قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 13 آب/أغسطس 2015 16:48

المرأة في الخطاب الإسلامي المعاصر.......نقد الأسلوب الدفاعي 2/4

كتبه  د. أم كلثوم بن يحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

المحور الثاني: المرأة في الخطاب الإسلامي المعاصر و ثنائية التنظير و التطبيق

نميز هنا بين نوعين من الخطاب الإسلامي حول المرأة، خطاب داخلي موجه للمسلمين في البلاد العربية و الإسلامية، و خطاب خارجي موجه للغرب.

2-1 الخطاب الداخلي:

أولا: مآخذ على التنظير

     ما يؤخذ على كثير من الدعاة الذين حالوا التنظير الفقهي لدور المرأة المجتمعي أنهم لم يخرجوا عن النسخة المكررة ذات العناوين المكررة، و الشواهد المكررة و التي لا تخرج عن أحد الأساليب التالية:

- الأسلوب النمطي:

            و يقصد به طريقة تناول موضوع المرأة في الخطاب الإسلامي و التي في كثير من الأحيان لا تخرج عن الأبجديات الأدبية التي سار عليها الدعاة من بداية القرن العشرين، و التي يستهل فيها الكاتب خطابه بالحديث عن واقع المرأة في قبل الإسلام في الحضارات القديمة و عند عرب الجاهلية، ثم يفصل في مسألة تحرير المرأة في الإسلام، ثم يتوقف بإسهاب عند واقع المرأة في أوروبا ما قبل عصر النهضة، ثم المرأة في أوروبا المعاصرة و ما جنته عليها المواثيق الدولية من انحلال و ضياع، ليختم بتحذير شديد اللهجة للمرأة المسلمة من أن تنجرف نحو التيار العلماني التغريبي، و ليخلص إلى أهم التوصيات في خطابه بضرورة وعي المرأة بمسئوليتها تجاه المجتمع.

إننا عندما وصفناه بالنمطي لا نقصد التقليل من شأنه و لا من أهدافه و لا من صحة ما ذهب إليه، لكنه خطاب يراوح مكانه لا جديد فيه، خطاب يتحدث عن الواجب أكثر من تحدثه عن الحق، خطاب لا يستشرف المستقبل و لا يصنعه، و لا يلامس جوهر المرأة المعاصرة و لا يسهم في صقله و تشكيله الشكل الإسلامي المعاصر الذي يمنحها قوة الشخصية و القدرة على الاستمرارية معتزة بهويتها المحمدية وسط العولمة الفكرية التي يروج لها المنتصر سياسة و قوة و فكرا.

- أسلوب الممانعة:

و هو أسلوب يعتمد على الشحن العاطفي أكثر من اعتماده على التنظير الفقهي الذي يوظف فقه الواقع، و يساعده في ذلك البيئة المجتمعية الميَّالة إلى الجمود الديني و الثقافي، و المحاطة بالقهر حيال المجتمع الخارجي حينا، و التخلف و البطالة حينا، المقيدة بالعرف أحيانا كثيرة.

كما أنه أسلوب يصنف المرأة كعامل رئيس في تخلف المسلمين و الانحطاط الأخلاقي و يختزل عودة المسلمين لدينهم في عودة المرأة إلى حجابها، و إلى قرارها في بيتها، و يشدد عليها في عملها، و هذا و إن كان حقيقة فهو ليس كل الحقيقة؛ لأن المجتمع متخلف ليس لأن المرأة انحرفت عن مسارها بل لأن المجتمع بعنصريه الرجل و المرأة و بفئاته المجتمعية كلها انحرف عن المسار الرباني.

- التكرار و الهروب من المسائل الجدلية خشية التعرض للرفض و الإاتهام:

و هو أسلوب يفتقد التجديد و التنظير الواقعي، ينتهج التكرار و الإطناب في الحديث عن المثاليات، يكرر أقوال من سبقوه من المشايخ، و يعيد شرحها و يذيلها بالحواشي المكررة، مغفلا أو متغافلا أن من كتب عنهم عاشوا زمنا غير زمانه، و ظروفا غير ظروفه، و تحديات غير تحدياته، يتحدث عن دور المرأة و كيف أنها أخلت به متناسيا دور الرجل و المجتمع بجميع أطيافه، و كل ذلك خشية أن يتهم في دينه، أو يتعرض فكره للرفض، و هو يكشف حالة العجز و الهروب التي تعيشها الساحة الإسلامية على مستوى المسائل العالقة و الحساسة و التي تحتاج تدخلا عاجلا من فقهاء الأمة.

و لعل أكثر العلماء جرأة و شجاعة في هذا المجال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى في كتابه:"قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة و الوافدة" الذي يعتبر أحد أهم المؤلفات النقدية في التفكير الديني، فهو يحتوي على ثورة إصلاحية تستنهض الفكر الديني، و تنفض عنه الرواسب الجامدة، و الموروثات الجاهلة، و التقاليد الراكدة، و المذاهب الوافدة([1]).

