قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 15 شباط/فبراير 2020 07:33

قصة الصراع الأيديولوجى فى الجزائر

كتبه  الأستاذ محمد الأمين مقراوي الوغليسي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قصة الصراع الأيديولوجى فى الجزائر :

عاشت الجزائر في القرنين الماضيين حالة تاريخية استثنائية في تاريخها العريق؛ فقد وقعت تحت سيطرة الاحتلال الفرنسي الصليبي مدةً جاوزت مئة و ثلاثين سنة، انهارت فيها مختلف المنظومات التي كانت تحكم المجتمعَ الجزائريَّ، بفعل الاستدمار الممنهج الذي مارسته فرنسا، و لم يتغير حالها بعد نيلها استقلالها التاريخي، الذي نالته بعد أن قدمت تضحيات كبيرة و ملايين الشهداء؛ إذ وقعت في براثن المنظومات السياسية و القانونية المستورَدة من الخارج، و المصادمة لهويتها الإسلامية.

و قبل الدخول في الموضوع ننوِّه بأنه من عجائب الجزائر أنها لا تملك تدويناً دقيقاً لهاته الفترة، و لا يوجد مرجع واحد يؤرخ لهاته الحقبة و يجمع شتات أحداثها، و سببُ هذا قد نصَّ عليه الإمام ابن حزم رحمه الله؛ و هو أن المغاربيين لا يميلون إلى التدوين، عكس إخوانهم المشارقة، و من هنا تكمن أهميَّة الكتابة في هذا الموضوع و هاته الفترة؛ حتى تكون وثيقة للأجيال المسلمة في الجزائر و غيرها من دول العالم الإسلامي.

الجزائر في قبضة القوانين الفرنسية:

في بدايات الاستقلال اضطرت الجزائر إلى تمديد العمل بالقوانين الفرنسية، و كان هذا يعني فَرْنَسَة كل المعاملات الإدارية، و استمر الوضع على هذا إلى اليوم؛ إذ نجد أن قِطَاعات إدارية سيادية و عادية تتعامل بوثائق فرنسية اللغة، فلا تستغرب إذا ذهبت إلى مراكز البريد و البنوك و الإدارات و المستشفيات و قُدِّمت لك الأوراق باللغة الفرنسية، و قد كان لهذا الواقع الأثر الكبير في إبعاد النخب المعربة من مناصب اتخاذ القرار، بعد استفراد أصحاب اللسان الفرنسي بها، و حتَّى ندلل على شدة سطوة اللغة الفرنسية و الفرنسة على الجزائر، نذكر حقيقة عجيبة عن المجتمع الجزائري، و هي أن كل الشعب تقريباً يُمضِي الأوراق باللغة الفرنسية، و ما يزال هذا مستمراً إلى غاية كتابة هاته الأسطر، حيث تجد الأطفال و الشباب اليوم يوقِّعون شهادات حضورهم في الامتحانات بالمرحلة الابتدائية و المتوسطة و الثانوية باللغة الفرنسية.

تيَّار اليسار و العلمانيون في ستينيات الجزائر:

انتقل التأثير السلبي لقرار تمديد العمل بالقوانين الفرنسية ليفرض على الجزائر اعتناق المنظومة الاشتراكية سياسياً، خاصَّة زمن الرئيس أحمد بن بلة، و هو الشيء الذي جعل قطاعات كبيـرة من الشـباب تقع فريسـة للمنظمـات الشيوعية التي مكَّن لها الرئيس بن بلة (تاب من ذلك في سجنه و برر ذلك بمبررات تاريخية)، حتى أن الجزائريين كانوا يتناقلون قصص استهزاء الشباب الشيوعي بالأذان وقت رفعه، كما يتناقلون قصص الرحلات المختلطة بين الجنسين التي كانت تنظمها الجامعات، و قد كان هذا غريباً جداً على المجتمع الجزائري، و على المرأة الجزائرية، و يكفي هنا أن نذكر أن المرأة الجزائرية كانت تضع الوشم في مختلف أنحاء وجهها؛ حتى لا تتعرض للتحرش و الاغتصاب من الجندي الفرنسي، و الذي كان يعتقد اعتقادات خرافية في المرأة التي تضع الوشم، هاته المرأة تغيرت صورتها بعد الاستقلال في المدن الكبرى التي سيطر عليها التيار اليساري و قلبه التيار الشيوعي، و كذلك التيار العلماني التغريبي.

