" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
- المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله -
لنكتب أحرفا من النور، لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار
حينما أطبق الشر علي الجزائر في التسعينيات لم أجد إلا عقيدتي و الأخوة الإنسانية لأحافظ علي تماسكي و توازني طيلة عشرية دموية مجنونة.
كنت حديثة العهد بالجزائر، عدت إليها في 3 جويلية 1987 و عام بعد ذلك وقعت إنتفاضة 5 أكتوبر 1988، لم أفهم حينها أسباب تلك الإنتفاضة بإعتبار أنني كنت أنظر إلي الأوضاع الداخلية للجزائر أقل تأزما و ظلما من الدولة العربية التي كنت أعيش فيها و عائدة منها.
فرغم سيطرة حزب واحد علي حياة الجزائريين لعقود و منذ الإستقلال كانت هناك حرية تعبير نسبية تسمح حتي لمناضلي هذا الحزب الأوحد من إبداء رأيهم المعارض لسياسات الدولة علنا و هذا ما كان غير مسموحا به في دول عربية تتمتع بديمقراطية الواجهة آنذاك.
نعم كان هناك ظلم في بلدي و كانت شرائح واسعة من الشعب متذمرة من الفساد و من صعوبة الحصول علي الخدمات العامة الأولية إلا أن الأمر كان قابل للإصلاح بالنضال السياسي السلمي و بعد 5 أكتوبر و صدور دستور 1989 و إطلاعي علي بعض بنوده أدركت أن البلاد مقبلة علي كارثة، فذلك الدستور فتح الباب علي مصراعيه لكل التيارات البناءة و الهدامة علي السواء لتحتل الساحة و تثبت للمواطن المسكين أنها الأجدر بحكمه.