كان لدي أستاذ جغرافيا في الطور المتوسط و الثانوي يلح علي ربط مادة الجغرافيا بالتاريخ تحت هذا العنوان "من يصنع التاريخ، الجغرافيا". في البداية لم نكن نفهم عليه و أتعبنا أستاذنا كي يشرح لنا العلاقة بينهما و لم يقنعنا كلامه : "ستفهمون ذلك درس بعد درس."

كوننا عجولين، طالبناه بإختصار الوقت و الذهاب مباشرة إلي صلب الموضوع، فتبني طريقة أخري ليبسط لنا الأمر بطرحه علينا بعض الأسئلة علي منوال :

" تحدد الجغرافيا الموقع الجغرافي لأي دولة أو مملكة، ما هي أهمية المواقع في التاريخ ؟"

فورا أدركنا الجواب :"في اي حرب أو مقاطعة يلعب الموقع دور كبير في تحديد مآل المعركة."

و هكذا تعلمنا الكثير الذي جعلنا نستوعب جيدا دروس التاريخ و الجغرافيا، فاليد العاملة المتكونة و البنية التحتية و نمط التسيير الإقتصادي عوامل مصيرية تساهم بقدر كبير في قوة أو ضعف الدولة و حركة التجارة قديما كان لها دور محوري في تحديد السياسات و الحروب.

طبقا لخطة الأستاذ في تدريس مادته، كنا ننتظر ساعات الجغرافيا علي الجمر، كل واحد منا كان قد حضر نفسه بعرض ما طالعه طوال الأسبوع، آنذاك لم تكن لدينا خدمة الأنترنت إلا أن مكتبات المعهد و البلدية و بيوتنا كانت كافية و كنا نتنافس في تقديم أفضل الملفات حول المواضيع المبرمجة و كنا نسعد جدا بالنقاط الإضافية التي كان يتوج بها جهودنا العلمية الأستاذ الكريم.