قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 05 تشرين2/نوفمبر 2017 14:52

حذاري إن للأتراب تأثير أقوى من الأسرة والكتاب

كتبه  أمال السائحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يقال: أن الصاحب ساحب، مثال شعبي استخدمه الناس للإشارة إلى تأثير الصديق و الرفيق على أي إنسان، صغيراً كان أم كبيراً، عاد عليه ذلك بالنفع أو الضرر، هذا ما تكشفت عنه الأيام، و استخلصه من تجاربهم جل البرايا و الأنام، فضربوا لنا هذا المثل، لنحذر الصحبة السيئة و نتقيها، و نحرص على الصحبة الصالحة و نبتغيها، و لا نرفضها و نزدريها، و ذلك هو ما أكده علم النفس التربوي، حيث بيَّن أن التلميذ مثلما يتعلم بطريقة مباشرة، فهو يتعلم كذلك بطريقة غير مباشرة، و هي ما يطلق عليه مصطلح: " التعليم المصاحب " مثال ذلك أن التلميذ في انتقاله من البيت إلى المدرسة و من المدرسة إلى البيت يكتسب خبرات كثير من خلال احتكاكه بالناس في الشارع، دون شعور منه و لا من هم و لا إدراك و يتم ذلك عن طريق ما يسمى بالامتصاص، فمشاهدته سيارة تصدم طفلا تجعله يكتسب مفهوم الحيطة و الحذر، و رؤيته لشرطي يلقي القبض على لصّ، تجعله يتبين عواقب اللصوصية و يستبعدها كسلوك ...

و لأن الأبناء هم الثمرة المرجوة للأولياء، فإن من أهم المسؤوليات المنوطة بالأب و الأم، الحرص على أن تتيسر الصحبة الصالحة لأبنائهم، و التأكد من تجنب أبناءهم للصحبة السيئة، لكون الصحبة إيجابية كانت أو سلبية، لابد و أن تترك آثارها في فكر و شخصية الابن، و قد  يصعب على الآباء و الأمهات محو آثارها تلك، و من آثارها ما يبقى مدى الحياة...و اليوم نريد أن نتحدث عن المعاناة، التي يشعر بها الآباء و الأمهات من انجراف أبنائهم إلى صحبة سيئة، تشوه شخصياتهم، و تعصف بمستقبلهم، و في هذا الصدد يقول الأستاذ معمر الخليل:" يعاني معظم الآباء و الأمهات من انصياع أبنائهم لأفكار قرنائهم و أصدقائهم، و من تقليدهم لهم في التصرفات و السلوكيات و الأفكار.
و يكون تأثير الأصدقاء على الأبناء -في كثير من الأحيان- أكبر و أبلغ من تأثير الأب و الأم.
و يقف الآباء حيارى إزاء  تلك المشكلة، ثمَّ  يتم التغاضي عنها مع مرور الوقت، و بذل الجهد، و تبدل الأحوال.
أما في نفسية الأبناء و سلوكياتهم و أفكارهم، فإن ثمة شيء ما قد حصل، ربما لا يراه الآخرون، و لكنه قد يجد له في يوم من الأيام، وقتاً مناسباً للظهور مجدداً.
إن المعاناة واحدة لدى الكثيرين، و المشكلة قائمة لم تجد لها حلاً في معظم الحالات، و لكن –عودة للأمثال الشعبية- درهم وقاية خير من قنطار علاج.
يقول بعض الإباء و هو يروي حكاية سمعها الجميع ذات يوم من أحد ما، تحدث يومياً، يقول: " ابني تعلم شرب الدخان مؤخراً، بسبب مرافقته لبعض زملائه من المدخنين".
و هو بهذه القصة القصيرة جداً، يختصر روايات كثيرة، حدثت ذات مرة في مكان ما، تعلم فيها أحدهم شرب المخدرات من رفقاء السوء، فما الذي يجعل لشخصية الصاحب كل هذا الأثر القوي في شخصية المصحوب؟ حتى جعل ذلك أحد شعرائنا يقول:                                                                         لا تسل عن المرء و سل عن قرينه  *** ****  فإن المقارن بالقريني يقتدي

لعل ذلك يرجع إلى أن الفتاة أو الشاب يكون أحدهما أقرب لأصدقائه لكثير من العوامل: نذكر البعض منها، مما ذكره الأستاذ معمر الخليل و مما ذكره منها           :