المساجد جزائرية و الهوى سوفييتي:

لم تكن المساجد بعد الاستقلال و تبنِّي المنظومة الاشتراكية بقيمها الشيوعية و سيطرة اليسار بأفضل حالاً من الإنسان الجزائري؛ فقد كان روادها – غالباً – من الشيوخ الكبار، و كانت شبه فارغة من الشباب، بل كان الشيوخ يستغربون دخول شاب إلى المسجد لأداء الصلوات، و لعل من عجائب هاته الفترة أن بعض الجزائريين الذين تأثروا بالمنظومة الاشتراكية يقول لغيره: «سوف أصلي عندما أتقاعد» و هي مقولة كانت منتشرة بين مسلمي الاتحاد السوفييتي سابقاً، و التي انتشرت كالنار في الهشيم بين المسلمين الذين عاشوا في ظله أو عاشوا في ظل دولهم التي تحالفت معه، و مع مجيء (هواري بومدين) عرفت المساجد في الجزائر – و التي بلغ عددها ثلاثة آلاف مسجد – تضييقاً شديداً من طرفه، حيث كان القمع و الطرد و السجن حليف كل من يتحدث في الشأن العام، أو يتناول طريقة حكم بومدين، أو يصدر فتوى تخص قضية اجتماعية، أما الخطب و الدروس فقد كانت خاضعة لتأثير السلطة الاشتراكية، و قد كان تأثيراً سلبياً، و لم تسلم المدارس القرآنية من هذا القمع، حيث تقلص نشاطها بشكل كبير، أما الإمام فقد كان له من وظيفته الاسم و الرسم لا غير، فلا سلطة له و لا قوة، و المفارقة العجيبة في هذه المسألة هي أن عدد المساجد زاد بشكل ملحوظ في هاته الفترة أي في سبعينيات القرن الماضي.

و ماذا عن الحجاب في جزائر ما بعد الاستقلال؟

أما عن الحجاب فقد كان التبرج سيد الموقف بفعل التَّرِكة الاستعمارية الرهيبة، و كان الحجاب في الجزائر هو الحايك (و هو لباس تقليدي ورثه الجزائريون عن المهاجرين الأندلسيين، و هو قطعة من قماش أبيض اللون تلتحف به المرأة، و عادة ما يكون ساتراً لأغلب الجسد، مع تغطية الوجه بقطعة من قماش تظهر منها العينان فقط)، و قد كان هذا لباس الجيل القديم من الجدات و الأمهات، لكن الجيل الجديد من أبناء الاستقلال لم يكن يعرف سبيلاً إلى هذا اللباس، الذي ترسخ في ذهن جيل الاستقلال أنه لباس العجائز و المتزوجات، و سنذكر في الجزء الثاني كيف عاد الحجاب الحقيقي إلى الجزائر، مع التفاصيل المكانية و الزمانية و الشخصيات التي نجحت في إعادته إلى الجزائر.

عطلة الأسبوع في الجزائر قصة أخرى:

و من مظاهر الصراع الأيديولوجي في الجزائر عطلة نهاية الأسبوع، حيث كان يوم الجمعة يومَ دوام رسمي، و كذلك الخميس، بينما اتخذت الدولة يومَي السبت و الأحد عطلة أسبوعية رسمية. و قد ورثت الجزائر هذا الإرث عن فرنسا، و قد عمل التيار التغريبي و الشيوعي على بقاء هذا الوضع؛ حتى جاء رمضان 1396هـ الموافق لسنة 1976م، عندما أقنع بعض الأفاضل الرئيس الراحل هواري بومدين بتغيير عطلة الأسبوع، و استبدل بها يومي الخميس و الجمعة، و قد كان هذا التغيير انتصاراً كبيراً للجزائريين، الذين تمكنوا أخيراً من الشعور بعودتهم إلى واحدةٍ من ميزات الأمة الإسلامية؛ فقد كانت عطلة يوم الخميس عطلةً لها قداستها عند سكان الجزائر، و هي العطلة التي أقرَّّها الخليفة عمر بن الخطاب –  رضي الله عنه – لطلاب العلم، أما يوم الجمعة، فرغم عدم تنصيص المذهب المالكي الذي ينتشر في الجزائر على أنها عيد سنوي للمسلمين، لكن الذي اعتاد عليه الجزائريون تاريخياً هو التفرغ يوم الجمعة للعبادة، و التبكير إلى المساجد، و زيارة الأقارب بكثرة و كثافة فيه، بل كان اليومَ الذي تجتمع فيه الأسر الصغيرة و الكبيرة كل أسبوع، و يجدر بنا هنا التذكير بأن لهذا التغيير قصةً هامةً حدثت بين الرئيس هواري بومدين و العلَّامة أحمد سحنون، رحم الله الجميع؛ حيث صلى الرئيس بومدين في المسجد الذي يؤمه العلامة أحمد سحنون، و بعد نهاية صلاة الجمعة، دخل الرئيس هواري بومدين على العلامة سحنون في مقصورته، و دار بينهما حديث طيِّب، قال فيه الشيخ: «إنَّ لي عندك حاجة! قال الرئيس: و ما هي؟ فقال الشيخ: أن تكون عطلة نهاية الأسبوع الخميس و الجمعة، و أن يلغى بيع الخمر، فقال بومدين: أما بخصوص العطلة فهذه سنلبيها لك، و أمَّا مَنْع بيع الخمر فسنؤجل البت فيها حالياً، و وعده خيراً… ليأتي اليوم الذي يُلغَى فيه نصف هذا الإنجاز من طرف النخب الفرنكوفونية العائدة إلى نشاطها المحموم في محاربة كل ما له صلة بالإسلام أو بهوية الجزائر الإسلامية، و هــو ما سنتحدث عنــه فــي اللاحــق مــن هــذه القصة.

