قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 15 نيسان/أبريل 2015 08:35

الحرية كما يراها العلامة ابن باديس

كتبه  الأستاذ عبد القادر قلاتي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

عند الحديث عن أي خطاب فكري وجب البحث عن أهم الأدوات التي ترفد هذا الخطاب و تحصنه بما يمكنه من تحصيل الخصوصية و الذاتية التي تجعله ينتمي إلى مجاله التداولي الحقيقي، و إذا كنا سنتحدث عن خطاب الحرية المنجز في متن حركة الإصلاح الحديثة في العالم الإسلامي، و عند شخصية متميزة في هذه المدرسة و نعني بها علامة الجزائر الكبير الشيخ عبدالحميد بن باديس ؛ فإننا سنستند إلى الرؤية الدينية/الإسلامية و يكون حديثنا عن مفهوم ناجز و أصيل في بنية هذه الرؤية، و لا يعنينا النظر في مفهوم الحرية و خطابها الفلسفي في المجال التداولي الغربي؛ لما يشكله هذا المفهوم من جدل واسع داخل هذا المجال التداولي؛ و هو ما لا يعنينا كثيرا. ربما لم يقرا أي خطاب فكري – إيديولوجي أو معرفي- الواقع السياسي و الديني في العالم الإسلامي قراءة موضوعية نقدية و تحليلية كما قراه خطاب الإصلاح. لقد أمدنا هذا الخطاب بمجموعة من الآليات الفاعلة كانت دوما دافعة لليقظة الروحية و الفكرية التي صاحبت عملية النهوض الحضاري. و الحق أن الذي دفعني للكتابة حول موضوع الحرية في فكر الشيخ عبدالحميد ابن باديس نص استدل به الدكتور محمد سليم العوا في كتاب حواري جمعه بالدكتور برهان غليون و هو كتاب”النظام السياسي في الإسلام”، و النص يقول: “فحق كل إنسان في الحرية كحقه في الحياة، و مقدار ما عنده من حياة هو مقدار ما عنده من حرية. و المعتدي عليه في شيء من حريته كالمعتدي عليه في شيء من حياته، و ما أرسل الله الرسل و ما شرع لهم الشرع إلا ليحيوا أحرارا، و ليعرفوا كيف يأخذون بأسباب الحياة و الحرية…و ما انتشر الإسلام في الأمم إلا لما شاهدت فيه من تعظيم للحياة و الحرية و محافظة عليهما و تسوية بين الناس فيهما مما لم تعرفه الأمم من قبل لا من ملوكها و لا أحبارها و رهبانها”. و النص في الواقع ليس غريبا عني فقد قرأته مرارا فيما قرأت من نصوص الشيخ التاسيسة لحركة الإصلاح في الجزائر، إلا أنني وجدتني اكتشفه لأول مرة لقوته و شموله، و وقفت مليا عند هذا النص المتقدم جدا بالقياس لمجمل الفكر الإصلاحي، و أدهشتني قدرة الشيخ على الوصول إلى ابعد نقطة في مفهوم الحرية، و هذا ما دفعني إلى الرجوع لبعض نصوص الشيخ التي تعطي مفهوم الحرية تفسيرا يتجاوز المألوف من كتابات الأدب الديني؛ الذي غالبا ما ينحصر في حدود اللغة، أو التفسيرات المأثورة. و الشيخ في هذا النص يجعل الحرية موازية للحياة كما يجعلها الوظيفة الأساس للرسالات السماوية، ثم يذهب بعيدا ليجعل الحرية هي الرسالة الحقيقية في انتشار و قبول الإسلام عند الشعوب و الأمم التي وصلها. لقد وفق الشيخ أيما توفيق عندما رسم أهم المحاور التي تحصر مفهوم الحرية و تجعلها قاعدة لمسار و تاريخ الإنسان، فإذا جعلنا الحرية موازية للحياة أو هي نفسها، رأينا كيف أن الإسلام جعل الحرية أصل من أصوله الثابتة فالحرية قدر الإنسان الذي ميزه عن بقية المخلوقات. و النضال من أجل الحرية ليس حقا بل واجب يثاب على فعله و يعاقب على تركه. تماما كما أن تفريط الإنسان في حياته يعاقب عليه لما للحياة من قدسية و قيمة في الإسلام. و هذا ما عبر عنه القرآن الكريم عن كون الحرية أصل من أصول الإسلام و ذلك في وصف النبي – صلى الله عليه و سلم- و وصف أصحابه: “الَذين يتبِعون الرسول النبِي الأمي الَذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة و الإنجيلِ يأمرهم بِالمعروف و ينهاهم عن المنكر و يحل لهم الطيِبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إِصرهم و الأغلال الَتي كانت عليهم” الأعراف: 157. فالرسول – صلى الله عليه و سلم – جاء ليحرر الإنسانية من القيود و الأغلال، و من كل أسر يمارس على حرية الإنسان. و نص الشيخ في هذا يؤسس فيما يؤسس له من قواعد الحرية. لحرية الرأي و سائر الحريات؛ لان حرية الرأي هي المعادل الحقيقي لمعنى الحياة فمن كان فاقدا لهذه القيمة؛ كان بالضرورة فاقدا للحياة، و هذا تماما ما كان الخليفة الراشد عمر ابن الخطاب يعبر عنه لما قال قولته الشهيرة: “متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا”. فهذا الحق ليس من الحقوق المباحة التي مكن الإسلام المسلم منها بل واجب في حقه إذا قصر في تحصيله، أو كما يقول الدكتور عبدالمجيد النجار: “و لكثرة ما جاء فيها- أي حرية الرأي – من طلب مشدد يمكن أن نعتبرها ترتقي في سلم المقاصد الشرعية إلى درجة الضرورة. فهي مقصد ضروري من مقاصد الشريعة.” و من النصوص القرآنية الأكثر دلالة على الحض في التمسك بحق حرية الرأي بل و السعي في طلبه قوله تعالى: “إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم و ساءت مصيرا”النساء:97 و هذا فيه معنى الرفض المطلق لمنطق الاستضعاف و الاستذلال الذي يفرضه قانون الظلم و الظالمين، فإذا فقد المسلم حريته في بلده و بين أهله نتيجة هذا الظلم، فان الهجرة إلى حيث تتوفر هذه الحرية واجبة في حقه؛ لأنه سوف يسترجع حياته التي فقدها في بلده؛ لان الحرية هي الحياة كما يرى الشيخ ابن باديس. إذا وقفنا أمام مسار تاريخ الرسالات السماوية وجدنا أن دعوة الرسل و الأنبياء جميعا كانت تنشد الحرية و تجعلها عنوانا لمنطق العبودية. و إذا كانت دعوات الرسل تركز – فيما تركز عليه – على عبودية الله وحده و جعلها المسالة المركزية التي تحدث المفاصلة بين العدل و الاستبداد، فان هذه المفاصلة لا تتم إلا بالحرية و هو ما عبر عنه الشيخ بقوله: “و ما أرسل الله الرسل و ما شرع لهم الشرع إلا ليحيوا أحرارا، و ليعرفوا كيف يأخذون بأسباب الحياة و الحرية”. إن الذي جعل ابن باديس يعبر عن الحرية بأنها رسالة الإسلام الحقيقية التي جعلت له القبول عند الأمم و الشعوب التي وصلها؛ ما قراه في نصوصه التأسيسية التي تبرز رؤية الإسلام لجدلية العلاقة الفطرية بين الإنسان و الحرية التي فطره الله عليها. فقد اتفق جميع علماء الإسلام أن الحرية و العقل هما مناط المسؤولية و التكليف، فلا مساءلة و لا تكليف لمن لا حرية أو لا عقل له، و هذا يضع مفهوم الحرية و أهميتها في مكانة واحدة مع العقل، الذي هو محل تكريم الإنسان و سمو مكانته. فالإنسان في الإسلام؛ هو مستخلف في الأرض من قبل الله – عز و جل- و هذا الاستخلاف مشروط بتوفر العقل و الحرية قال الله تعالى: “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت”؛ أي ما اكتسبته بقدرتها – وسعها- و مشيئتها، و بعد توفر القدرة على التمييز و الاختيار: “فمَن شاء فليؤمن و مَن شاء فليكفر”. و بهذا المعيار العادل يُسأل الإنسان عن اختياراته و يحاسب عليها. بهذا جعل الإسلام الحرية أصل من أصوله الثابتة، و ليس هناك من نظام معرفي في تاريخ البشرية أعطى الإنسان نطاقا أوسع و أعدل مما منحه الإسلام من حرية، و ليس أدل على ذلك ما قرره الإسلام من منطق التسامح في أهم مبدأ من مبادئه، إذ أعطى للإنسان حرية كاملة في المعتقد الديني، و نهى عن منطق الإكراه في الدين، فقال تعالى: “لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي” البقرة: 256. و قال سبحانه: “لكم دينكم و لي دين” الكافرون: 6. كما قال -عز و جل- مخاطبا نبيه -عليه الصلاة و السلام-: “أفَأنت تكرِه النّاس حتّى يكونوا مؤمنين” ثم قوله: “فَذَكّر إنّما أَنت مذَكّر لست عليهم بِمصيطِرٍ” الغاشية: 21،22 لقد حقق الإسلام الحرية الكاملة للإنسان عندما ساوى بين البشر جميعا، و أمرهم بالخضوع لله وحده، و ليس لبعضهم البعض، فالله وحده المستحق بالعبادة، و الناس متساوون بعبوديتهم له. هذه وقفة بسيطة أمام نص مهم و متقدم في الطرح يظهر بوضوح أن المتن الإصلاحي في مجمل إنتاجه التنظيري؛ اقدر على فهم الإسلام و توضيح مفاهيمه و رؤاه بعمق منهجي و معرفي؛ و ذلك باستلهامه لمنهجية القرآن المعرفية من حيث القول و الفعل. و هذا ما لا نراه أو نلمسه عند التيارات الإحيائية التي تملأ الساحة الثقافية و الفكرية في العالم الإسلامي. و تقف أمام المسائل الكبرى للإنسان و المجتمع و الدولة برؤية سطحية تفتقد لهذا العمق المنهجي الذي يطبع المتن الإصلاحي في عمومه. و الله من وراء القصد.

المصدر موقع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

جريدة البصائر لسان حال جمعية العلماء الجزائريين.

الرابط:

http://www.oulama.dz/?p=1205

قراءة 2577 مرات آخر تعديل على الخميس, 09 تموز/يوليو 2015 17:04

أضف تعليق


كود امني
تحديث