تايوان صينية شاء من شاء و أبي من أبي... قرأت تاريخ الجزيرة عبر قلم الكاتبة الروائية الملحدة الأمريكية بيرل بوك و هكذا تعرفت علي الإنقسام الرهيب الذي عاشته الصين بين زعيمين ماو تسي تونغ و تشانغ كاي شيك(1887-1975) دون ذكر صن يات سين و هذا الأخير توراي باكرا عن الساحة الصينية و الصراع كان علي أشده بين شيوعية الأول و قومية الثاني و لست هنا في معرض إستحضار التاريخ الطويل و المضطرب لبزوغ الصين الشيوعية.
ما أريد التعرض له في هذه العجالة ما يلي :
لا افهم هذا الإصرار الغربي علي توريط أنفسهم في إستفزاز جديد للصين عبر جزيرة تايوان. يعلم القاصي و الداني ان هذه الجزيرة جزأ لا يتجزأ من الوطن الأم الصين، فكيف يعقل فصلها عن محيطها الصيني ؟ إختلاف الأنظمة السياسية بين الصين و تايوان ليس مبرر لتحدي بيجين في ميدانها ثم سياسة الهيمنة للصين تدخل ضمن حسابات الأمن القومي.
و هل نست الإدارة الأمريكية كيف أنها تعتبر أمريكا الوسطي و أمريكا الجنوبية كحديقتها الخلفية و تدخلوا عدة مرات في دول أمريكا الجنوبية و قاموا بتشجيع إنقلابات و ديكتاتوريات عسكرية علي حساب طموحات الشعوب كل ذلك لضمان الأمن القومي الأمريكي ؟
هذا و هل سيسمح الشعب الأمريكي بتورط عسكري أمريكي جديد في منطقة بالغة الحساسية و الخطورة مثل تايوان ؟
التدافع الذي بين الصين و الغرب تدافع كوني حضاري طبيعي في حالة ما بقي محصور في إطاره السلمي. فآسيا عريقة بأنماط معيشتها و حضاراتها القديمة و معتقداتها و التي تختلف جذريا عن الغرب اليوم المادي اللاديني ...فمناطق مثل هونغ كونغ، تايوان و شبة جزيرة ماكاو صينية و لا بد للغرب حماية لمصالحه من إحترام سيادة الدول علي أراضيها.
مع ملاحظة ليست تركستان الشرقية جزأ من الصين، فهي ذات غالبية مسلمة و تم الإستيلاء عليها من دولة الصين بشكل غير شرعي و من حقها الإستقلال و لا نريد توظيف ذلك من قوي الغرب. فنفاق منهم أن يأيدوا حقوق مسلمي تركستان الشرقية و يسكتون عن حق المسلمين في إسترجاع فلسطين من اليهود الصهاينة الغاصبين.