكرى وفاة المفكر و الكاتب العظيم مالك بن نبي. و كنت قد قرأت هذا الكتاب قبل ذلك بأعوام لكن هذا الحوار لفت نظري إلى بعض الزوايا و المعاني التي لم أكن قد التفت إليها، و رغم أن هذا الكتاب يعتبر من أوائل ما كتبه إلا أنه و كتاب "الظاهرة القرآنية" أعتبرهما من أهم ما كتبه مالك بن نبي من بين كتبه التي تعدت خمسة و عشرين مؤلفا.
أتذكر يومها أن الدكتور عبدالصبور شاهين ظل طوال الرحلة وحتى مشارف القاهرة يشرح في معني ما قاله مالك بن نبي في مواضع مختلفة (نحن نستورد أدوات المدنية و لكننا لا نتعامل معها بشكل حضاري)، حيث ظل يلح على فكرة أننا دون أن نمتلك إطارا فكريا متكاملا يتحول إلي سلوك و تصرفات يومية معاشة داخل المجتمع المصري لايمكن لنا أن نمتلك فعلا حضاريا و نهضويا حقيقيا.
إن كتاب مالك بن نبي حول شروط النهضة كان صرخة مهمة للعقل العربي في إطار استنفار الشعوب العربية لبناء مشروع متكامل لنهضة حقيقية بعد حقبة استعمارية طالت و شملت العالم العربي و الاسلامي من جاكرتا إلي طنجة، و بعد محاولات عديدة من مدارس كثيرة لرسم هذا المشروع و توضيح مكوناته و شرح أدواته و وسائله.. جاء هذا الكتاب ليؤكد ان النهضة ليست فقط مشروعات اقتصادية و تنموية ترتفع مؤشراتها حينا و تنخفض حينا آخر، بل مشروع فكري متكامل لابد له من تربة تمنحه قابلية النمو و التطور و تجعل منه مشروعا متجذرا في تربة الوعي الجمعي مدعوما بقيم حاكمة في المجتمع تعلو فوق الأشخاص و الأشياء و قبل ذلك نابعا من ثقافة هذا المجتمع و هويته.
إن انعدام التنظيم الاداري و اختلال الاقتصاد و سوء الإدارة التنفيذية و شيوع الفساد، كلها أعراض لمرض و ليست هي المرض نفسه و لكي نقيم نهضة حقيقية لبلدنا لايمكن أن يكون فقط بأن نكدس منتجات هنا و ذاك أو ان نقدم حلولا جزئية لهذه الأعراض و إنما بأن نقدم حلولا حقيقية و فاعلة للمشكلات المتعلقة بالمكونات الأولية و الرئيسية للمشروع حيث أن الحلول الجزئية لايمكن أن تقدم رؤية متكاملة.
مشكلة النهضة كما يصفها مالك بن نبي يمكن تحليلها إلي مشكلات أولية ثلاث( مشكلة الإنسان، و مشكلة التراب، و مشكلة الزمن). فالإنسان هو المحور الأهم و هو البداية الحصرية لهذا المشروع و الذي تتضافر فيه التعليم و الثقافة و القيم و التربية من أجل بناء إنسان النهضة، و لذلك لا يمكن التحدث عن مشروع للنهضة دون تغيير حقيقي و عمل جاد في الملفات السابقة. و التقدم في العلوم التطبيقية و زيادة الإنفاق علي البحث العلمي في مجال العلوم التطبيقية أمر في غاية الأهمية، و لكن لابد أيضا من التقدم في العلوم الإنسانية و الأخلاقية حتى نستطيع بناء إنسان النهضة و صياغة المنظومة الفكرية و الوجدانية لهذا الإنسان.
إن هوية مشروع النهضة و تحديد القيم الحاكمة له و تكوين العقل و الوجدان وفق هذه القيم الحاكمة و خصوصا قيم العمل و الإنتاج و الاستهلاك و مفاهيم المتعة و السعادة هي شروط و مقدمات لابد لها من أجل مشروع متكامل قابل للحياة و الاستمرار. و حين نتكلم عن التراب أو الأرض فإنما يقصد به مالك بن نبي قيمة الأرض و التراب الاجتماعية، و أن التصحر الذي يغزو بشراسة خريطة الوطن يترك الناس يتامى بين يدي الصحراء المقفرة.
و لا يمكن أن نرى اللون الأخضر مرة ثانية على خريطة الوطن و الناس يعيشون حالة تصحر داخلي على مستوى الفكر و الرؤية و الوجدان، و عندما نتصفح خريطة لدولة مثل ألمانيا نجد أن كل شبر في الوطن له اسم و له قيمة و له وظيفة و له معنى بينما خرائطنا تجد المربعات المتصحرة بلا أسماء و بلا معان و هذه تمتد بعشرات الكيلومترات. و العنصر الثالث و هو الزمن، هذا النهر الصامت الذي ننساه أحيانا و ننسى قيمته التي لا تعوض و ننسى أن فكرة الزمن يتحدد معناها بمدى التأثير و الإنتاج الذي يعني الحياة الحاضرة الفاعلة، الزمن الداخل في تكوين الفكرة و النشاط و في تكوين المعاني و الأشياء، و لذلك كانت صرخة مالك بن بني عندما قال إن من الصعب أن يسمع شعب ثرثار الصوت الصامت لخطى الوقت الهارب هي صرخة النهضة الأهم.
إن محاولة مالك بن نبي البحث في مشكلات التخلف المزمنة متجاوزا في هذه الدراسة الأعراض السطحية، و المكونات الجزئية و باحثا عن السنن و الأركان و القوانين اللازمة لبناء نهضة حقيقية لعبور حالة العجز إلى القدرة و الفاعلية و حالة تكديس المادة إلى حالة بناء حقيقي تستكمل فيها العناصر الأولية و الأساسية للنهضة هي من المحاولات الهامة. لكن يبقى السؤال و بعد أكثر من ستين عاما مما كتبه هذا المفكر الكبير و بعد تجارب كثيرة لبناء مشروع نهضوي وطني في كثير من دولنا العربية هل يمكن أن نراجع معا العناصر الأولية التي أشار إليها مالك بن نبي.. أن نحلل هذه العناصر إلى عناوين واقعية مصرية حديثة.. و بلا شك يحتاج الأمر إلى مناقشة أكثر عمقا و أكثر تفصيلا سنكملها في الأسابيع المقبلة.


http://www.islamstory.com

قراءة 1113 مرات آخر تعديل على الجمعة, 16 كانون2/يناير 2015 07:11

أضف تعليق


كود امني
تحديث