1 -  إن الأصدقاء هم أقرب الناس عمراً للأبناء، و المستوى الثقافي و مستوى الإدراك يتقارب لدى الكثيرين منهم، لذلك، فإن الأسلوب الذي يتبعه البعض -دون قصد منهم أو عظيم جهد- لتلقين أصدقائهم الآخرين بسلوكياتهم و تصرفاتهم و آرائهم، هو الأسلوب الأقرب إلى نفسهم.
ففي كثير من الأحيان يكون الأسلوب "الوعظي و الإرشادي" على سبيل المثال، أبعد ما يكون عن عقل الابن، و عندما يقارن هذا الأسلوب المستخدم مراراً و تكراراً في كل شيء، مع أسلوب "التجربة الواقعية" مع أحد أصدقائه، سيميل دون إدراك منه إلى أسلوب الأخير.
2-
العلاقة بين الأصدقاء هي علاقة وقتية و زمانية، لا يوجد فيها مسؤول عن آخر، و لا وصاية لأحد على الآخر، فيما توجد وصاية واضحة من قبل الأب أو الأم على الأبناء، لذلك، فإن درجة تقبل ما يقوم به الزملاء و الأصدقاء أكبر تأثيراً على الأبناء من تأثير الأب و الأم.
ففي الحالة الأولى، يحس الابن أنه أمام شخص لا يستطيع أن يفرض عليه أمراً محدداً، و هو بالتالي يمتلك "حرية القبول أو الرفض"، لذلك فإن أي قبول يأتي نحو سلوكية معينة، سيكون قبولاً "كلياً و كاملاً"؛ لأنه حدث بملء الإرادة.
3-
ممارسة بعض السلوكيات أو التصرفات بين الأصدقاء تكون ممارسة تشاركية، بمعنى أن أي فعل يقومون به، يتشاركون فيه في الثواب و العقاب، أما مع الآباء، فإن معظم الأفكار و السلوك التي تطلب من الابن، تكون فردية.
على سبيل المثال، في الحالة الأولى، قد يتشارك الأصدقاء في سرقة وجبة إفطار أحد زملائهم، و يتقاسمون "الغنائم" فيما بينهم، و عندما يكشف أمرهم، سيلاقون نفس العقاب على الأغلب، رغم أن الأمر و المشورة قد صدرت من شخص واحد منهم، و كذلك الأمر مثلاً عندما يقومون بالهروب من المدرسة إلى حديقة أو سوق بإيعاز من أحدهم أو يقومون بشرب الدخان يجلبه أحد الزملاء.
أما في الحالة الثانية، فإن الأب و الأم يطلبون بشكل فردي من الابن أن يقوم بتصرف ما، كأن يأمرونه بالدراسة و المذاكرة، فيما يشاهدون هم التلفاز أو يطلبون منه الجلوس هادئا.

-4الاختيارية، فعندما يختار الابن صديق له، يكون قد اختار شخصاً محبباً لديه، أعجبه فيه شيء ما، أو تأثر بموقف معه، أو جمعتهما بعض الأفكار و المواقف (كرياضة معينة، أو اهتمام بمادة دراسية ما ...إلخ) لذلك، فإن آراء هذا الشخص "القريب من القلب" يكون لها تأثير كبير، و رغم أن محبة الوالدين قوية لدى الغالبية العظمى من الأبناء، إلا أن تأثير هذه المحبة في التربية يكون محدوداً، إذ لا يربط الابن بين المحبة هنا و التربية.
بالإضافة إلى العديد من الأسباب العامة، و الأسباب الخاصة التي تتعلق ببعض الحالات دون غيرها.

خلاصة القول أن الأبناء يستجيبون لمطالب الأصدقاء لأنهم يسوقونها إليهم في صورة مقترحات، لا في شكل أوامر واجبة التنفيذ، كما أن ما يطلبه الأصدقاء قابل للمناقشة و الأخذ و الرد، و القبول و الرفض، أي أن المعني بها يعطى مساحة من الحرية مما يجعله يحقق ذاته، و يشعر بشخصيته، مما يجعله مهيأ نفسيا لتقبلها، بخلاف ما يصدر عن الآباء و الأمهات، التي غالبا ما يلابسها الجبر و الإلزام و ذلك مما يدفعه لرفضها و مقاومتها، و طبعا تبقى هذه الأساليب متفاوتة بين البيت و الأصدقاء، و من الجميل أن يستطيع الأب المربي و الأم المربية، أن يختار لابنه أصدقاء أكفاء، و فتح قناة بينهما و بين أبناءهم، حيث يكون الاحتواء، و تبادل الأفكار، و المناقشة الجادة، المشبعة بالحب و الخالية من كل شوائب العنف و الإكراه...

قراءة 2143 مرات آخر تعديل على الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2018 13:26

أضف تعليق


كود امني
تحديث