هل تاريخ ثورة 1954 صفحة بيضاء ؟
لا.
ما قرأته عن ثورة 1954 الجزائرية، جعلني بعد أكثر من عشرين سنة أصل إلي هذه النتيجة :
لم يكن كل شيء في الثورة مثالي. و مرجعية الثورة لدي عدد من قادة الثورة لم يكن لها أي صلة بالإسلام و عشنا ذلك مباشرة مع الأيام الأولي من الإستقلال بتطبيق نظام إشتراكي وضعي، خلف بعد نصف قرن من الزمان أجيال جزائرية متواكلة...همها متاع الدنيا الفاني و لا نستطيع أن نقول عنها أنها رسالية.
ثم إطلاق صفة المجاهد علي من قاتل فرنسا لمدة 7 سنوات و نصف غير صحيح...فالمجاهد مصطلح ديني يطلق علي من جاهد في سبيل الله لرفع راية الإسلام و تأسيس دولة إسلامية يحكمها شرع الله و هذا لم يكن ديدن الكثير ممن خاضوا حرب تحرير الجزائر...
حارب الكثيرون فرنسا ليستبدلوا وجودها العنصري بظلمهم و جبروتهم...ليس إلا...
هناك من حارب فرنسا ل7 سنوات و نصف طمعا في الغنائم ليس إلا ...مقاتلة جزائرية قاتلت فرنسا ثم في عهد الإستقلال قبلت علي نفسها أن تقيم بقصر و أبناء الشعب لم يجدوا مسكن لائق... إحتلت القصر و لم تدفع سنتيم واحد كراء أو شراء لنيله...سكنت فيه هكذا بموجب نضالها و نضال زوجها...
في حالة ما تمعنا في الشهادات المكتوبة و المروية سنقف علي حقائق مريرة ....عن أشخاص حرروا أرض ليعيثوا فيها فسادا ...فالأهواء إستبدت بالكثيرين...و إفتقر ضميرهم و فكرهم إلي سلامة المنهج و المسلك و المرجعية الصحيحة و النتيجة :
نحصد العلقم اليوم...و لا ندري ما مصيرنا في الغد... فالكثيرون ممن قاتلوا فرنسا إعتبروا من حقهم توريث ابناءهم و عروشهم بلاد بسعة الجزائر و رحابتها ...علي حساب الأكفاء...لنا حزب يعتبر نفسه الوحيد الذي يحق له إمتلاك كل البلاد و التصرف فيه كما يحلو له بإعتباره أنه الحزب الذي حرر البلاد...حزب الكثير من رجاله كان من المفروض أن يحالوا علي القضاء...أقصد حزب جبهة التحرير الوطني...
أقولها بمنتهي الصدق دون مواربة و لا نفاق :
أي كانت حياة بعض هؤلاء من قاتلوا فرنسا ليبقونا تابعين أذلاء لها و لم يديروا شؤوننا بالعدل الرباني و لا يزالون يحتلون مواقع و مناصب مسؤولية في الدولة إلي اليوم ، أنه مهما ستعيشون هناك محكمة التاريخ و محكمة الرب تعالي، إن لم تحاكموا في هذه الحياة و لم يقتص منكم، فعدالة الرب ستنال منكم آجلا أم عاجلا و لا مفر و لا مفر...