إن الذي ينبغي أن ينفذ إلى الأذهان و يستقر في أعماقها و يرسخ فيها، هو أن المعركة الدائرة في غزة هي المعركة، لا ما يجري في الشام و العراق، و لا أعني بذلك أن ما يجري في هذين القطرين لا يهمنا ول ا يعنينا، فكل ما يصيب أي جزء من البلاد العربية أو الإسلامية نحن معنيون به، فنحن جميعا كالجسد الواحد إذا أصيب عضو منه، تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى، و إنما الذي أقصده هو أن السبب الرئيس لما يكتوي به الوطن العربي و الإسلامي من فتن و حروب، إنما هو هذا الكيان الغاصب الذي زرع في قلب الوطن العربي، و من ثم فإننا إن ساندنا غزة و ألقينا بكل ثقلنا في هذه المعركة بما يكفل تحقيق النصر المرجو، نكون قد أنجزنا ماهو مطلوب منا، لأن ذلكم الكيان الغاصب هو المخلب الذي تضربنا به القوى المعادية لنا، و لهذا فإننا إذا حسمنا مع غزة المعركة على الساحة الفلسطينية، فإننا نكون قد حسمناها فيما سواها في البلاد الأخرى، و من ذلك إن معركة غزة مع الكيان الصهيوني هي بحكم ذلك معركة الجميع، و يؤكد تلك العلاقة القوية و المتينة بين ما انجر على البلاد العربية خاصة و الإسلامية عامة من مصائب و كوارث و أزمات، أن اليهود هم من كانوا وراء سقوط الخلافة العثمانية، و هم الذين كانوا وراء احتلال الجزائر في الماضي، و هم الذين ساهموا في انهيار ليبيا اليوم،  و مما يؤكد ذلك و يثبته، هذا الانحياز الكلي لقوى الهيمنة العالمية لهذا الكيان، إذ لا يبرر ه إلا كونه أداتهم الرئيسة لرعاية مصالحهم في المنطقة، و لذلك هم يدعمونه بكل قواهم حتى يضمنوا تواصل سيطرتهم و استمرار هيمنتهم على المنطقة، و هم يسعون بكل جهدهم لصرف أنظارنا و أنظار القوى الدولية التي ساءتها معاناة غزة عن المعركة الدائرة فيها اليوم، بافتعال معارك في مناطق أخرى، من ذلك قرار الولايات المتحدة التدخل في الشأن العراقي و قصف عناصر الدولة الإسلامية، لتنقل اهتمامنا بما يجري في فلسطين عامة، و غزة خاصة، إلى ما يجري في العراق، و عليه ينبغي أن لا نقع في أحابيلها و نبقى مركزين اهتمامنا كل اهتمامنا على ما يجري في غزة، و أن نساند المقاومة فيها بكل قوانا، و أن نحشد لها الدعم العربي و الإسلامي و الدولي، و ينبغي أن نعلم أن أهمية المعركة التي تديرها غزة اليوم تكمن في كونها مقدمة مشروطة لمعركة أهم، و هي معركة تحرير فلسطين كاملة بحول الله، و تطهير سائر البلاد العربية من القواعد الأجنبية التي زرعت فيها من المحيط إلى الخليج، ليعود للبلاد العربية و البلاد الإسلامية الأمن و الاستقرار، و لذا قلنا و نقول أن معركة غزة هي المعركة و هي معركة الجميع...