قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 22 تشرين1/أكتوير 2014 07:47

العولمة وقضايا التقنية

كتبه  الدكتور سيد دسوقي حسن
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أحسب أن العولمة في أصلها هيمنة تقنية، و في سبيل هذه التقنية تنشأ هيمنات أخرى في السياسة و الاجتماع و الثقافة؛ تذلل الطريق أمام الهيمنة التقنية التي هي جوهر الاقتصاد العالمي اليوم. و في محاضرة لي منذ عام تقريبًا لخصت محاور هذه القضية في سبعة محاور: المحور الأول: الأتمتة Automization السؤال عن الأتمتة في بلد يصنّعها كالولايات المتحدة و اليابان يختلف عن السؤال عنها في بلد سوف يستوردها، فمثلا صناعة الأثاث، هل نقوم بأتمتتها أم نستخدم العمالة الكثيفة في تصنيعها؟! و لأننا لا نصنع الماكينات التي تؤتمت هذه الصناعة؛ فسوف نستوردها، و نستورد صيانتها، و نستورد نماذج الأثاث، و المواد الأولية، أي إننا سنزيد من تبعيتنا للعولمة. و هل من الضروري أن تكون الأتمتة مائة بالمائة؟! أم يمكن أن نؤتمت قليلاً، على كثافة العمل كثيرًا؟! أظن أن مثال الأثاث واضح و الإجابة عنه وطنيًّا ليست عسيرة و هي لصالح الكثافة العمالية دون جدال. و هناك سؤال أخلاقي: هل العمل غاية في ذاته أم أن الإنتاج الوفير هو الغاية؟ أحسب أن الإجابة في فلسفتنا الحياتية هي أن العمل المعقول هو الغاية، و أن كثرة الإنتاج و ما تسببه من وفرة في الوقت، و وفرة في الأشياء قد تؤدي إلى ظاهرة الترف التي نهينا عنها في ثقافتنا أشد النهي، و أحب أن أنبه إلى أن هناك فروقًا بين الأتمتة في الإنتاج (أتمتة الإنتاج) و بين الأتمتة في القياس الهندسي، و ترقيته، و جعله قياسًا دقيقًا. فالأقمار الصناعية يتم جمعها في ورش غير مؤتمتة، و لكن كل جزء فيها دقيق القياس لدرجة بالغة، و تصنع في ورش رأيتها بنفسي، و لا تختلف كثيرًا عن المصانع البسيطة، و لكنها مضبوطة من ناحية ضغط الهواء، و رطوبته، و حرارته، و الخواص الطبيعية الأخرى، و في النهاية أحب أن أقول: إن درجة الأتمتة المطلوبة في بلدنا ليست بالضرورة أن تكون مطابقة بنفس الدرجة في بلد آخر، و اختيار درجة الأتمتة ينبغي أن يكون قرارًا وطنيًّا يستهدف الصالح الوطني اقتصاديًّا و اجتماعيًّا و سياسيًّا.

المحور الثاني: الجرأة التجريبية كل شيء في الغرب قابل للتجريب: تجريب في الطعام، و تجريب في الشراب، و تجريب في الدواء، و تجريب في الزراعة، و تجريب في جسم الإنسان، و تجريب في البيئة الجوية و البيئة الحيوية و البيئة الفضائية، و كل هذا التجريب مرتبط بالمجموعات الاقتصادية المغامرة التي جعلت من الربح الاقتصادي إلهًا من دون الله، إن التجريب المحكوم غير المتجاوز لإنسانية الإنسان هو تجريب محمود، و لكن الشطط التجريبي الذي أصبح سمة للمجموعات الاقتصادية المغامرة سوف يفسد البر و البحر. إن نتاجات هذا التجريب الشططي تُلقى معظمها باسم العولمة على رؤوس الشعوب الفقيرة: شرابًا و لباسًا و دواءً و مخلفات مدمرة.

