قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 21 شباط/فبراير 2020 10:52

الفكرة والوثن

كتبه  الدكتورة ليلي محمد بلخير
قيم الموضوع
(0 أصوات)

خرج شعب الجزائري إلى الشارع للتعبير السلمي عن إرادة شعبية، تنشد التغيير و بناء جزائر جديدة فيها قيم العدالة و المواطنة و الحرية و الانسانية، و يرغب بعضهم لسوء نيته أو لقلة خبرته، في إ بعاد الحراك عن أي وسم  للدين، و لكن هذا لا يمكن بأي حال افراغه من محتواه العقدي، لأن غياب الفكرة يعلي من الوثن و يجعل الصور السلبية التي كانت السبب في الثورة تعود بكل الأشكال، ما هي الأسباب المؤججة لمشاعر الغضب عند كل فئات الشعب؟ هو سيادة منظومة الغش و الزيف و هيمنتها على مناحي الحياة الطابع التراكمي للفساد و الانتشار الصفيق لمعالمه، ولد انهيار الثقة بين الشعب و النظام، الأمر الذي صنع الانهيار الكبير و التدفق البشري خارج المنظومة، في ملحمة فريدة من نوعها و أعظم من كل الملحمات في العالم برمته، لا يمكن أن يكون الدين بمعزل عن يقظة الشعب بل هي من صنعه و تحت رايته.

عندما نعود أدراجنا لنتـأمل حادثة المطرقة، نجد صورتين بارزتين، صورة الطالب (السفيه) وهو في كامل قواه العقلية، يحطم رأس من يحمل العلم و الحصانة و يسكته بطرقة قاضية، و هي مأساة تعبر عن جيل الميوعة و التوحش و تشظي القيم؟ لأنّ الوثن تطاول على الفكرة و تصدر المركز و صال و جال في كل الأرجاء من المدرسة إلى الجامعة و من السوق إلى المستشفى و في التلفزيون و الصحف و في البيت و الشارع، و هكذا يحضر الوثن عندما تبتعد الفكرة الأصيلة، الوثن مثل الجراد يأكل الأخضر و اليابس و الخبيث و الطيب، إلا الأوفياء للفكرة الأصلية، لأن صراعهم مع الجراد سنة و ثباتهم من أعظم السنن، و مرة أخرى تعود المطرقة في يد مجنون يحطم تمثال عين الفوارة هذا الأخير الذي تحول من صنميته الجامدة و تحفز للجعجعة بلا طحين، و كان له حق الحماية و حق السفور و حق البقاء، و كان لصوته (رغم أنه من رخام ) دويا كبيرا، قال مالك بن نبي -رحمه الله “هذا هوالمظهر الجديد للمشكلة حين أخلت الفكرة مكانها للوثن ” مشكلة الأفكار ص 101، و من المؤكد أن فعل المطرقة المتكرر سواء من عاقل على مجانين، أو من مجنون على عقلاء، يعد في هذا الزمن لغة جديدة معترف بها لا يحق أن نتنكر لها لجهلنا بها، فعل المطرقة المتواصل يعري ضعف و هشاشة ما نحمل من أفكار و قيم من جهة، و يلفت النظر لوقاحة و توحش العري المستبد في كل مكان.

إننا في زمن يحتفل بالوثن و يعلى من مقامه، و تهمش الفكرة الأصل، تؤرشف في ملفات صقيلة للمناسبات الدينية و الوطنية، أو تحنط لتودع في المتحف، و من أجل ذلك نهضت ألف مطرقة و مطرقة تساهم في تهشيم معالم الحضارة هنا وهناك، و بلا صوت أو نقطة دم كالقتل بالإهمال و النسيان، كيف لجامع بعث الربيع الأخضر لجزائر العلم و الإيمان أن تنتزع جدرانه و تتعرى أركانه؟ من لجامع جمع أمة تحت ظلاله تربية و سجودا أن يصير قبرا و مناحة على طلل تليد؟ و يا حزني على قلعة بني حماد، أيقونة الحضنة تتآكل و تذوب تنتظر الموت الرحيم، و هي شامخة عصماء. و تكبر المأساة بتركيز سياسة التجهيل، و غياب المعنى من طلب العلم و التعمية و التدليس، من سقوط الطائرة إلى سقوط كلّ أشكال الوثن. لا بد من حماية المنجز الأصيل من الحراك الشعبي، يقولون لا للتأطير الديني و يجعلونها ذريعة لإبعاد الفكرة و احتضان الوثن.

الرابط : https://elbassair.org/4921/

قراءة 845 مرات آخر تعديل على الخميس, 27 شباط/فبراير 2020 09:58

أضف تعليق


كود امني
تحديث