ثانيا: مآخذ على التطبيق

- استحواذ المسائل الأخلاقية على الخطاب الموجه للمرأة على حساب مسائل التنمية و التعليم:

كثير ممن كتبوا عن المرأة ركزوا على المسائل الأخلاقية، و بخاصة السفور و الاختلاط و التشبه بالكفار، و غيرها من الظواهر المرضية التي تستدعي معالجة فورية من الدعاة، لكنهم في المقابل أهملوا عدة جوانب لا تقل أهمية عن الجانب الأخلاقي كالأمية المتفشية بين النساء المسلمات، و العنف ضد المرأة، و تنمية المرأة المسلمة علميا و مهنيا لتأخذ مكانها الصحيح و المؤثر في بناء الحضارة الإسلامية كما وقفت قبلها الصحابيات جنبا إلى جنب مع الصحابة في بناء المشروع الإسلامي الذي أنتج إمبراطورية إسلامية مترامية الأطراف.

- حالة الانفصال بين التنظير الفكري لقضايا المرأة و الواقع المعاش لها:

كثير من الدراسات الإسلامية التي تناولت موضوع المرأة هي دراسات لا تقدم حلول فعلية لوضع المرأة المتدهور في المجتمعات الإسلامية، فكثير من المسائل العالقة ما زالت تحتاج إلى تنظير فقهي دقيق يزيل اللبس حولها كمسؤولية الإنفاق على الأسرة و مرتب الزوجة، مفهوم القوامة، العنف الأسري، مشاركة الزوج في الأعمال المنزلية، و غيرها من القضايا النابعة من الواقع المعاش يوميا في مجتمعاتنا و التي يجب أن نعالجها المعالجة السليمة بأسلوب تقدمي متحضر([2]).

هذا الوضع الذي تعانيه المرأة المسلمة ليس وضعا جديدا إنما هو وضع قديم جديد، إننا حينما نقرأ مثلا لمحمد قطب و هو يصف وضع المرأة في وقته، نشعر أنه وضع مستصحب إلى وقتنا الحالي مع زيادة في السوء، يقول الشيخ محمد قطب:" إن الوضع السيئ الذي تعانيه المرأة الشرقية يرجع إلى ظروف اقتصادية و اجتماعية و سياسية وسيكولوجية ينبغي أن نلمّ بها، لنعلم من أين تأتينا هذه المفاسد، و نكون على هدى و نحن نحاول الإصلاح، هذا الفقر البشع الذي يعانيه الشرق منذ أجيال عدة، هذا الظلم الاجتماعي الذي يجعل قوماً يغرقون في الترف الفاجر، و غيرهم لا يجد لقمة الخبز و الثوب الذي يكسو به العورات، هذا الكبت السياسي الذي يجعل من الحكام طبقة غير طبقة المحكومين، هذا الظلام التعس و الإرهاق العصبي الذي يعيش فيه سواد الشعوب نتيجة هذه الظروف.. هذا كلّه هو المسئول عما تعيش فيه المرأة من الذلّ و الاضطهاد، إن ما تحتاج إليه المرأة هو «عواطف» الاحترام و المودة بينها و بين الرجل. و أين تنبت هذه العواطف؟ في الفقر المدفع و الكبت المرهق للجميع؟!" .([3])
       و يضاف إلى المآخذ السابقة مآخذ أخرى لا تقل أهمية منها:

1- ضعف التأثير الملموس و القدرة على التغيير في بعض الخطابات الموجهة للمرأة، حيث أن غالبية النساء لهم أحكام مسبقة على هذا النوع من الخطابات بناء على قراءات سابقة.

2- كذلك يلاحظ غياب دراسات ميدانية عميقة حول أوضاع المرأة المسلمة الراهنة، و نسبة الأمية و النشاط الاجتماعي للمرأة خارج الأسرة، و كذلك نسبة الإبداع العلمي و الفكري بين النساء، حيث أن أغلب الدراسات هي دراسات غربية، أو عربية ذات توجهات معارضة للتوجه الإسلامي، و بناء على ذلك يتم التشكيك فيها، غير أنه من غير الإنصاف أن نطلب من الناس عدم تصديق الرواية الغربية بدعوى زيفها، و نحن لا نملك الرواية الصادقة بل أننا حتى لم نبذل الجهد في تكوينها.

2-2 الخطاب الخارجي:

يتميز هذا النوع من الخطاب في كثير من الأحيان بانتهاجه الأسلوب الدفاعي، و تسخر فيه كل القدرات العلمية و الملكات الفكرية للدعاة لتفنيد مزاعم الغرب حول المرأة في الإسلام، و هو بذلك مقيد بالنظرة الغربية ما يجعله يغفل أساس هذا الخطاب و هو المرأة فيعتمد التنظير الفكري لنفي الشبهات عن الإسلام أكثر من اهتمامه بالمرأة موضوع الخطاب و حالتها المجتمعية.

