قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 17 أيار 2021 14:39

هل العقل الإسلامي في أزمة مثلما يصطلح على ذلك بعض الباحثين؟ وما هي آثار هذه الأزمة وحدودها؟ وكيف يتسنى لنا تجاوز هذه الأزمة؟

كتبه  الأستاذ جودت سعيد
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

الجواب: كون الفهم والوعي الإسلامي في أزمة لا شك فيه ولا ريب. هذا يفقأ العين وتلمسه كل يد وهو خبر كل أذن. وما قصة الرجل

المريض عن الدولة العثمانية ببعيد، وفي العادة آخر من يعلم بالقصة أصحابها.

 

حين نرى إنساناً مريضاً نعرف مرضه من شحوب لونه وامتقاع سحنته وعجزه عن خدمة نفسه بكفاءة ونشاط. وكذلك مرض العالم

الإسلامي صار ظاهراً حتى لعوام المسلمين وأصبح معروفا للداني والقاصي. وقد ألف المسلمون لذلك قصائد ومناحات ويمكن تعداد آثارها.

ربما لست ماهراً في تشخيص هذا المرض بدقة. نحن نخرب بيوتنا بأيدينا وفيما بين بعضنا، ونستعين على بعضنا بالذين نقول عنهم

أعداءنا. ننفق أموالنا وأنفسنا في سبيل ذلك. وصدق الله لما قال عن الكافرين الذين ينفقون أموالهم فسينفقونها حتى تكون عليهم حسرة ثم

يغلبون ثم يحشرون أيضاً في عذاب الجحيم. كل شيء إلى الوراء والخسارة. ولا نجرؤ على أن نعيد النظر حتى سراً فيما بين جوانحنا. إن

القسم الأخير من السؤال التاسع هو القسم المهم، كيف يتسنى لنا تجاوز هذه الأزمة؟

حين كنت أجيب على بعض الأسئلة السابقة كنت أشير إلى أسئلة لاحقة وأستعين بها على الإجابة. وأنا سأفعل مثل هذا في الإجابة عن

الأسئلة المتأخرة فأشير إلى أسئلة سابقة لتساعد على فهم الموضوعات الآتية. السؤال الذي سأرجع إليه هو السؤال عن التاريخ، وذلك حين

قلت في السؤال الرابع: "تشدد كتاباتكم على وجود مصدرين للمعرفة هما القرآن وتاريخ العالم، وأن الذي يجهل التاريخ لا يمكن أن تكون

معرفته سليمة. ما هو موقع تاريخ العالم من القرآن وكيف يكون تاريخ العالم رديفاً للقرآن؟"

شكراً لك يا سيدي الرفاعي. لقد عبرت بكلمات قوية على لساني في أهمية التاريخ وأنه هو الأستاذ، والأستاذ الوحيد الذي يصبر على غفلة

المغفلين. إن التاريخ مثل الكمبيوتر في جانب ما. فالكمبيوتر لا ينفعل وإنما بكل برود يقول: هذا خطأ، كرر محاولتك مرة أخرى. التاريخ

هو العقل. ونحن عقلنا في أزمة، لأننا في أزمة مع التاريخ. إن بعض عباراتي في هذا الموضوع تقول: إن من لا يعلم التاريخ لا يُوثق

بعلمه.

 

القرآن يقول أن الذي سيشهد له هو التاريخ، انظروا إلى عاقبة الذين يكذبون هذا، "فانظر كيف كان عاقبة المكذبين". التاريخ مصدر

المعرفة كما شهد بذلك وعلى ذلك محمد إقبال. وفي القانون من أثبت الدعوى فهو الشاهد والقرآن يقول أن الذي يشهد له بالحق والصدق هي

آيات الآفاق والأنفس. إذن، مرجع القرآن هو التاريخ، وهي آيات الآفاق والأنفس، وهي أيام الله. "وذكرهم بأيام الله". الأيام التي قصمت فيها

ظهر البعير، الأيام التي انكسر فيها من انكسر، وانهزم فيها من انهزم، وهلك فيها من هلك. "وتلك بيوتهم خاوية لم تسكن من بعدهم".

