علاقة المسلم بخالقه بها خلل و هذا الخلل إمتد لشبكة العلاقات الإنسانية و الإجتماعية، فشبت حروب و إندلعت حرائق أتت علي الأخضر و اليابس و إلا كيف نفسر تقاتل قبائل اليمن فيما بينهم و الجهوية القاتلة التي نعاني منها في بلادنا و تصدع صلة الرحم. هذا و كل موزاين حياة الإنسان المسلم مختلة لأنه بكل بساطة يطلع علي الدنيا في زمن إنحطاط المسلمين، فلا يلقن في البيت و منذ نعومة أظافره اسباب الفلاح الدنيوي و الآخروي.
أكثر شيء يسترعي الإنتباه في أحوالنا، العلاقة الغائبة بين العبد و خالقه. إنه ينسي حمد الله عند اليقظة في الصباح و نراه ساخط علي ظروف المعيشة و هو لا يصلي و إن صلي فعل ذلك و عقله غائب و وجدانه لاه.
نحن طوال اليوم و طوال الليل لا نفكر في الله و لا نعبأ بالملائكة علي اليمين و علي الشمال و نغيب الجميع عند إرتكابنا للكبيرة و المعصية. هذا و لا يؤمن من عصي ربه تعالي.
في حالة ما قمنا بتشخيص الأمراض العديدة التي نعاني منها كمجتمعات مسلمة، سنعاين مرض واحد المتسبب في كل الأمراض ألا و هو البعد عن الله و صراطه المستقيم و المطلوب إصلاح العلاقة كي تستقيم كل أحوالنا. و عملية الإصلاح تبدأ بالإنابة إليه و تخصيصه بالعبودية، فكثيرون يعتقدون خطأ أن الدين حركات آلية من صلاة و صوم بلا روح و لا خشوع و لا إستشعار بعظمة الله و لا إفراده بالعبودية، فما الفائدة من الصلاة و المصلي يزني بعينيه و لسانه و قلبه ؟
فالصلاة إن لم تنهي عن المنكر و الفحشاء لا قيمة لها.
و كثيرون غائب عنهم تماما معطي انهم موجودين في هذه الحياة برحمة من الله و أنهم مسلمون برحمته الواسعة و يتعين عليهم بمقتضي ذلك إخلاص النية و الصدق في العبادة. و الحياة دار عمل و عبادة و الآخرة دار حساب و قرار. و من غير المعقول الطمع في حياة هانئة و نحن لم نعمل لها. كم من زاهد في متاع الدنيا لا يملك قوت يومه و نراه بحمده و شكره يتمتع براحة البال و كم من شخص كل همه منصب علي الدنيا و قلبه فارغ من الحمد و الشكر ...اعد إصلاح العلاقة بين العبد و ربه أهم خطوة علي الإطلاق لتصحيح أوضاعنا التي أصابها الوهن و الخذلان. فهذا الإصلاح سينعكس إيجابيا علي كل منافذ حياتنا و النظر إلي كل شيء من منظور العبودية لله مفتاح التوفيق الإلهي.