المحور الثالث: السيطرة الاقتصادية و الإغواء الاقتصادي السيطرة الاقتصادية ذات مظاهر متعددة، منه شراء موارد الدول المستضعفة و موادها الخام بأقل الأسعار و إعادة تصنيعها و بيعها لها في صورة جديدة بأكبر الأسعار، بل في حالة البترول، مثلا، يضيفون إليه ضريبة يسمونها ضريبة الكربون و هي تعني ضريبة تلوث أجوائهم نتيجة الشطط التصنيعي. و الإغواء الاقتصادي يعني إغواء الدول المتواضعة تقنيًّا و علميًّا و اقتصاديًّا بمشاركة العمالقة في مشاريع عابرة القارات… مشاريع كل مكوناتها من الخارج و ربما فتحوا لهم بعض الأسواق، و بعد أن يكون البلد الفقير قد دفع دم الشعب بحاضره و مستقبله في مثل هذه المشاريع تتم عملية السيطرة أو الإجهاض، إن شيئًا من هذا قد تم في ماليزيا و إندونيسيا، إن القواعد العلمية و التقنية و الاقتصادية في كلا البلدين لم تكن جاهزة لتوطين هذه الصناعات المتقدمة التي استجلبت كاملة بكل طواقمها من الخارج.

المحور الرابع: الإعلام الساحر إنك تشاهد التلفاز المصري و هو يعلن عن مشروبات لا تضر و لا تنفع؛ فيوحي إليك ذلك بالظمأ، حتى إذا تمكن منك ظهرت لك ظبية مليحة تخرج من أعماق البحر إلى الشاطئ و بيدها زجاجة من هذا الشراب تضعها على شفتيها … فتدبر أيها المسكين المسحور عظمة هذا الشراب، و اذهب إلى البقال، و اشتر صندوقًا أو اثنين؛ تسترجع بهما الصورة المليحة التي تزيدك عطشًا.. ليس للري فحسب و لكن كذلك للساحرة الفاتنة جنية البحر. إن هذا السحر نوع من الكذب بالتخييل و الرقص و الإيهام، أفسد عقول أطفالنا بالإعلان عن منتجات لا تنفع بل تضر، و أنواع من المأكولات ذات المكونات التي لا نعرفها من مواد غذائية و مكسبات للون و الطعم كلها من قرائن السرطان و العياذ بالله.

المحور الخامس: حواف التقنية إن عملية التصنيع لا بد أن ترتبط ارتباطًا وثيقًا بفلسفة التنمية، إن كانت هناك في أوطاننا فلسفة للتنمية، إنك إن جئت بمنتج غربي يمثل حافة التقنية في بلده، و قارنته بمنتجك فإنك خاسر على كل الأحوال؛ لما بينك و بين هذه الحافة من فجوة لا تسد إلا بشق الأنفس علميًّا و تقنيًّا و اقتصاديًّا، إن توطين التكنولوجيا عملية عبقرية شاقة تحتاج إلى استنفار الأمة علميًّا و تدريبيًّا. هل لتصنّع أحدث ثلاجة في العالم؛ تأتي بكل مكوناتها من الخارج، و لا تملك طرائق تطويرها وطنيًّا؟! أم تكتفي بثلاجة أقل حداثة تستطيع أن تصنع أنت معظم مكوناتها؟! و كما كتبت من قبل: إن التنمية طيف متعدد الألوان و أهمها: تنمية البقاء، و تنمية النماء، و تنمية السبق، و نحن نملك كل أدوات تنمية البقاء؛ فتلك تنمية عشنا بها قروًنا عديدة، و نملك كذلك معظم أدوات تنمية النماء إن أحسنا اختيارها، و لكل أمة تنمية سبق، و لمصر مثلا تنمية سبق في مجالين: الثقافة العربية و الإسلامية، و السياحة. إننا نستطيع أن نضاعف دخل مصر أضعافًا مضاعفة إن أحسنّا تصميم هاتين المنظومتين، و في مثل هاتين المنظومتين نستطيع السبق، و لا يفوتنا تقلب غيرنا في البلاد في منظومات أخرى هم عليها قادرون.