المدرسة الجزائرية و السطوة العلمانية:

أما التعليم فقد كانت الجزائر تحت رحمة التيار الفرنكوفوني في الجامعات و الثانويات؛ حيث كان قِطَاع التعليم العالي مكوناً من التعليم الثانوي و الجامعي، قبل أن يُفصَلا عن بعضهما، و يلحق التعليم الثانوي بالمتوسط و الابتدائي، و خلاصة القول في هذه المسألة أن فرنسا ركزت قبل خروجها من الجزائر على تصحير الساحة العلمية الجزائرية من عنصرين هامين في بناء الهوية:

العنصر الأول: محاربة اللغة العربية حرباً شاملة في المدن و القرى.

و العنصر الثاني: تصحير الجزائر من الطاقات البشرية القادرة على نقل الجزائر نقلة كمية و نوعية في مجال التعليم خاصة باللغة العربية، و لم يكن الأمر خاصاً بالتعليم فقط، بل إن جلَّ ما تركته فرنسا للجزائريين هو 10 مهندسين و بضعة أطباء لا يكفُون حيّاً سكنيّاً واحداً، و مع تركيز فرنسا على العنصرين السابقين إلا أنها اهتمت بنشر العامية؛ و هي اللهجة التي دمرت بها طريقة التفكير الجزائرية، و زادت بها مزاجية الفرد الجزائري؛ فهي لغة مشوَّشة و مشوِّشة على الفكر و التفكير، و قد كان الجزائريون قبل الاحتلال الفرنسي يستعملون لغة عربية سليمة، تتضمن الكثير من الكلمات العربية الفصيحة، لكنهم انتقلوا لاستعمال الدارجة أو العامية بفعل الاحتلال الفرنسي الذي منعهم من استعمال العربية و حاربها في كل مكان، و قد تركت هذه الوقائع التي أشرنا إليها آثاراً وَخِيمة على العقل الجزائري، و لم ينج منه سوى الفئة التي درست في المدارس التي عُرفت بمعاهد التعليم الأصلي، و هو الذي كان يوازي التعليم الرسمي التابع لوزارة التربية، و كانت له ميزانيته الخاصة، و كانت شهاداته معتمدة، و قد كانت بداية القصة مع معاهد التعليم الأصلي، مع تولي العلَّامة مولود قاسم وزارة الأوقاف سنة 1970م، و قد أصرَّ أن يستوزرها بشرط تسميتها «وزارة التعليم الأصلي و الشؤون الدينية»، و قد أقنع الرئيس هواري بومدين بذلك، واعداً إيَّاه بالرد على المعترضين و الشانئين من التيار الموالي لفرنسا، و قد كان عمود هذا التعليم هو الجمع بين الأصالة و المعاصرة، و التركيز على التعليم باللغة العربية، و اهتم بفئتين: فئة الشباب و الشابات، و فئة أئمة المساجد؛ إذ كان مولود قاسم يرى أن مواجهة التيار الموالي لفرنسا يتطلب استعادة التعليم و الارتقاء برسالة المساجد بعد استعادة فاعليتها في الأمة الجزائرية، حيث أسست لما يعرف اليوم بالمعاهد الإسلامية لتكوين الأئمة و هي من بقايا هذا التعليم، و قد اعتمدت معاهد التعليم الأصلي، على هدف واضح، تخريج إنسان جزائري بهوية إسلامية، متقنٍ للغة العربية، إلا أن هذا الهدف أزعج فرنسا و مواليها في الجزائر، فألغيت هاته المعاهد بحجة توحيد التعليم، و تم توزيع الطلاب على المدارس الحكومية.

و على ذكر معاهد التعليم الأصلي فإن الإشارة إلى ما كانت تعانيه الجامعات من علمنةٍ أمرٌ هام في هذا المقام، فلم يكن يسمح بوجود متر واحد تقام فيه الصلاة، بل كان هذا الموضوع غير مطروح أبداً، و كان الكثيرون يعتقدون أن مناقشته أمرٌ يبلغ درجة المستحيل؛ حتى جاء مالك بن نبي و غيَّر هذا الواقع بعد صدامه و تلاميذه مع التيار الشيوعي الشرس في عداوته لكل ما يمتُّ للإسلام بِصِلة.

الرابط : https://alwasateia.com/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%89-%D9%81%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1/

قراءة 945 مرات آخر تعديل على الإثنين, 24 شباط/فبراير 2020 13:57

أضف تعليق


كود امني
تحديث