قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 11 شباط/فبراير 2020 15:36

لماذا يسود الجفاف علاقة الزوج بالزوجة المسلمين ؟

كتبه  عفاف عنيبة

 

 

34dabdbc16b5fb5036d5609da9641806e1fb250bd1013b75e730669a482c35a7

 

في يوم ما كنت جالسة في مطار من مطارات العالم و فجأة من غير إرادة مني شهدت وداع زوج لزوجته و كانا غربيان، في لحظتها شعرت بحجم مشاعر الزوج لزوجته، و أدركت انه كان سيغيب لمدة. أخذ يدي زوجته و ضغط عليهما بحنان كبير جدا ثم نظر إلي بعضهما البعض و سمعت تبادل الحديث بينهما كوني كنت جالسة غير بعيدة عنهما "ثقي أنك في عمق اعماقي و انني سأنتظر بفارغ الصبر لحظة عودتي لإمضاء العطلة معك و هو عام و سيمضي لكنه سيكون جد ثقيل علينا نحن الإثنان لفراقنا." قال الزوج لزوجته.

فأرته خاتم الزواج و ردت عليه الزوجة :

-هذا الخاتم هو الرابط بيننا. أنت تسكن أعماق روحي و لن أنساك طوال العام و كما قلت عام و ينقضي...

لأول مرة حينها تساءلت "تري الزوج المسلم هل يفارق زوجته بهذه الطريقة الحضارية المفعمة بالمحبة و الحنان أم أنه ينظر إليها علي هذه الشاكلة "غمة و إنزاحت لبعض الوقت ..."

في يوم ما، كنت جالسة صحبة سيدة، إشتكت لي مما يلي :

-ليس لدي وقت لأقوم بكي ملابس زوجي أو خياطة قفل وقع من قميصه.

فسألتها :

-و فيم تمضين وقتك إذن ؟

-في شراء بعض لوازم البيت، و متابعة الأطفال في دراستهم، هذا و لدي عملي و يتطلب مني وقت كبير و تركيز أكبر.

-و ما هي ردة فعل زوجك حينما يلاحظ بأن القفل في القميص لم يقع خيطه ؟ سألتها مرة أخري.

نظرت لي لحظات ثم أجابتني بتنهيدة :

-عفاف الرجل الجزائري بطبعه لا يتفهم مشاغل الزوجة الجزائرية، فهو يلومني ككل زوج جزائري مدلل من أمه.

سكت و لم أقل لهذه الزوجة أن عدم قيامها بكي ملابس زوجها يعني له أنها غير مبالية به و لا تكن له مشاعر صادقة و هذا يؤلم الزوج.

مشكلة المرأة الجزائرية المسلمة العصرية أنها تشتكي علي هذا المنوال :

" الرجل الجزائري التقليدي يكن المحبة لأمه فقط و أما زوجته فهي خادمة و أمة سباها بمقتضي عقد الزواج و أما الرجل العصري جدا ترينه ديوث لا يري حرج في أن يستمتع صديقه بزوجته في حضوره... ها هي الكارثة كيف أعثر علي رجل جزائري يعبر لي عن مكنونات قلبه إن كان لديه قلب ..."

لا أجد ما أقوله صراحة سوي ما يلي :

الجفاف الذي اصاب علاقة الزوج الجزائري بزوجته الجزائرية أنهما لا يعيشان لله و الزواج بالنسبة لهما رخصة كي لا يذهبوا للعلاقة المحرمة لا أكثر و لا اقل. فالزوج الجزائري تربي علي مفاهيم الرجولة التي تحرم عليه التعبير عن مشاعره و أما الزوجة الجزائرية، فحرمانها الكبير من عاطفة الأب التقليدي و الأخ التقليدي تشعر بأنها مظلومة زيادة علي اللزوم حينما تتزوج برجل يتذكر شيء من المشاعر الرومانسية قبل الزواج و حالما تتم الخطوبة و التوقيع علي عقد الزواج، تتبخر أحاسيسيه لتتحول إلي هم الإسترزاق و كل ما يثقل كاهل رجل داست عليه عجلة إقتصاد منهار و غير منتج.

هذا و الجفاف مسؤول عنه في المقام الأول تربية الوالدين. قلما يري الأبناء ذكور و إناث محبة الأب لأمهم قلما يرونه يدخل بباقة ورد لأمهم، نادرا ما يرون أبوهم يغسل الأواني لمساعدة أمهم كتعبير منه في مقاسمة عناءها في تحويل البيت إلي واحة جمال و راحة.

نادرا ما يسمع الإبن عبارات الثناء من ابيه لأمه، فكيف سيتعلم ذلك ليقوله لزوجة المستقبل ؟

هذا و إمرأة هذا العصر تجدها ممزقة بين نموذج العصرنة الذي يناطح الرجل الند للند و بين الفتاة المثالية التي ترنو لسماع عبارات المحبة و الشوق من فارس الأحلام...

كم تغيب الزوجة قيمة صمتها و إنصاتها لهموم زوجها ...

كم تغيب قيمة الإبتسامة في وجه الزوج عند رجوعه إلي البيت بل هي تدخل من عملها بعده...

مفارقة حقا...هذا و إمرأة اليوم ترفض دورها الطبيعي و الفطري و ترغب في لعب دور محوري في إزدهار مجتمع بأكمله متناسية أن أولي اللبنات و التي تقرر مصير أي مجتمع هي نواة الأسرة و إن لم تنجح في لعب دورها الرئيسي في الأسرة، فمن العبث أن تلعب اي دور آخر، لأنها مهما نجحت فيه لن تجني ثماره في الدنيا و الآخرة مثلما يكون ذلك إن تألقت في دورها كزوجة و أم ...هذا و لا بد للمرأة المسلمة أن تدرك جيدا هذا المعطي :

في خلقه حواء لتؤنس آدم في الجنة خلق الله تعالي في شخصها الجمال، هذا ما ينبغي ان لا تنساه ابدا المرأة ليس هناك شيء و لا مهنة و لا عمل و لا شغل و لا شيء يعوض الجمال الذي تحدثيه بحضورك و لمساتك الساحرة.

و أما الرجل المسلم أي كانت جنسيته و خاصة إن كان جزائريا عليه أن يعلم بأن الله أسند له أقوي الأدوار فهو وحده من بإمكانه إدارة دفة مركب الزوجية و الأبوة بنجاح و إقتدار إن طلق عادات و تقاليد و مفاهيم غرست فيه و ورثناها عن زمن الإنحطاط...

كن رجلا فارسا بأخلاق الفرسان في صدر الإسلام...كن بشهامة الفرسان الأوائل و شجاعتهم و أخشي الله في زوجتك و أبناءك و أطع الله الذي أكرمك بوجود المرأة الجميلة إلي جنبك تشعرك بقيمتك و بطولتك...و لا تجعل من خطاب الشدة مع الأنثي الذي يروج له بعض المتشددين الدينيين ديدنك، فالمرأة لا تكره شيء مثل لغة الشدة و العنف معها و تذكر انها جميلة لطيفة رقيقة و جد ضعيفة و ان أجمل ما تهديه إياها إبتسامتك  و وجودك و شعورك بالمسؤولية الرجولية ناحيتها...هذا كل ما تطلبه منك و لا أظن انها طلبت المستحيل..............

قراءة 747 مرات آخر تعديل على الإثنين, 24 شباط/فبراير 2020 21:50

أضف تعليق


كود امني
تحديث