المحور السادس: العولمة و غياب العنصر الأخلاقي و العنصر البيئي في حضارتنا نتعامل مع البيئة المحيطة بنا بالقصد و الاقتصاد، و القصد هو غايات الشريعة الإلهية "و على الله قصد السبيل" فهو وحده الذي يحدد لنا القصد، و عندما يقول الله سبحانه "و اقصد في مشيك" أي اجعل لمشيك قصدًا (و هذا تأويلي الحضاري للآية) كل مشيك في الحياة اجعله قاصدًا وجه الله، و المشي بالمفهوم القرآني هو كل سعي الإنسان على وجه الأرض "فامشوا في مناكبها و كلوا من رزقه و إليه النشور". و من هذا المنطلق يصغي ملك عظيم(سيدنا سليمان) لصراخ نملة، و يفهم منطقها و يبتسم لصراخها، و سليمان و إن وهبه الله هذا الأمر حظًا عظيمًا له إلا أن الإنسانية مطالبة بالعمل الدؤوب و الصبر المبين حتى تصل إلى هذا التناغم المعجز بين الإنسان و البيئة. قرأت مرة في إحدى المجلات الأمريكية أنه لولا النمل لتعطن سطح الأرض؛ و لما كانت على وجه الأرض حياة، فانظر رحمك الله لحضارتنا التقنية التي تلقي كل يوم بأطنان المبيدات على الأرض؛ تهلك كل الحشرات النافعة، و ذلك حتى تزيد في إنتاج طعام ماسخ لا مذاق له. إن قضية البيئة قضية كبيرة، و عمليات العولمة ستزيدها سوءًا ولقد "ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي كسبوا لعلهم يرجعون" و لكن الرجوع عملية صعبة جدًّا، فمن ذا الذي يطالب الشركات الجبارة العابرة للقارات أن توقف هذه الصناعات التي تلوث البيئة تلويثا عظيمًا، و أنا أنصح الذين يظنون أنني أبالغ فيما أقول أن يقرءوا الكتاب العظيم للعالم الأمريكي جيمي رفكن (الإنتروبي) الذي يقول في نهايته بعد أن استعرض كل الفساد البيئي في الكون المحيط: "إن الحل و ليس هناك حل غيره، هو أن نعود إلى ما قبل الثورة الصناعية الأولى". ربما اختلفت مع هذا العالم في حتميته، و لكني أعتقد أننا ما زلنا نملك الفرصة في بلادنا؛ لنتخلص من تأثير العولمة التقنية على بيئتنا، و نحسن اختيار التقنية التي لا تلوث البيئة و لا تنشر الدمار.

المحور السابع: الضخامة الإنتاجية و التسارع الزماني و المكاني تنمو المطالب الإدارية و العلمية مع ضخامة المشاريع، فلو ورطنا أنفسنا في مشاريع ضخمة لا نملك القدرات الذاتية على إدارتها؛ فإن النفع منها سيكون ضئيلًا، هناك حجم أمثل للمشاريع التي تصلح لبلد ما حسب قدراته الذاتية في الإدارة و الإنتاج، و هناك معدلات مثلى للإنتاج تتعلق بالقدرة على استخدام الزمن و قطع المسافات الضخمة، نعم، تستطيع أن تنشئ مخبزًا آليا في شمال مصر ينتج خبزًا لكل مصر، و تحتاج حينئذ أن تملك السرعة التي تنقل بها هذا الخبز إلى كل أنحاء القطر، هل هذا أنسب أم سلسلة من المخابز في كل حي من الأحياء لا تحتاج إلى عمليات نقل و شاحنات و ثلاجات و فوق ذلك نظام دقيق للإدارة؟! ما زلت أذكر كتابًا للاقتصادي الإنجليزي الشهير "شوماخر" عنوانه: "الصغير هو الأجمل" و الرجل ينظر إلى القضية من الناحية الجمالية و الإنسانية. إن أصحاب العولمة يسعون لتركيز الإنتاج في مؤسسات ضخمة يملكون هم صنعها و إدارتها، و نحن نقف أمامها مبهورين مسحوقين، إن ما دعا إليه "شوماخر" في كتابه: "الصغير هو الأجمل" جدير بأن تعتبر به الشعوب التي لم يدركها سرطان القوة الكونية و شروره، فتصميم منظومة التنمية يجب أن يأخذ في الحسبان صغر الأحجام و إنسانية الأزمنة و المسافات و التناغم مع طبيعة الإنسان و إعطائه القدرة على أن يصبح سيد الأشياء، و ليس عبدًا ذليلاً لها، و أي سعادة يدركها الإنسان في ضياع عمره في قطع المسافات الضخمة بسرعات ضخمة و أي جمال في هذا و أي متعة؟

المصدر:

http://www.khayma.com/madina/m2-files/awlama2.htm

قراءة 2615 مرات آخر تعديل على الإثنين, 04 نيسان/أبريل 2016 15:20

أضف تعليق


كود امني
تحديث