تسأل كيف يتسنى لنا تجاوز هذه الأزمة؟

 

نتجاوز ذلك بالاعتبار بالذين من قبلنا وبالذين يعيشون معنا كيف كانوا في أزمة مثلنا وأسوأ. كيف كان العالم الغربي يذيق بعضه بأس بعض

في حروب قومية ومذهبية وعالمية، كيف أذاق بعضهم البعض العذاب الهون وكيف رجال الدين المسيحيين الذين يتلون في كتابهم، "أحبوا

أعداءكم"، أذاقوا بعضهم البعض العذابات. ثم كيف هم الآن تجاوزوا هذه الأزمة والأزمات؟ "إن في ذلك لعبرة لمن كان له قلب أو ألقى

السمع وهو شهيد".

 

إن لم نعتبر ونوحد مصالحنا بالأسلوب الذي يوحد به الأوربيون مصالحهم فسنضطر أن نفعل ذلك اعتباراً بعد أن نشبع عذاباً وخساراً. يجب

أن نوحد من غير أن يخسر أحد شيئاً ويربح الجميع ونختزل التاريخ بأسلوب سلمي وعلمي. وإن لم نتعلم فسيعلمنا التاريخ، ولكن تعليم

التاريخ بالعذاب. "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد". علينا أن نتابع الحدث الأوربي. إنه حدث جديد في تاريخ

العالم. لم يحدث مثل هذا التجمع في البشرية من قبل. وكل شيء يحدث مرة فمعناه أنه صار علماً وسنة وقانوناً يمكن تكراره وإعادته مع

الناس كلهم بتوفير قوانينه وتسخيره. لهذا كان واجباً علينا، ولا يزال يجب علينا، دراسة الحدث الأوربي من بداياته إلى نهاياته، وكيف تحت

سمعنا وبصرنا يحدث ما يحدث ولكن لا نسمع ولا نبصر كأنه لا يعنينا ولا يفيدنا ولا عبرة لنا فيها. كيف تحملت ألمانيا الوحدة الجديدة،

كيف تحملوا الخسارة الآنية لأنهم يبصرون الريح الآتي، كيف فتحوا الحدود، كيف يوحدون العملة. هذه لم تنزل من السماء، ولا رجال

الدين هم الذين يعملون هذا. وإنما رجال العلم والتاريخ وعلماء الاجتماع وعلماء الإحصاء الذين يقدمون البيانات. إلى الآن العلم عندنا محقر

والقوة هي المحترمة. إن ما يفعلونه أعظم من تفجير القنبلة النووية. ولكن لا يشترط لعمل مثل ذلك أن نصنع قنبلة نووية. فليس من

الضروري أن نعمل مثلهم ونمر بنفس المراحل حتى نصل إلى ما وصلوا إليه.

 

آه يا سيدي الرفاعي! لعلي أعلم ما تعانيه من الظلام والحيرة، ولكن هل تظن أنك ستجد عندي نوراً وطمأنينة؟ إن المعرفة التاريخية نور

ويقين وطمأنينة واختزال للتاريخ وتعلم بالمجان. غيرنا دفع الثمن ونحن نستطيع أخذ السلعة جاهزة إذا فتحنا أسماعنا وأبصارنا وأفئدتنا.

يقول جلال نوري، الكاتب الاجتماعي التركي العثماني، إننا سنتعلم أبجدية المعرفة وعند ذلك لن تقف أمامنا جبال ولا أنهار، إن حقنا

الضائع سيرجع إلى أولادنا وأحفادنا مع ربحه المركب وبذلك عزاؤنا في هذه الأيام المظلمة المحيرة التي تُدفع فيها الأثمان من الأموال

هباء، وهي قوام حياتنا، والدموع من الأيتام والأرامل والدماء من الشباب المتحمس الذي ينطح الجدار،لأن آباءه وضعوا رؤوسهم في

الرمال. "إنهم ألفوا آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون". نحن لم نحل المشكلات ولم نصل إلى نتائج، ومبلغ ما وصلنا إليه هو أنه

صرنا نبحث ونسأل: هل يتسنى لنا أن نتجاوز هذه الأزمة؟ نعم سيتسنى لنا ويتسنى لنا الآن وسنحقق علم الله فينا من أننا سنخرج من الفساد

وسفك الدماء. هذا علم الله فينا، هذا ما صرنا نقرأه ونراه في عالم الشهادة. إنه قريب المولد، إنه أقرب من حبل الوريد.

 

الرابط : https://www.jawdatsaid.net/index.php?title=%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7_%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9_%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D8%A9:_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A4%D8%A7%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B3%D8%B9

قراءة 660 مرات

أضف تعليق


كود امني
تحديث