قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 20 نيسان/أبريل 2021 15:41

يريدون لنا أن نيأس

كتبه  الأستاذ عبد العزيز كحيل
قيم الموضوع
(0 أصوات)
هذا هو السرّ الكامن خلف تكالب الأنظمة العربية غير الشرعية على الحرية و الديمقراطية والمشروع الإسلامي، هذا سرّ الإمعان في التراجع و التردي على جميع مستويات الحياة السياسية و الثقافية حتى تجاوزوا بنا الرداءة إلى التفاهة، يريدون أن يعمّ الإحباط و يتلاشى الأمل في الإصلاح و التغيير و تموت في النفوس بذرة الإرادة الحرّة و " تتوب " الأمة من التفكير في حياة أفضل و إزاحة الحكام المتسلطين، إنهم يمعنون في الظلم و الفساد و الطغيان ليصلوا بالجماهير إلى درجة تمنّي عودة أنظمة ما قبل الربيع العربي أي اليأس من كلّ أشكال التغيير الإيجابي و الاستسلام النهائي لحالة التواري عن المشهد السياسي و ساحة العمل و الرضوخ لإملاءات البقاء على قيد الحياة على حساب المبادئ بل و على حساب مقتضيات الكرامة الانسانية.
 
هذا هو المخطط الجهنمي الذي تنفّذه الأنظمة العلمانية العربية من موريتانيا إلى الخليج العربي مرورا بالجزائر و تونس و الشام و غيرها من البلاد التي أرهقتها الانقلابات العسكرية و الانتخابات المزوّرة و الأسَر الحاكمة رغم أنف الشعوب، و يبدو أن مصر قد حظيت بدور الريادة في مشروع إنهاك الأمة و سدّ الطريق في وجه أشواق الحرية، و ما أحكام الإعدام في حقّ من نجوا من التقتيل الجماعي في الميادين إلا دليل ذلك، و أريد ان أذكّر الأحرار الذين تكاد قلوبهم تنفجر من هول الظلم الذي يحيط بالعلماء و الدعاة و المصلحين و الشباب البريء في أرض الكنانة أن هذا الباطل – على مرارته و حجمه و قسوته – ضريبة لازمة في طريق الحرية و الكرامة، و العاقبة دائما للمتقين، و سترغم أنوف الطغاة المتسلطين و حواشيهم من علماء الباطل و غلاة العلمانيين الذين يبشرون بالديمقراطية كمعبود من دون الله فإذا جاءت في غير صالحهم انقلبوا عليها و انحازوا جهارا إلى الجنرالات و دباباتهم.
 
 لقد قتلوا عمر بن الخطاب على يد رجل مجوسي مبغض للإسلام، فمات المشروع المجوسي و بقي الاسلام، و قتلوا علي بن أبي طالب على يد " مسلم " يتقرّب إلى الله  - بسبب غلوّه الديني الذي أقسى قلبه و أغلق عقله كما هو شأن المتطرفين دائما – بدماء الصالحين، و لم يمت معه الاسلام، و تمادى الزمن و اغتال القصر الملكي الإمام الشهيد حسن البنا و حلّ جماعة الإخوان لمشاركتها في حرب فلسطين، فذهبت الملكية و رجعت الجماعة سالمة معافاة، و نكّل النظام الانقلابي الناصري بالمسلمين – و على رأسهم الإخوان – تنكيلا قرّت به أعين الصهاينة و الأوساط الاستعمارية، و قتل سيّد قطب، و ظنّ أعداء الاسلام أن امر هذا الدين قد انتهى، فذهب عبد الناصر مكللا بعار الهزيمة و عاد المشروع الاسلامي بكلّ قوّة، أفلا يعتبر الطغاة المجرمون ؟ أجل، التاريخ أحسن معلم و لكن الظالمين أسوأ التلاميذ دائما.
 
