قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 27 أيار 2015 18:19

كيف نتعامل مع عصبيتنا وغضبنا ؟

كتبه  د.جاسم المطوع
قيم الموضوع
(0 أصوات)

دخل علي يشتكي من زوجته و بدأ حديثه معي بقوله : أنا عصبي و سريع الغضب و زوجتي لا تفهمني و لا تحسن التعامل معي، ثم بدأ يشرح لي قصة حياته من يوم زواجه إلى لحظة عرض المشكلة الأسرية علي، فسألته في ختام حديثه : كيف تريدني أن أساعدك ؟ قال : أن تكلم زوجتي لتحسن معاملتي وقت الغضب.

قلت له : حسنا و لكن هل تسمح لي أن أكلمك أولا ؟ فرد علي : نعم تفضل، قلت له : عندما تصف نفسك بأنك عصبي و سريع الغضب فكأنك تحكم على هذه الصفة بأنها لازمة لك و لا تستطيع التخلص منها، و كلامك هذا خطأ لأن السلوك صفة مكتسبة للإنسان، و بيدك أن تتخلص من أي سلوك لو أردت.

دعني أشرح لك أمرا مهما عن الغضب، إن في الإنسان خمسة مشاعر أساسية تتفرع منها مشاعر ثانوية و الخمسة هي : (الغضب و الحزن و الخوف و الفرح و الحب)، و كلها مشاعر يحتاجها الإنسان و كل شعور له جانب سلبي و إيجابي، و منها الغضب فعندما تقول لي أنا عصبي فإنك تصف مشاعر الغضب بأنها سلبية دائما و بإمكانك أن تجعل غضبك إيجابيا فتستفيد منه.

فنظر إلي مستغربا و قال : كيف ذلك ؟ قلت له : فعندما تتعرض لتهديد أو سرقة أو عدوان لا قدر الله أو تنتهك حرمة الله ففي هذه الحالات يكون غضبك إيجابيا، أما عندما  تغضب على زوجتك و أبنائك كل يوم حتى صاروا يهربون منك، و من الجلوس معك أو الحديث إليك كما ذكرت فهذا هو الغضب السلبي، عليك أن تنتبه لنفسك و تتعلم حسن إدارة مشاعرك.

حاول .. و تدرب أن تسيطر على عصبيتك من خلال ضبطها، فإذا شعرت بالغضب السلبي غير جلستك أو قم فتوضأ وصلِّ ركعتين أو غير مكانك حتى تهدأ نفسك، و لا تقل هذا طبعي و أنا عصبي أو الطبع يغلب التطبع فهذه العبارة صحيحة لمن لا يسعى لتغيير طبعه، و كذلك هي صحيحة في عالم الحيوان و ليس في عالم الإنسان، فأنت لديك إرادة و عقل تستطيع أن تميز و تحكم على الأشياء و تعرف ما يضرك و ما ينفعك، كما لديك القدرة على تغيير سلوكك و طبعك و لو تجاوز عمرك السبعين عاما.

ثم دعني أخبرك شيئا مهمّاً، هل تعلم أن الغضب هو الأصل لمشاعر ثانوية أخرى تخرج منه ! فالغضب ينبثق منه الكراهية و الشعور بالمرارة و الاستياء و الغيرة الشديدة و الاشمئزاز و العنف بل و حتى الحسد لا يخرج إلا من النفوس الغاضبة، و لهذا كرر رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم ثلاث مرات ناصحا أحد الصحابة بقوله : لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب. فهذا منهج عظيم في إدارة المشاعر، فالغضب هو أساس الأمراض الصحية و هو كذلك أساس الخسارة في العلاقات الاجتماعية و كراهية الناس لك و بعدهم عنك.

قال : و الله كأنك تعيش معي و أنت تتكلم هذا الكلام، ثم نظر إلي و قال : أنا قررت أن أضبط سلوكي و أحسن إدارة مشاعر الغضب عندي، و لكن هل يعني ذلك أنك لن تكلم زوجتي ؟ قلت له : إن شئت أن أكلمها فلا مانع لدي، و لكني أرى المشكلة فيك و ليست في زوجتك، فما رأيك أن تذهب الآن لتعمل بما ذكرته لك و نسمع أخبارك بعد شهر ثم تقرر إذا كنت تريدني أن أكلم زوجتك أم لا ؟

 فاتفقنا و ذهب ثم عاد بعد شهر و قال : شكرا لك،  و لاداعي لحديثك  مع زوجتي، فابتسمت و قلت له و كيف حالك الآن ؟ قال : خلال الشهر عشت الآية الكريمة (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، قلت له مازحا : و الآن أنصحك أن تؤسس جمعية (لا للغضب ) الخيرية، فضحك و ضحكت.

إن الغضب جمرة من الشيطان و نحن بحاجة لأن نتعلم كيف ندير مشاعرنا و نتحكم بها من خلال التربية البيتية و التعليم المدرسي و التدريب الوظيفي و التوعية الإعلامية و المنابر الوعظية، حتى نعيش متوازنين نفسيا و سعداء اجتماعيا و سلوكيا.

http://www.drjasem.com/articalDetailesView.aspx?id=48

قراءة 1726 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 آذار/مارس 2017 12:10

أضف تعليق


كود امني
تحديث