الحياة الزوجية ليست سلسلة من المواقف الرومانسية و الأحلام الجميلة، بل يتعرض الزواج إلى مد و جزر، و يصادف كل زواج أنواعا من الخلافات و المشاكل تتفاوت في شدتها و أهميتها بالنسبة للزوجين.
فقد يتعرض الزواج لبعض المشاكل البسيطة التي يمكن حلها بسهولة، إلا أن هناك بعض الأخطاء التي يرتكبها أحد الزوجين و التي قد تكون خطيرة جدا على الزواج و يمكن أن تتسبب في دمار و نهاية هذا الارتباط. و من الأمراض الخطيرة التي تصيب الزواج إصابة قاتلة هي: الخيانة الزوجية: لقد أثبتت دراسة اجتماعية لإحدى المؤسسات المعنية بالأسرة، أن خيانة أحد الشريكين للآخر هي أكثر أسباب الطلاق أو الانفصال و يتعذر معه المسامحة مع معظم الأزواج و الزوجات. حيث أن دخول الطرف الثالث في العلاقة الزوجية يفسد قصد الله من ناحية ارتباط الرجل بالمرأة، و لهذا فإن الخيانة الزوجية تعتبر سرطان الحياة الزوجية الذي يفتك بها.
هذا من ناحية الخيانة، أما من ناحية الأخطاء الأخرى التي تعتبر خطيرة فلنا هذه الوقفة! الكذب: يلجأ الكثير من الأزواج إلى الكذب على الشريك الآخر بحجج واهية، و يتم إخفاء بعض الأمور، و لكن ما أن تنكشف الحقيقة حتى يشعر الطرف الآخر بالإهانة و الألم، و يشعر أنه فقد ثقته بشريكه و تزعزع الأمان في البيت. و هذه من الأمور الخطيرة جدا على الزواج، فمهما كانت الحقيقة قاسية فهي أفضل من الكذب و يمكن أن يتعامل معها الطرفان بعدة طرق. أما الكذب فهو الحجر الذي يسد طريق التفاهم و المودة.
الشك: إن الأزواج الذين يعانون من الشك هم أشخاص مهتزون نفسيا، فهم يعيشون حالة من التخيلات و الأوهام، تجعلهم يفقدون الثقة بالآخر و يتهمونه ظلما بما يدور في رأسهم من خيالات، و هذا الخطر الكبير الذي يهدد أية علاقة زوجية يحتاج إلى تدخل و علاج نفسي فورا حتى لا يصل إلى إيذاء الطرف الآخر نتيجة الأوهام. السكوت عن الخطأ و الانصياع: نجد أن النساء هن اللواتي يصبن بهذا المرض الخطير و هو الخوف من التعبير عما يجول في أنفسهن، و فقدان القدرة على المواجهة و التعبير في حالة وجود أمور خاطئة لها علاقة بالزوج أو الأولاد و ذلك خوفا من العواقب. و هذا ما يصيب الزوجة بالقهر و الكبت الذي ينعكس سلبيا على الزواج، و يأتي اليوم الذي تنفذ فيه طاقة الاحتمال و يحدث الانفجار مرة واحدة لينهي الزواج بكارثة. لذلك يحتاج كل زوجين إلى مراجعة عامة و كل فترة لما هو سلبي في علاقتهما، و معالجتها قبل أن تتفاقم المشكلة. و ليس أفضل من المحبة و التسامح في هذه الحالات حتى يتنازل كل زوج للآخر بكل رضى و تواضع لتسير سفينة حياتهم بأمان، و لا أفضل من الصلاة و طلب معونة الله في حالة وجود خلافات و أمراض كما ذكرنا تهدد الحياة الزوجية، فإن عش الزوجية يتطلب منا الكفاح و المثابرة لنحافظ عليه سليما معافى.
المصدر: www.e-happyfamily.co