صحيح لهذا النوع من الخطاب دور هام في التعريف بالإسلام الصحيح و بمكانة المرأة في الإسلام، لكن الغربي الذي يوجه له الخطاب يرى تناقضا صارخا بين دفاع الدعاة عن المرأة في الإسلام و بين واقعها المعاش في المجتمعات الإسلامية بخاصة التي تعرف اضطرابات سياسية و طائفية.

و للمرأة الغربية نظرة سطحية عن المرأة المسلمة تشكلت من وسائل الإعلام التي صورت المجتمعات الإسلامية تصويرا مغلوطا ينافي الحقيقة الكاملة، معتمدة في ذلك مبدأ التعميم، ثم التخويف و التحذير، فالمرأة المسلمة في عيون المرأة الغربية هي امرأة مظلومة مقهورة لعدة أسباب منها:

-         أنه لا مساواة في الإسلام بين الرجل و المرأة إطلاقا.

-         أن مكانة المرأة في الإسلام نصف مكانة الرجل في الميراث و في الشهادة.

-         لا حق للمرأة المسلمة في طلب العلم، و لا في العمل.

-         لا حرية للمرأة المسلمة في اختيار شريك حياتها"زوجها".

-         أن المرأة المسلمة تباع للرجل مقابل المهر الذي يدفعه مقابل الاستمتاع بها، و بغيرها من النساء عن طريق التعدد.

-         من حق الرجل ضرب زوجته و تأديبها في الإسلام.

-         الطلاق في الإسلام من حق الرجل و لو كان تعسفيا، و لا حق للمرأة في ذلك.

-         أن الإسلام يحبس المرأة و يفرض عليها الحجاب.

-         أن الرجل المسلم موعود بحور العين في الجنة، بينما أكثر أهل النار من النساء([4]).

و يضاف إلى ما ذكر سابقا أن المرأة المسلمة مازالت في بعض الأقطار تناضل من أجل قضايا تعتبر من المسلمات لدى المرأة الغربية كالانتخاب و التعليم و سياقه السيارة و السفر و الاستقلال المادي، و قوانين الجنسية الذي تحرم الأم من منح جنسيتها لأبنائها، و تجعل ذلك حكرا على الأب.

لكن هذا الترويج الغربي لوضع المرأة المسلمة يفنده مفكرو الغرب أنفسهم، كالمؤلف الفرنسي هنري دي كاستري الذي يقول:" من الخطأ الفاضح و الغلو الفادح قولهم أن عقد الزواج عند المسلمين عبارة عن عقد تباع فيه المرأة فتصير شيئا مملوكا لزوجها لأن ذلك العقد يخول للمرأة حقوقا أدبية و حقوقا مادية من شانها إعلاء منزلتها في الهيئة الاجتماعية.... "([5])، و يواقفه الباحث الفرنسي المعاصر جاك ريسلر:".. لقد وضعت المرأة على قدم المساواة مع الرجال في القضايا الخاصة بالمصلحة فأصبح في استطاعتها أن ترث, و أن تورث, و أن تشتغل بمهنة مشروعة لكن مكانها الصحيح هو البيت، كما أن مهمتها الأساسية هي أن تنجب أطفالا ..و على ذلك رسم النبي صلى الله عليه و سلم واجبها(أيما امرأة مات زوجها , و هو راض عنها, دخلت الجنة"..و في الحق أن تعدد الزوجات, بتقييده الانزلاق مع الشهوات الجامحة, قد حق بهذا التشريع الإسلامي تماسك الأسرة , و فيه ما يسوغ عقوبة الزوج الزاني ".([6])

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 


([1]) زكي الميلاد، الفكر الديني وتجديد النظر في قضايا المرأة، مجلة الكلمة، السنة الثامنة، العدد:30، 2001م-1421هـ.

([2]) فوزية العشماوي، تجديد الفكر الإسلامي منهج التعامل مع قضايا المرأة المسلمة، المؤتمر العام الواحد و العشرون للمجلس   الأعلى للشؤون الإسلامية، ص:2.

([3]) ينظر بتصرف: محمد قطب، واقعنا المعاصر، دار الشروق، القاهرة، ص: .

([4]) ينظر: فوزية العشماوي، تجديد الفكر الإسلامي منهج التعامل مع قضايا المرأة المسلمة، المؤتمر العام الواحد والعشرون للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ص:3.

([5]) عماد الدين خليل، قالوا عن الإسلام، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، الرياض، ط(1)، 1992م، ص: 411.

([6]) عماد الدين خليل، المرجع السابق، ص:415.

قراءة 2347 مرات آخر تعديل على الجمعة, 14 آب/أغسطس 2015 07:58

أضف تعليق


كود امني
تحديث