شهد آخر إجتماع لمجموعة بريكس عن بعد إنقسام حول قضية فلسطين و هذا الإنقسام ليس مدعاة للدهشة، فالهند مثلا مع قيادتها الحالية من أشد أعداء الحل السليم في فلسطين و هم حتي و إن توافقوا فهم سيتفقون علي حل هلامي إقترحه مجلس الأمن و علي رأسه الإدارة الأمريكية و تبنوا نهج المماطلة في التعاطي معه إلي حين تم تمييعه لأقصي حد و أصبح حلا سوريالي لا يتماشي و الواقع علي الأرض.
نحن مرة أخري كمسلمين ملزمين بفرض حلنا نحن بدون أدني تنازل منا...ففكرة التعايش بين الفلسطينيين و الصهاينة فكرة غير واقعية بإقرار من الفيلسوف الألماني إيمانويل كانت و راجعوا ما قاله عن إستحالة التعايش بين الضحية و جلادها.
فلا حل سوي النهوض الجماعي لأمة الإسلام و الملفت للإنتباه أن دول مثل تركيا، ماليزيا، أندونيسيا، نيجيريا إيران تحمل بين طياتها بذور النهضة و الوعي الحضاري بينما العالم العربي متخلف عن الركب، يا تري لماذا ؟
لا ندري الأسباب تحديدا إلي حد الآن، لأنه يمتلك كل اسباب النهوض لكن لا شيء يلوح في الأفق سوي التباكي علي واقع مر.
إن لم نفكر بضمير نحن المسلمين و إكتفينا بضمير الأنا الفردي الضيق سنظل نراوح مكاننا، فالنهضة تستدعي مراجعة جدية لحصيلة ما نحن فيه منذ قرن و نصف، فالإستقلال الصوري لنظام التجزئة العربي لم يجلب لنا إلا مزيد من الفساد و الإستبداد، إنسحب الإحتلال المباشر و عوضه فساد طبقة حاكمة فتتت النحن المسلم لفائدة أنانية و نرجسية الأنا....
لن تحرر فلسطين بالأمنيات بل بالأفعال و فجر الوعي لا يزال بزوغه بطيء بمقتضي دنيوية مسلمي هذا الزمان....