قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 23 كانون1/ديسمبر 2012 12:05

يفهمونه كما لا نفهمه

كتبه  عفاف عنيبة

 

تذكرت كيف أنني كنت أنظر إلي العالم من حولي و أنا في أولي سنوات عمري! كم كان يبدو جميلا و غامضا!!! لكن و أنا في مثل هذه السن  و كلما تسنح لي فرصة التقرب من عالم الصغار أشعر بأنه كان سيصعب علي محبة العالم كما هو و أنا بعد طفلة صغيرة.

و لا أدري إن كان أطفالنا اليوم يفهمون ما يجري حولهم كما لا نفهمه نحن البالغين. معرفة الصغير لحدود عالمه غير معرفة الكبير، فنحن نتمني علي الصغار أن لا يعرفوا ما آلمنا و أن ينظروا إلي مستقبلهم بتفاؤل. و إن كنا نلمس في واقعنا الكثير من النقاط المقلقة، فأمنية كل واحد أن يمهد الطريق لخلفه، فنحن لن نخلد و يتوجب علينا توريث الأجيال الصاعدة عالما أفضل.

في هذا الشهر الأخير، بت أتابع ما يجري في قاهرة المعز بقلق. و عندما طمأنتني صديقة مقربة بأن الأحداث المتسارعة في مصر ستفرز لا محالة الفريق السليم بين كل التيارات المتنازعة، تساءلت : هل كان في حاجة الشعب المصري إلي هذه الحالة العجيبة من التجاذب العنيف و التصعيد الغير المعقول ؟

هل ظن البعض أن تصحيح الأوضاع عملية سهلة جدا، و أن الأعداء الداخليين و الخارجيين ركنوا إلي الإستسلام و القبول بالأمر الواقع ؟

و حالة الصدام التي نراها علي المباشر بين فعاليات المجتمع المصري أو التونسي او اليمني، هل تشكل الحل الأنسب  بالنظر إلي الوضع المتأزم و المتداخل ؟

كلنا في مرحلة ما من حياتنا نريد جديا طي صفحة و بدأ صفحة أخري جديدة و مغايرة لم كان، و تقترن هذه الرغبة الملحة بميل صادق إلي إصلاح ما أفسدته الأهواء و الإستبداد و اللامبالاة لعقود متوالية. إلا أن السعي إلي التغيير كثيرا ما تكتنفه العجلة و العصبية و سوء تقدير إمكانات الواقع، فكيف لنا الإنتقال من ثورة الغضب، تخطي الفوضي للذهاب إلي مخرج يضمن حد أدني من صيرورة منظمة ؟

  لنقيس الأمر علي مستوانا الفردي، ألا نتعلم ضبط أنفسنا برسم أولويات و الشروع في خطوات عملية محسوسة، نتمكن من خلالها تحقيق القليل مما نقدر عليه ؟  لماذا يدعي البعض أن الحل بين يديه و أن ما يراه هو وحده الحق و غير ذلك باطل، ألم نقع في شراك الماضي القريب ؟ ألم يكن لسان حال المستبدين أنهم ادري بما يصلح بنا و هل المعارضة سجل تجاري نضحك فيه علي ذقون الناس و نستغفلهم ؟

هل الثورة محكوم عليها بأن تبسط خيراتها في مدة زمنية محسوبة، تعديها إيذان بإختطافها ؟ ما رأيناه و ما سمعناه علي مدي أسابيع ذكرني بحقيقة مريرة: أهل الثورة حينما ينصبون أنفسهم أوصياء علي الشعب و يتناسوا أن للشعب كلمته الحرة و رأيه الحر، يجرمون في حق أنفسهم أولا ثم في حق مواطنيهم.

أعظم ثورة عرفها التاريخ علي الجهل و العصبية و الإستبداد كانت و لازالت و ستبقي ثورة محمد رسول الحق صلي الله عليه و علي آله و صحابته الكرام و سلم، و  قد إنبنت الدعوة المحمدية المباركة علي خصال أخلاقية عدة أهمها علي الإطلاق الصبر، و الحلم. و هاتان الصفتان غائبتان عن المشهد المصري حاليا و يستحيل أن نختزل مصير أمة في مرحلة إنتقالية  أو في خلاف إجرائي، كثيرون سقطوا في إختبار المصداقية في الأسابيع الأخيرة في مصر.

و مرة أخري أعود إلي صورة العالم التي تداعب مخيلة الصغار، فمن الصعب جدا أن نفهم كيف أن الثائر النبيل يتحول إلي لعبة في أيدي قذرة، نري الغاضبون في الميدان، نسمع غضبهم و لكن الشيء العجيب أننا لا نشعر هذه المرة بأي نوع من التعاطف مع هؤلاء الغاضبون، كنا نفضل بكثير أن يكبر هؤلاء عن الغضب لينهجوا نهج مغاير، نهج يحفظ لهم كرامتهم و صدقيتهم.

قراءة 2193 مرات آخر تعديل على الإثنين, 12 تشرين2/نوفمبر 2018 15:13

أضف تعليق


كود امني
تحديث