و في الحقيقة لا يعنيني أمرهم و لكن أريد ان أذكّر المظلومين و الجماهير المؤمنة التي يراودها اليأس بسبب ما ترى من تغلّب  الأشرار في البلاد و فتكهم بأصحاب الحقوق و بالأبرياء و كيف يجمعهم حلف شيطاني  مع القوى المناوئة للإسلام و للحرية و الديمقراطية، و كيف علوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد بمباركة الصهاينة و السذّج من الشباب المنخدع بالوهابية الحكومية، و إنما هذه هي سنة الله في حركات التحرير و التغيير على منهج النبوّة، سنة الابتلاء – التي يعرفها الربانيون من دعاة و علماء و سياسيين و مصلحين – تزكي النفوس و تنقّي الصفوف وتعطي المؤهلات لجيل النصر المنشود الذي لا ينخدع بعلّوّ الطواغيت و الفاسدين في الأرض حينا من الدهر، فسيلحقون بأسلافهم تلاحقهم لعنات أهل الأرض و السماء، و قد ذاق الأحرار في شتى أنحاء الأرض و عبر العصور – و في مقدمتهم الدعاة إلى الله على بصيرة – بعض ما يذوقه جيلنا هذا من أنواع التعذيب و التنكيل حتى ظنّ بعضهم أن التاريخ قد انتهى عند تغلّب المستبدين الفاسدين و أن طريق التحرّر قد سُدّ نهائيا لكن التضحيات تؤتي ثمارها فتدور الأيام دورتها و ترتفع راية الحق و يطوي التاريخ صفحة الطغيان، فهذا أوان الصبر و المصابرة و المرابطة و استحضار تجارب الربانيّين و الأحرار و الثبات في وجه الباطل المتعجرف و احتساب البلاء النازل عند الله و العمل على رفعه و تجاوزه و ملء القلوب بالثقة مهما ادلهمت الخطوب و انتظار الفرج المحتوم، فدماء الشباب الذين أعدموهم لن تذهب سدى  و لا مِحنُ أصحاب الإيمان، ذلك أن الله تعالى يبارك الدماء البريئة و يفتح أبواب السماء لدعوات السَحَر، و يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، فلا يجوز أن يترك السالكون لطريق الاسلام و الحرية و الكرامة مدخلا قد يتسلّل منه اليأس، فلن ينعم الانقلابيون وا لجنرالات و النُخَب العلمانية المتطرفة طويلا بالزهوّ الذي يخدعهم، بل هم حتما إلى زوال قريب، و لن ينهزم أصحاب القرآن، و غاية ما ينالهم ضريبةُ التضحية التي يدفعها الصناديد لمراغمة الظالمين المتسلطين و زلزلة عروشهم.
 
و إن أولى الناس بالالتفات لهذه المعاني و فقهها  أولئك الشباب المنقادون بغير وعي للوهابية، الذين يتركون يقين أنفسهم لظنّ شيوخهم الذين رمتهم السطحية و أمراض القلوب في أحصان الاستبداد المتحالف مع العلمانية المتطرفة و الكنيسة المبغضة للإسلام،  فماذا عساهم أن يفعلوا عندما يزول السيسي و السبسي  و بشار و أبناء زايد و ياسر برهامي و أمثالهم؟
يريدون لنا أن نيأس و ننسحب من ساحة التدافع و مغالبة الطغاة لكن ذلك لن يحدث ما دمنا نتلو كتاب ربنا و نقتفي أثر نبينا و نطالع سير الأحرار و نرى بأعيننا اشتياق الجماهير العربية للحرية.
 
أذكّر بان الشهيد سيد قطب قد عرضوا عليه أن يطلب العفو من الطاغية المستبدّ لينجو من حبل المشنقة فاختار الحبل على أن يكتب بسباته التي ترتفع بتوحيد الله كلمةً يسترحم بها الطاغية، كما ان الريس محمد مرسي عرضوا عليه الاستقالة ليكون في مأنى عن أيّ متابعة فرفض أن يخون منتخبيه و قال " دونها الرقاب "، و قد كان الامام  المودودي يخطب مرة في حشد جماهيري فأطلق عليه احدهم الرصاص فأخطأه فصمّم على متابعة خطابه فاقترحوا عليه الجلوس على كرسي لتفادي اعتداء آخر محتمل فقال لهم " و من يبقى قائما إذا جلست انا " ... هؤلاء هم قدوات المؤمنين على طريق الأمل و التفاؤل و الثبات حتى النصر.
قراءة 621 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 01 شباط/فبراير 2022 19:36

أضف تعليق


كود امني
تحديث