لنتحدث عن الخلافات الزوجية في الجزائر...

و كما قال الدكتور بكار "كيف نربي المربي ؟"

طبقا لهذا التساؤل ، نقول :

في الجزائر تنته الكثير من الخلافات الزوجية إلي الطلاق و للأسف الجزائري يتذكر رجولته عندما يبقي مصمما علي موقفه الرافض لأي مصالحة، فيلجأ إلي الطلاق لحل خلاف أدي في ظنه بحياته الزوجية إلي باب مسدود...

كم من خلاف زوجي وصل إلي حد الفجور، فالزوجان المتخاصمان يظهران عدم نضجهما و إنعدام التقوي بنقل خلافاتهما إلي صفحات الفيسبوك و الإنستغرام بالإضافة إلي اروقة المحاكم...

كأن بالزوج الجزائري يتجاهل أوامر دينه بتحكيم عقله قبل عاطفته و بنسيان سلبيات زوجته ليتذكر فقط إيجابيتها و حسناتها...

كأن بالجزائري ليس لديه أدني فكرة عن وجوب تأسيسه لنواة أسرة رسالية و هو يقدم علي الزواج ليطلق عند تراكم الخلافات التي لا يحلها بالحوار بل بتقاذف التهم و الأحقاد و هكذا الطرفان يمحوان كل شيء جميل كان بينهما.

نراه قبل الطلاق و أثناء الطلاق يهجر زوجته و ينظر إلي أي محاولة إصلاح ذات البين كتعدي علي قراره السيادي بالفراق...

لا أحد منهما يمنح نفسه فرصة الجلوس بهدوء و مناقشة الخلافات بأعصاب باردة بعيدا عن لحظات التشنج و الغضب...

كيف لمثل هذا الزواج أن يعمر بزوجين شاحبين ؟ كيف لزوج يطلق و يعول علي تكرار الزواج في أول فرصة تتاح له ليكرر السلوك الخاطيء مع الزوجة الجديدة ؟

كيف لزيجات  تعقد و إنفصال يعلن بدون أدني محاولة جادة من القضاء و المجتمع في إلزام الطرفين بإعطاء فرصة جديدة لزواجهما قبل أن يقررا الفراق ؟

تصدمنا تصرفات زوج نعتبره القوام أي اكثر حكمة من الزوجة يقبل علي الطلاق معتبرا نفسه في كل الحالات مظلوما و لا سبيل لمسامحة الزوجة ؟

كيف لزوج مسؤول أمام الله عن صلاح زواجه يتهور و يقرر الفراق هكذا بدون أدني شعور بتأنيب ضمير ليشتت عائلة بأكملها لمجرد أنه لم يعد قادر علي إدارة خلافاته مع زوجته ؟

عجبا لأزواج يتزوجون و هم يفتقرون لأبسط قواعد التعامل الحضاري...