يقول المتنبي (عيد بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد)
يزورنا كل عام ضيف لطيف يحل علينا، فيكون حلوله جائزة على عبادة أما صيام أو حج.
و لكن العيد هذه السنة له طابع خاص، ممزوج بالغصة و المرارة و الشجن و الحزن و الألم، بلاد الرافدين تتحسر، بلاد النيل تتألم، و بلاد الشام تئن... أي عيد هذا و هذه حال الأمة ّ؟!
مهما يكن فمظاهر العيد يجب أن تتجلى، و إن ألبست لباس الحسرة من زيارات الأهل و صلة الأرحام، و لهو الصغار و مرحهم يبدأ اليوم عادة بصلاة العيد في كل البلاد العربية و الإسلامية، و من ثم زيارة الأهل و الأقارب و يبدأ الأطفال بتلقي العيدية و هي مبالغ رمزية صغيرة، و يتناول الجميع الحلويات الشرقية بأنواعها، مثل: كعك العيد أو ما يسميه المصريون (الكحك) و في ثاني و ثالث أيام العيد يفضل الناس، أما التنزه خارج المنزل أو السفر حتى بداية العودة للمدارس و الجامعات، و ذلك بعد انتهاء العطلة.
و هناك على الطرف الأخر فقراء في البلد نفسه لا يعرفون للعيد طعما، فهلا مددنا لهم يد العون و المساندة، و هناك من جربوا مرارة الفقد، و وجع غياب الأحباب، فهلا دعونا لموتانا و موتى المسلمين في كل مكان من بقاع الأرض.
أيها العيد سلاما و تحية لك مني و حبا و شوقا يملآ حنايا الضلوع، ها نحن نودع رمضان بمقل تملؤها الدموع، أيها العيد أقبل و لا ترحل، أيها الفارس تجمل و أبدا لا تترجل، رمضان هل لك من كرة أو رجوع؟
هلم إلينا بالفرج و الفرح، يا عيد أقبل ببسمة مع كل يوم جديد.
و عيد المسلمين يتميز عن أعياد شعوب الأرض قاطبة أنه مكافئة من الله عز و جل على الطاعة، و فرصة لإكمال الطاعات و التكافل الاجتماعي و هاه و الشاعر محمد الأسمر يقول:
هو العيد فلتصفُ النفوس به *** و بذلك الخير فيه خير ما صنعا
أيامه موسم للبر تزرعه *** و عند ربي يخبي المرء ما زرعا
فتعهدوا الناس فيه: من أضر به *** ريب الزمان و من كانوا لكم تبعا
وبددوا عن ذوي القربى شجونهم *** دعــا الإله لهذا و الرسول معا
و اسوا البرايا و كونوا في دياجرهم *** بــدراً رآه ظلام الليل فانقشعا
و هذا الشاعر محمد بن سعد المشعان إذ يقول:
و العيد أقبل مـزهوًا بطلعته *** كأنه فارس في حلة رفـلا
و المسلمون أشاعوا فيه فرحتهم *** كما أشاعوا التحايا فيه و القبلا
فليهنأ الصائم المنهي تعـبده *** بمقدم العيد إن الصوم قد كملا
أما عن ماذا يقال عند التهنئة بحلول العيد، من هنأ أخاه في العيدين بقوله: (تقبل الله منا و منكم) و نحوها، هذا ما ورد عن سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى، فلنشيعن السلام و المحبة في كل مكان، و لنر العالم بأسره جمال ديننا الحنيف الذي هو عصمة أمرنا و لنرفه عن أنفسنا بمتع بريئة، و لا ننس إخوانا لنا في الدين، قد أرهقتهم المعاناة و أتعبهم الألم، و أثقلت كواهلهم الحروب، تلهج ألسنتنا لهم بالنصر و التمكين ول أمة الإسلام بالأمن و الأمان و السعادة.
http://www.lahaonline.com/articles/view/43750.htm