قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 08 نيسان/أبريل 2017 17:16

شجرة طوبي مشهد حلقة 8

كتبه  عفاف عنيبة

قاربت الساعة صلاة الظهر أي الثانية عشر و نصف، أخذتنا درجات السلم إلي مكان مضيء بمرايا مزخرفة علي الأطراف، جمع غفير من الضيوف و الرسميين، و العجيب انني لم أجد فوضي، كل واحد يتقدم ينزع حذاءه، يضعه في مكان خاص و يأخذ رقمه، درجات سلم أخري ترتفع بنا عن مستوي الأرض بنصف متر، كنا نتقدم منتظمين و ببطيء.

لم أعرف ماذا أري و قدماي تغوصان في السجاد الإيراني الفاخر ؟ إنتابني إحساس بالهيبة، فعلي يميننا و في أقصي القاعة شباك كبير يظهر خلفه الضريح بألوان الخضرة المريحة.

تشكلا سريعا طابوران منفصلان واحد للرجال و الآخر للنساء و كان قضيب حديدي لامع من كلا الجهتين يفصل ما بينهما.

إنزويت في مكان، سأتأخر لأستطيع أن أدعو بالرحمة لصاحب الضريح علي راحتي.

أسندت ظهري لحائط و جلست. يعجز اللسان علي وصف الموقف و المكان. أينما قلبت عيناي تقابلني الروعة، كل شيء يستغرقك، المرايا و الثريا و السجاد و الفضة المنقوشة و رائحة البخور التي تعطر الأجواء، الصمت المهيب، البلاط المزخرف، يا إلهي كأن الأنامل التي أبدعت كل هذا ليست بشرية ؟؟؟

كنت أملأ عيناي بهذا الجمال الذي يجعلك مذهولا مبهورا، جمال يفوق كل وصف و بهاء لا يرسمه خيالك.

في لحظة فارقة، سألتني أمال :

-ألا تصلين عفاف ؟ فقد رفع آذان الظهر ؟

-فأبتسمت لها :

-لا.

إنتظمت النساء خلف صفوف الرجال و قاد الإمام الصلاة و هو أحد كبار رجال الدين ممن حضروا حفل الإفتتاح . الصلاة في حضرة قبر لا تجوز و هذا ما إلتزمت به في كل مرة أزور فيها إيران. تابعت أداءهم للصلاة و التي لا تختلف عن صلاتنا إلا بوضع حجرة نظيفة تحت الجبهة و عند فراغهم منها و بدءهم في التسبيح، نهضت و تقدمت إلي الضريح.

كان المنفذ إليه في تلك اللحظة قليل الإزدحام، يا إلهي ؟ كانت عيناي لا تفارقان الضريح من الجهة الأخري، كيف أعبر عن الألم و الحسرة، إنني في حضرة أحد أحفاد سيدة العالمين و بضعة رسول الله صلي الله عليه و علي آله و صحبه، فاطمة الزهراء رضوان الله عليها. هذا الحفيد الذي أبلي البلاء الحسن طوال حياته صبر و أحتسب و جاهد و إجتهد، جده الرسول الأعظم عليه صلوات الله و سلامه الرسول الكريم الذي بذل ما بذل و لم يبخل علي أحد، ها أن أمته اليوم تعيش في أسفل السافلين، تقاتل و تباغض و تناحر و فرقة و تشتت و تخلف و غرور و أنانية. عوض أن نستحي من الله عز و جل ها أن ذكرنا يأتي دائما مرفوقا بأرذل الصفات و اخبثها.

يتلعثم اللسان و يتملكك حزن عميق، لملمت شتات الخواطر التي إستبدت بي و رفعت يداي داعية الله بالرحمة و الفردوس الأعلي للإمام الرضا إلي جنب جده السراج المنير و جميع أنبياء الله و رسله عليهم أفضل الصلاة و السلام، و أنا ادعو دمعت عيناي لاإراديا، كانت لحظات مؤثرة، لا تنمحي من الذاكرة.

ثم عدت للجلوس، محدقة في الديكور حولي، لا أمل من النظر.

-عفاف حان وقت الغداء و علينا بالتوجه إلي المطعم، قالت لي أختنا منال.

كيف أفارق مكانا سبحت لساعة كاملة بين دفات الجمال فيه ؟ أكثر المشاهد التي إحتفظت بها في ذاكرتي مشهد تدفق الزوار الذي لا ينقطع، نساءا و رجالا شيوخا و أطفالا كلهم يتقدمون بخطي ثابتة وئيدة بإنضباط يقفون أمام الضريح كثيرون منهم يمررون أيديهم علي تحفة الشباك الخشبي المرصع بنقش ساحر، فالتبرك عادة متأصلة في النفوس و إن كنت أعارضها بالشكل الذي شاهدته. سيل بشري مستمر علي مدار العام، و أنا أغادر شعرت بإحساس عميق بالسكون الممزوج بالأسي.

يصعب علي المرء أن يغربل ما يعتريه و هو في هذا المكان مقابل الضريح الكريم، إلا أنني حملت معي إلي بلدي الجزائر شعور غارق في السكينة. فقد تعمق لدي إحساس الفناء، فناء كل شيء إلا وجه الله الكريم. 

قراءة 1985 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 24 تشرين1/أكتوير 2017 17:02

أضف تعليق


كود امني
تحديث